كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”:
تكشف مصادر نيابية في «تكتل التغيير والاصلاح» عن ان الاستحقاقات الدستورية والاقتصادية الضاغطة، باتت تفرض حراكاً وطنياً تتضافر فيه كل الجهود لمعالجة الازمة الحكومية وتثبيت التسوية بما يتناسب والمصلحة الوطنية العليا. وشددت على ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يقود حراكاً سياسياً من خلال حوار سياسي غير معلن، وعبر مشاورات تبدأ غدا في قصر بعبدا وتشمل كل القيادات السياسية والحزبية والروحية، وتهدف الى تحقيق الهدف المعلن والمنشود من قبله منذ بداية الازمة وهو استمرار الاستقرار علماً انه الهدف نفسه الذي اعلنه رئيس الحكومة سعد الحريري لقراره بـ «التريث» في تقديم استقالته.
وحول طبيعة الخطوة المقبلة في هذا الاطار ، فتوضح المصادر النيابية ان العمل يتركز على ترميم وتعزيز كل التفاهمات الثنائية السابقة والمستجدة نظرا لحاجة كل القوى السياسية لتعزيز عملية التواصل في ما بينها في المرحلة السياسية الراهنة، وذلك في اشارة الى حصول نوع من الفتور والتوتر في العلاقات بين العديد من القوى السياسية على خلفية الازمات الداخلية والخارجية. وأكدت ان التحالف وثيق اليوم بين «التيار الوطني الحر» وتيار»المستقبل» ولم تستبعد ان يتحول من الاطار السياسي الى الاطار الانتخابي في المرحلة المقبلة. ولفتت الى ان ترجمة التقارب بين الفريقين تتم من خلال المواقف والتصريحات المتبادلة التي تتبنى خطاب التهدئة والتنسيق لتمرير مرحلة التحديات الصعبة التي تواجهها الساحة الداخلية.واضافت ان العلاقة الخاصة التي تجمع رئيس الجمهورية بالرئيس الحريري ليست مستجدة بل تعود الى وقت طويل والى ماقبل الانتخابات الرئاسية وقد تكرست من خلال التعاون بعد الانتخابات وخلال السنة الاولى من عهد الرئيس عون وعبر الانجازات الحكومية التي تحققت.
واستدركت المصادر النيابية مؤكدة ان هذا التحالف يأتي ضمن سياق المسار السياسي الذي ينتهجه العهد والذي يقوم على التعاون مع كل الاطراف السياسية من دون استثناء للحفاظ على استقرار الساحة الداخلية وتحييدها عن اي تأثيرات خارجية تهدد بالاطاحة بكل ما تحقق من خطوات ايجابية في المرحلة السابقة.ومن هنا وجدت المصادر نفسها ان من شأن هذا المسار ان يؤسس لايجاد آلية سياسية تؤمن خروج لبنان من الوضع الخطر الذي يعيشه منذ ان بات على حافة الهاوية في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، علماً ان الاتصالات بدأت منذ الاسبوع الماضي للوصول الى تفاهم حول النأي بالنفس وهي مستمرة في الاسبوع المقبل. وكشفت عن حوار غير علني يجري بين الرئاسات الثلاث وذلك بموازاة المشاورات بين القيادات السياسية والحزبية في البلاد. وتوقعت عودة الامور الى طبيعتها بالنسبة للوضع الحكومي ، مع الاشارة الى ان فترة التريث التي أعلنها الرئيس الحريري، ليست مرتبطة بمهلة زمنية محددة وانما ليست مفتوحة ، لان بت هذا الامر هو ضروري لكي تعود الحكومة الى الاجتماع والانتاجية في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية.وأكدت ان الجهود قد قطعت مسافة مهمة لجهة انتاج حل وعلى نار هادئة وبعيداً عن اي توتر او ضغوط مهما كان مصدرها،وان المؤشرات الايجابية ستظهر في فترة قريبة جداً.