Site icon IMLebanon

مرشحون في عكار يتنافسون لكسب ودّ الحريري

كتب جهاد نافع في صحيفة “الديار”:

الى بيت الوسط في بيروت، تحركت باصات عكارية للقاء الرئيس سعد الحريري،وقد سجل حراك لافت للمرشحين المتنافسين على كسب ود الحريري شخصيا في « عرض عضلات» للمرشحين عن مقاعد السنة الثلاثة بشكل خاص وبقية المقاعد الاخرى..

حين وقف الحريري على منبر داره امام الحشد الشعبي وبعد أن جال في عينيه لاحظ ان جمهوره العكاري يشكل الجسم الابرز من الحشد العام .. فكرر الوعد بزيارة عكار اولا، والمنيه والضنيه ثانيا، وطرابلس والقلمون ثالثا ..

لكن هناك من يتساءل: هل هذا هو الجمهورالعكاري الازرق الذي كان قبل سنوات ومنذ 14 آذار 2005 او هو ما بقي من هذا الجمهور؟ وهل استعاد التيار الازرق جمهوره العكاري ام لا يزال يفتقر الى مزيد من الجهد لاستعادته؟

سياسي عكاري مخضرم لم يتوان عن التعليق قائلا: اسألوا نواب المستقبل العكاريين ماذا قدموا لعكار طوال «احتلالهم» المقاعد النيابية منذ 2005 والى اليوم، ولعلكم تحصلون على الاجوبة التي تقلق بال القيادة الزرقاء قبل أن تقلق الآخرين..

ويتابع: ماذا قدموا لعكار وهل تغيرت هذه المحافظة القابعة سنوات في طي النسيان لا يتذكروها الا عند الاستحقاقات الانتخابية؟واسألوا لماذا انكفأ التيار الازرق وبات يستصعب خوض الانتخابات منفردا ويحتاج الى مساندة تيارات اخرى في عكار تشكل الضامن الوحيد كرافعة لهم في المعركة المقبلة..؟

اكثر من ذلك ماذا قدمت قوى 14 آذار لعكار سوى الوعود التي لم تترجم ميدانيا الا المزيد من التراجع على مستويات عديدة وفي مختلف القطاعات؟

غير ان التساؤل يكبر ولعله مطروح اليوم امام الحريري هو: هل هذه الحشود العكارية كافية لكي نخوض بها ومعها معركة الانتخابات في محافظة عكار، وفي بقية المناطق الشمالية؟

حسب ما سجله احد المتابعين من ملاحظات لفت الى ان هذا الحشد الذي جاء تلبية لجهد من قيادة التيار الازرق شكلت فيه العاطفة جانبا رئيسا منه نتيجة ما تعرض له الحريري من ظلامة وقعت عليه في السعودية، لم يكن بالحشد الذي عولت عليه هذه القيادة وإن كان عموما كان حشدا واسعا من كل المناطق اللبنانية أشاع لدى الحريري شيئا من الطمأنينة، لكن في جردة حساب للمعلومات التي توفرت ان معظم الذين لبوا الدعوة من عكار هم في الاساس انصار لمرشحين يتنافسون على كسب ود الحريري ورضاه علهم يحظون منه بمقعد في اللائحة الانتخابية المقبلة..

هؤلاء الانصار لبوا دعوة مرشحين محتملين، اي ان المرشح الذي يمني نفسه بأن يقع خيار الحريري عليه سارع الى دعوة جماعته… ولذلك لوحظ ان التنافس قد بدأ من يوم «بيت الوسط» افتتاحا للمعركة الانتخابية العامة في ايار المقبل، بمعركة كسب قلب الحريري… وهذا التنافس حاصل بشكل لافت ضمن المرشحين السنّة الذين تجاوز عددهم الثلاثين مرشحا مسلما سنيا والحبل على الجرار..

وقد عمد بعض هؤلاء المرشحين الى المزايدة على الحريري بزيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووضع اكليلا من الزهر قبل الانتقال الى بيت الوسط حاملا اللافتة الدالة عليه وعلى منطقته،فيما مرشح آخر انفق الوف الدولارات على «بانوات» عملاقة لاعلان الولاء المستجد بعد نقلة «نوعية» في الولاء من مكان الى آخر على غرار «الموضة» المستجدة على الساحة العكارية التي بدأت في العام 2005.

كل مرشح من هؤلاء اخذ على عاتقه نفقات الباصات والانتقال والمصروف اليومي لمناصريه وامام بيت الوسط تزاحم هؤلاء لابداء الولاء علهم يحظون بالرعاية والاهتمام والخيار..

ويشير احد السياسيين ان هؤلاء المرشحين لا يعول عليهم كثيرا، فهم اليوم يتسابقون لابداء الولاء للحريري الذي في النتيجة سيختار ثلاثة مرشحين للمقاعد الثلاثة السنية، وهنا الطامة الكبرى حين يختار هذا المرشح دون مرشح آخر خاصة في منطقة تعتبر خزانا انتخابيا مؤثرا (وادي خالد مثالا) فكيف ستكون ردة فعل المرشح الآخر؟.وقس على ذلك بقية المناطق التي تشهد ازدحاما في الترشح على كافة المقاعد في عكار وفي الشمال عامة… فالخيارات صعبة ومربكة للتيار الازرق وللحريري حيث معظم المرشحين يطمحون لرضى الحريري باستثناء المرشحين المنافسين المصنفين في اطار التيارات السياسية المنافسة للتيار الازرق.