كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
تحظى تطبيقاتُ التراسل الفوري بشعبيّةٍ كبيرة لدى مستخدمي الهواتف الذكية، سواءٌ لأغراض شخصية أو لأسباب متعلّقة بأعمالهم وحتى إنهم يتبادلون أسرارَهم الشخصية وأسرارَ العمل من خلالها بالإضافة الى تبادل صور شخصيّة وصور لوثائق رسميّة.
يتمّ تقييم مدى حفاظ تطبيقات التراسل الفوري على خصوصية مستخدميها ومدى حمايتها لبيانات المستخدمين، وفقاً لمعايير أساسية تشمل تشفيرَ الإتصالات والرسائل من طرف إلى طرف، ومدى بقائها آمنةً في حال سرقة مفتاح التشفير.
كذلك هنالك معيار يُعتبر أساساً ومهماً جداً ويتعلّق بإصدار الشركات المشغّلة للتطبيقات تقاريرَ توضح فيها كيفية التعامل مع الطلبات الحكومية وما إذا كانت الشركة تطلب أمراً قضائياً لتسليم بيانات المستخدمين ووجود سياسة واضحة عن كيفية إستجابة الشركة لهذه الطلبات.
أمان التطبيقات
وفقاً لآخر تحديث حول تقييم أمان تطبيقات التراسُل الفوري، وكيفية حفاظها على خصوصيّة المستخدمين، تذكر العديد من الشركات المشغّلة لهذه التطبيقات أنها تشفّر كامل المراسلات عبر بروتوكول «الطرف إلى الطرف» بحيث إنه لا يمكن لأحد حتى الشركة نفسها فكّ التشفير. لكن مَن يؤكّد ذلك؟ بالطبع لا أحد.
فواتساب على سبيل المثال تقول في معلوماتها القانونية ما يلي: «رسائلك تنتمي إليك ولا يمكننا قراءتها. لقد بنينا الخصوصيّة والتشفير التام بين الطرفين وخصائص أخرى تُعنى بالأمان في واتساب. فنحن لا نحتفظ برسائلك ما أن يتمّ تسليمها إلى الطرف الآخر عندما تكون هذه الرسائل مشفّرة تماماً فلا يمكننا نحن أو أيّ طرف ثالث قراءتها».
وإذا كان ذلك صحيحاً، هذا يعني أنه يتمّ إنشاء المفاتيح الخاصة بالتشفير فقط بين طرفي المحادثة بشكل تلقائي، وتكون هذه المفاتيح مخزّنة على هواتف المستخدمين من غير أن تمتلك الشركة أو أيّ جهة أخرى نسخة عنها، ما يعني أنّ الرسائل تمرّ عبر الشبكة بشكل غير مقروء، ما يجعلها عصيّةً على القراءة حتى بالنسبة لأيٍّ كان، باستثنائك أنت والطرف الآخر الذي تتواصل معه.
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنّ الرسائل تكون مشفّرة تماماً تلقائياً، ولا يمكن للمستخدم توقيفها، وليس هنالك أيّ إعدادات يجب تشغيلها لحماية رسائلك. وعلى الرغم من ذلك ما زال خبراء أمن المعلومات حتى الآن، لا ينصحون بإستخدام تطبيقات التراسل الفوري لأغراض شديدة الخصوصية والسرّية، خصوصاً مع تنامي التهديدات التي تتعرّض لها خصوصية المستخدم وعمليات التجسّس الحكومية والخاصة.
شكوكٌ متنامية
على الرغم من تأكيد العديد من الجهات الرسمية والخاصة أنّ تطبيقات المحادثات الفورية على غرار واتساب وتيليغرام توفّر غطاءً آمناً لجميع مستخدميها بسبب وجود نظام للحماية والتشفير يمنع أيَّ جهة خارجية من الإطّلاع على الرسائل المتبادَلة، إلّا أنه في المقابل هنالك جهات تشير إلى أنّ هذه الشركات تقوم بتوفير أبواب خلفية وثغرات داخل أنظمة التشفير الخاصة بها في إطار تعاون بينها وبين الجهات المختصة لتسهيل عملها.