رأت مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان تيار “المستقبل” الذي خفضت التسوية السياسية الرئاسية شعبيته بنسبة عالية، يفضل على قاعدة ضرب الحديد وهو حام تقريب موعد الانتخابات، ليستفيد من موجة التعاطف الشعبي ويستثمرها انتخابيا وهي فرصة قد تصبح غير متاحة بعد نحو ستة اشهر، موعد الانتخابات المقررة في ايار 2018.
اما التيار الوطني الحر، فترى المصادر ان الطريقة الحكيمة والذكية التي ادار بها رئيس الجمهورية ميشال عون ازمة الاستقالة ونفذ خطة المواجهة رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بجولة مكوكية على عواصم القرار والدول المؤثرة، فعلت فعلها في وضع حد لها وتركت تأثيرها الايجابي في اوساط اللبنانيين الذين قدروا للرئيس وللوزير باسيل مقدار اندفاعهما الوطني “لاستعادة رئيس الحكومة حريته” وعودته الى بيروت، من شأنها ان ترفع رصيد التيار الشعبي ليستثمر انتخابيا في اقرب فرصة قبل ان يتلاشى اذا تبدلت الظروف حتى ايار المقبل.
من جهته، يفضل فريق 8 آذار وتحديداً “حزب الله” العودة الى دعوة الرئيس بري لاكثر من اعتبار. فالتسوية السياسية للازمة السورية على الابواب والدفع الدولي نحو انضاجها بعيد القضاء على تنظيم “داعش” بلغ اوجه، ما يعني عمليا ان عودته من الساحات العربية لم تعد بعيدة، والاجدى توظيف الانتصارات التي حققها على الارهاب في سوريا والعراق سريعا، اضافة الى بروزه من خلال مواقفه ابان مرحلة “الاستقالة” بمظهر اكثر الحريصين على الوحدة الوطنية والاستقرار وعلى رئيس الحكومة وتقديم ما يلزم لصون التسوية وحماية العهد.
وتبعا لذلك، يناسبه جدا تقريب موعد الانتخابات لتحقيق فوز يتطلع اليه للحصول على الغالبية البرلمانية. بيد ان المصادر تستبعد فرضية تقريب الموعد الانتخابي في ضوء جملة معوقات ابرزها اجراءات ومقتضيات القانون الانتخابي النسبي التي توجب تدريب الموظفين وتحضير اللبنانيين لمعرفة كيفية ممارسة حقهم الانتخابي.