اوضحت مصادر مقربة من تيار المستقبل لصحيفة “القبس” الكويتية إن خطوة الرئيس سعد الحريري بالتريث في موضوع استقالته من الحكومة سبقها اجتماع تنسيقي بين قوى 8 آذار حصل ليلاً بعد وصول الحريري الى بيروت استمر حتى الثالثة فجرا، لترتيب المرحلة المقبلة. وبعد التواصل مع الرئيس الحريري تم الاتفاق على ارجاء استقالته لمدة أسبوعين يجري خلالها تكثيف الاجتماعات بين هذه القوى، فإذا تم التجاوب مع بنود الاستقالة يصار بعدها الى إعداد بيان وزاري جديد يحدد عمل الحكومة ويعيد انتاج تسوية سياسية جديدة تقوم على ثلاثة مستويات: تصحيح الخلل في التوازن الداخلي بين القوى اللبنانية، ترسيخ سياسة النأي بالنفس بلبنان عن صراعات المحاور الإقليمية وتصحيح علاقة النظام اللبناني بأشقائه العرب. وبحسب هذه المصادر تعهد الطرفان على تخفيف الحملات الإعلامية المتبادلة كخطوة أولى للسير في هذه المراحل.
وتابعت المصادر ان الرئيس الحريري أبدى تجاوباً إزاء مرونة الرئيس عون وفريق «حزب الله» اللذين اصرا على استمرار الحريري في ترؤسه الحكومة أو إعادة تكليفه فيما لو قبلت استقالته، وفي ظل استحالة تشكيل حكومة جديدة من دون «حزب الله» بعد ابلاغه عدم موافقة الرئيس عون والرئيس بري إضافة الى رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط على السير في هذه الحكومة.
ولم تنف المصادر ان جهودا دولية قادتها فرنسا بالتعاون مع مصر شاركت فيها قبرص لإبقاء الحريري في منصبه خشية دخول لبنان في فراغ حكومي قد يؤثر على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي. وهذا ما أكده نيكوس كريستودوليدس المتحدث باسم الحكومة القبرصية أمس بأن الرئيس القبرصي سيطرح مبادرات للمساعدة في نزع فتيل الأزمة بلبنان.