اعتبرت أوساط لبنانية مقربة من تيار المستقبل أن رجوع الرئيس سعد الحريري إلى لبنان كان يهدف بالأساس للتعبير عن المواقف التي أعلن عنها في الرياض يوم الـ4 من تشرين الثاني والتي دفعته إلى الاستقالة، وتخص بالأساس الموقف من حزب الله الذي تحوّل إلى أداة إيرانية تمسّ من أمن دول الخليج وتوتر علاقاتها بلبنان.
وأشارت المصادر لصحيفة “العرب” اللندنية إلى أن الحريري لم يغترّ بالتهدئة التي أظهرها حزب الله تجاهه، وإشادته بـ”التصريحات الإيجابية” التي أطلقها حال عودته إلى لبنان.
وتوقّعت أن يتخلّى حزب الله عن هذه المخاتلة بعد موقف الحريري الذي أعلن عنه أمس، معيدا الصراع مع حزب الله إلى فضائه الحقيقي، أي إرباك علاقات لبنان الخارجية وتهديد أمن الدول العربية.
ويرى متابعون للشأن اللبناني أن الحريري سحب البساط من تحت أرجل القوى المناوئة التي حوّلت استقالته من خارج لبنان إلى مثار للنقاش والتصعيد مع السعودية للتغطية على السبب الرئيسي وهو الخطر الذي يلحق لبنان من تورط حزب الله في سوريا والبحرين والعراق واليمن، وهو ما أثار غضب السعودية التي لوحت بمعاقبة لبنان على السكوت الرسمي تجاه دور الحزب.
ويعتقد المتابعون أن سياسة النأي بالنفس التي يسعى لها اللبنانيون تفترض أن تكون بنفس المساحة مع مختلف الأطراف الإقليمية وممثليها في الداخل، لافتين إلى أن أطرافا لبنانية تطالب السعودية بإبعاد لبنان عن التجاذبات الإقليمية، لكنها تعجز عن مجرد الإشارة إلى حزب الله الذي يورط لبنان في ملفات حارقة تهدد بأن تحرق البلد.
ويجمع محللون ومراقبون على أن لبنان سيواصل اعتماد سياسة الهروب إلى الأمام ومحاولة كسب الوقت إزاء الملفات الخلافية الكبرى، طالما تشهد المنطقة انقساما كبيرا بين المحورين السعودي الداعم تقليديا للحريري والإيراني الداعم لحزب الله.