تمر العلاقة بين تيار المستقل وحزب القوات اللبنانية بفترة توتر غذتها حملة دعائية منظمة، قادتها وسائل إعلامية وأوساط تابعة لحزب الله.
وعزز عدم زيارة رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع إلى بيت الوسط مع عودة رئيس الوزراء سعد الحريري إلى بيروت من هذه الحملة، خاصة وأن الأخير استقبل خلال اليومين الماضيين العديد من الوجوه الدبلوماسية والسياسية، التي أبدت تأييدا لموقف الحريري حيال تعليق استقالته وفسح المجال أمام رئيس الجمهورية ميشال عون لإقناع حليفه حزب الله بضرورة اتخاذ خطوات عملية للنأي بلبنان عن أزمات المنطقة.
وتقول مصادر لصحيفة “العرب” اللندنية إن هناك نوعا من العتب من المستقبل على القوات لتركه وحيدا في مواجهة هذه الأزمة، وهو ما عبر عنه مؤخرا القيادي في التيار ووزير الداخلية نهاد المشنوق حين قال “ما حصل بيننا وبين القوات اللبنانية ترك ندوبا”.
تصريحات المشنوق استفزت حزب القوات الذي سارع إلى الرد عبر موقعه الإلكتروني الجمعة قائلا “نأسف أن بعض الشخصيات في المستقبل لا تنفكّ عن إطلاق تسريبات تتناول القوات ربما لتغطية فشلها”.
واعتبر حزب القوات “أن هذا ليس مقبولا، ولا يخدم إلا مشروع حزب الله الذي يريد الاستفراد بالقوات اللبنانية من أجل الإطباق على لبنان”.
وشدد على أن أي سوء تفاهم، إذا حصل، يجب أن يناقش في الغرف المقفلة وليس من خلال هذه الموجة المنظّمة.
وتقول أوساط مقربة من قوى 14 آذار إن هذه التصريحات والتصريحات المضادة في هذا الظرف الحساس بالتأكيد لا تخدم لبنان.
وتشدد على ضرورة أن يكون هناك حوار بين الطرفين، خاصة أن ما يربط بينهما أكبر بكثير وهو سيادة لبنان واستقلاله.
وتشير الأوساط إلى أن الآلة الإعلامية لحزب الله قد لعبت دورا أساسيا في محاولة ضرب العلاقة القواتية المستقبلية، حيث أن كل التركيز كان عليها، مشددين على أنه لا بد على الطرفين القيام بمراجعة حقيقية لكل ما حدث خلال الأيام الماضية، وتوحيد الصفوف خاصة وأن القادم ليس مطمئنا لجهة إصرار حزب الله على المضي قدما في الأجندة الإيرانية.