IMLebanon

لقاءات “سريّة” في بيروت وتصعيد سعودي…

كتب ميشال نصر في صحيفة “الديار”:

استعادت الساحة السياسية الداخلية هدوءا افتقدته مع اعلان الشيخ سعد استقالته من الرياض، التي تحولت الى متريثة  في بيروت، لتنطلق عجلة المحركات في اتجاه تثبيت الاستقرار ومنع الانفجار، ضابطة الوضع على الايقاع الدولي لتسوية الازمات، حيث يملأ الوقت الضائع مشاورات  مع الداخل والخارج لاخراج سيناريو العودة عن الاستقالة المطروحة وغير المقدمة، لانهاء وضعية التريث غير المحددة بمهلة زمنية تنتهي حكما بتأكيد التزام مضمون خطاب القسم الذي شكل العمود الفقري للتسوية الرئاسية.

فبين اطلالة وزير الداخلية نهاد المشنوق المتلفزة وكلام ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان «لنيويورك تايمز»، بدا واضحا ان رئيس الحكومة سعد الحريري تعلم الدرس وفهم حدود اللعبة وسقفها، اذ ان النتيجة النهائية للقضية هي أن الحريري لن يستمر في توفير غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع لسيطرة «حزب الله» اللبناني الذي تسيطر عليه طهران أساسا، بحسب ولي العهد، بعد الرسالة الاولى التي اوصلتها المملكة ليل الاربعاء وبعيد التريث، عبر استضافة المحطات السعودية لشخصيات 14 آذار الممتعضة من الحريري وتساهله مع محور المقاومة، ليخرج وسط كل ذلك موقف لافت لبيك المختارة رافض للخضوع لاملاءات ايران.

واذا كان ثمة من يرى في تريث الحريري وعودته فخا سعوديا لحزب الله لجره الى حيث لا يرغب بغفلة عنه، ثمة في المقابل من يرى العكس، وسط مخاوف من ان تتكرر تجربة «القمصان السود» ولكن سياسيا هذه المرة في ظل وجود الرئيس ميشال عون في بعبدا، فان اوساط في الثامن من آذار رأت انه بات من المصلحة اللبنانية العليا واجب على رئيس الجمهورية زيارة طهران وبحث الملفات العالقة معها، وان الفرصة اليوم باتت متاحة اكثر من اي وقت مضى، ناصحة رئيس الجمهورية بعقد الاتفاق مباشرة مع الجمهورية الاسلامية بعيدا عن التدخلات الدولية التي تراعي مصالح اكبر وابعد من لبنان.

وفيما ينتظر ان يتبلغ رئيس الجمهورية مع يوم الاثنين صيغة حزب الله وتصوره الخطي لمسألة النأي بالنفس، قبل ان يبادر رئيس الجمهورية لاتخاذ الخطوة التالية بدعوته الى حوار يناقش صيغة جامعة تعمل عليها الدوائر المعنية في رئاسة الجمهورية متوحا من البيان الوزاري ومواقف الاطراف السياسية، تطفو الى السطح يوما بعد يوم تفاصيل عن الساعات التي سبقت احتفال الاستقلال.

ففي جديد صفقة التريث ما سرب عن لقاء جمع السفيرالفرنسي في بيروت بوفد من حزب الله برعاية الرئيس عون، حيث تم عرض بنود المبادرة الفرنسية الجاري تسويقها مع عواصم القرار، دون ان يخرج الوفد بجواب واضح رغم ان مصادر الوفد الفرنسي تحدثت عن «ايجابية ملحوظة» سادت اجواء اللقاء وانفتاح حزب الله على ايجاد المخرج الذي يحفظ ماء وجه الجميع من ضمن المسلمات التي بدت حارة حريك متشددة حيالها ناصحة الموفد الفرنسي بضرورة اعادة الحياة الى الحكومة لان مصلحة جميع القوى المحلية والاقليمية والدولية تقضي بالحفاظ عليها كمكان صالح لربط النزاع القائم بين المحاور في المنطقة، مؤكدة ان الطرفين الفرنسي والمصري سيضمنان حسن تنفيذ المبادرة والتزام الاطراف بها.

اما على خط الرياض – بيروت، فبعد طلائع الحملة الاعلامية السعودية ضد رئيس الجمهورية، التي ينتظر ان تتوسع خلال الفترة المقبلة لتشمل وقف بث المحطات التي تسوق لحزب الله على «نايل سات» و«عربسات»، علم ان وزير الدفاع يعقوب الصراف سيغادر الى المملكة للمشاركة في مؤتمر وزراء الدفاع التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب في الرياض بتكلفة من رئيس الجمهورية بعدما وصلت دعوة موجهة من الملك السعودي الى الدوائر اللبنانية المعنية، رغم دعوة المصادر الى عدم تحميل الموضوع اكثر مما يحمل متخوفة من ان تطرح مسالة حزب الله على الطاولة.