وقع منتخب لبنان مجددا ضحية أسوأ إدارة من قبل لجنة المنتخبات الوطنية، وتم إستخدامه كـ”كبش محرقة” في حرب النكايات السائدة بين الطرفين المتخاصمين في إتحاد كرة السلة، وخسر اهم مباراة له حتى اللحظة في تصفيات كأس العالم على يد الاردن 87-83 في الجولة الثانية بالعاصمة الاردنية عمّان.
وعلى الرغم من أن الخسارة ليست نهاية العالم، ولم تنه آمال بلاد الارز في التأهل لكأس العالم، لكنها وضعته في موقف غير مريح، خصوصاً أن أداءه لا يبشّر بالخير تماما كما كانت حاله في كأس آسيا. لكن كما في كل مرة، يتهرّب المسؤولون من تحمّل مسؤولياتهم، وتحديداً لجنة المنتخبات الوطنية برئاسة ياسر الحاج. والمفارقة انّ الحاج خرج بعد يوم واحد من الفوز على الهند ليتغنى ويتباهى بالإنتصار على منتخب ضعيف كالهند، كما فعل بعد الخروج من الدور ربع النهائي لكأس آسيا، وحاول التباهي بالفوز على الفليبين في مباراة تصفية المراكز!
ففي العودة الى اللقاء، بدا منتخب لبنان كأنه لم يتدرّب لأسبوعين، كما حصل فعلاً، والأسوأ أن المدرب الليتواني راموناس بوتوتاس، وهو كان خيار ياسر الحاج وزملائه في لجنة المنتخبات، بدا أنه لم يقم بأي عمل يُذكر منذ كأس آسيا، لا بل كرّر خطأ الإعتماد على “مجنّس” لا مهمة له سوى تدفئة دكة البدلاء وهو آتر ماجوك، بدل الشروع فور نهاية كأس آسيا في البحث عن مجنّس جديد أو على الاقل الذهاب الى خيار الحدّ الادنى وهو جاي يونغبلود. زد على ذلك، انّ أداء منتخب لبنان الدفاعي بدا هاويا وضعيفا لدرجة لا يمكن للعقل ان يتخيّلها، سيما مع لاعبين يفترض أنهم يلعبون في بطولة محترفة ويجنون أموالا طائلة لقاء عملهم، فكان اللاعبون الاردنيون اكثر إستشراسا في الدفاع، رغم انهم لا يملكون بطولة محلية (ولا نبالغ عندما نقول انهم لا يملكون بطولة محلية لأنها الحقيقة).
الخسارة ليست نهاية العالم. لكنّ التشبّث بالكرسي والهروب من تحمّل المسؤولية تبقى المشكلة الاكبر لكرة السلة اللبنانية. ففي كأس آسيا، تهرّب ياسر الحاج من مسؤولياته، هو وزملاؤه في لجنة المنتخبات، واستخدموا إداري المنتخب يومها جورج كلزي “كبش محرقة”، أما الآن وقد اعفي كلزي من مهامه، فمن هو المسؤول بنظرهم؟ أليس المدرب الذي اختاره الحاج بنفسه وقاتل من اجله؟ ام من تحديدا؟ً
هل يُعقل ان يخوض منتخب لبنان المباراة بهذا النوع من غياب التجانس والرعونة في الأداء الهجومي والدفاعي؟ هل يُعقل ان ينجح المنتخب الأردني بضمّ مجنّس من هذا النوع ولا يستطيع لبنان فعل الأمر نفسه، ونتمسّك بمجنّس لم يكن له اي مساهمة على الإطلاق؟!
دفع منتخب لبنان مجددا ثمن إستخدامه سلاحا من قبل الحاج وزملاء له في اللجنة الإدارية المعارضين لبيار كاخيا الذي لا نعفيه من المسؤولية كرئيس للإتحاد، لكن هل يعقل ان يرفض أعضاء في الإتحاد دعوات كاخيا المتكررة للمّ الشمل والإجتماع حول طاولة واحدة لإيجاد حلول جذرية للديون ومشاكل المنتخب؟
فليستقل كل اعضاء الإتحاد اللبناني لانهم اظهروا بأنهم لا يستحقون شرف إستلام إدارة أهم رياضة في لبنان!