اوضحت مصادر سياسية لصحيفة «الوطن» السعودية ان تطبيع العلاقة شبه مستحيل بين حكومة سعد الحريري وحزب الله إذا لم يقدم الأخير من خلال المشاورات والحوارات التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون تنازلات واضحة، منها وضع سياسة «النأي بالنفس» موضع التنفيذ والبحث الجدي في تطبيق الطائف، لا سيما ما يتعلق منه بحل الميليشيات المسلحة، وسيكون في هذه الحال وضع موضوع سلاح «حزب الله» على طاولة البحث والتزام الحزب بالقرارات اللبنانية الداخلية، من دون التأثيرات الإيرانية والأوامر التي يتلقاها بشكل مباشر أو برسائل مشفرة.
وعدت المصادر أن «التريث» لن يبقى قائما لفترة طويلة وسيكون على الحريري إعادة تفعيل استقالته مجددا إذا اصطدم بجدار سلاح حزب الله، فضلا عما يتردد عن قرار الحرب والسلم الذي يجب أن يكون بيد الدولة لا الدويلة، مضيفة أن «الصدمة التي أحدثها الحريري باستقالته لا يمكن إلا يحسب لها حساب، وأن «التريث» لن يجمد الأمور، إذ إن زلزال الاستقالة سيترك انعكاساته، وإن حاول البعض تجاوز ما ورد فيها أو التخفيف من آثارها»، موضحة أن «ما يدفع لذلك، أمران الأول رفض إيران نزع سلاح «حزب الله»، والأمر الثاني: ما ذكره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية «بأن الحريري لن يستمر في توفير غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع لسيطرة «حزب الله» الذي تسيطر عليه طهران أساسا»، إلا إذا حصل تطور كبير يدفع باتجاه تسوية ما في اليمن وسورية، ولا مؤشرات واضحة حتى الآن، لأن ذلك يتطلب الجلوس على طاولة المفاوضات لتهدئة أوضاع المنطقة».