أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان المباحثات الجارية راهناً تهدف الى ترميم التسوية الحكومية في اتجاه النأي بالنفس في شكل فعلي من خلال نقطة محورية تتمثل في الانسحاب من ازمات المنطقة، وهذا مطلبنا الأساس، موضحاً أن “استناداً الى اوساط رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري، فإن “حزب الله” جدي في ما يتصل بتطبيق النأي بالنفس، بيد ان التقويم النهائي مرتبط بنص التسوية عند اعلانها، وهي طور الاعداد بين رئاستي الجمهورية والحكومة، وفرنسا والمملكة العربية السعودية ليستا بعيدتين منها، ما دام النأي بالنفس ليس شأناً لبنانياً محضاً بل يتصل بوضع المنطقة عموماً، كما ان تسوية من هذا النوع تحتاج الى حماية خارجية.
جعجع قال في حديث لـ”المركزية” : “ان حزب “القوات اللبنانية” تعرض في الاسابيع الاخيرة لحملة استهداف واسعة ما زالت مستمرة حتى الساعة، واستغرب كيف ان البعض عوض البحث عن الحلول للازمة العميقة نحا في اتجاه استهدافنا، وفي اعتقادي ان ثمة تراكماً قديماً لدى هذا البعض يتصل بعاملين رئيسين، الاول ان القوات داخل الندوة الحكومية تحمل على عاتقها الهمّ السيادي الذي لو عولج في حينه، لما وصلنا الى الازمة الحالية، خصوصاً محاولات التطبيع مع سوريا، وقد ضاق هؤلاء ذرعاً بها، والثاني يتعلق بحسن سير شؤون الدولة وتحديداً بالحرص على الشفافية والالتزام بالقوانين وهو ما ازعجهم ايضاً، فحاولوا في هذه اللحظة بالذات الانقضاض على القوات ومحاصرتها ووضعها في دائرة الاستهدافها من خلال موجة شائعات لا اساس لها”.
واعتبر جعجع ان مصدر الاستهداف “هم الخصوم الذين يضعون نصب اعينهم انهاء آخر مربعات المقاومة الفعلية لمشروع “8 اذار” الذي يمثله حزب “القوات”، آسفاً لان “بعض الحلفاء يساير والبعض الآخر لا يضره وضع “القوات” خارجاً”.
وفي الاشكاليات التي تشوب العلاقة بين “القوات” و”تيار المستقبل” اشار جعجع الى ان “العلاقة بين الطرفين استراتيجية الا انها مرّت في مرحلة وجود الرئيس الحريري في السعودية بضبابية، حيث القى البعض “بوشوشات” لا نعرف خلفياتها واسبابها، الا ان الرئيس الحريري فور عودته وضع حداً لكل الاجواء غير الصحية، فعادت قنوات الاتصال الى طبيعتها ويجري اليوم ترميم الوضع، والايام المقبلة ستشهد اجتماعات رفيعة المستوى، وسألتقي الرئيس الحريري”.
وفي ما يتصل بالاتهامات المساقة لـ”القوات” في شأن ضلوعها في الازمة عبر “الوشوشة” في المملكة قال جعجع: “هذه ولدنات وهرطقة، فأي عاقل يصدّق ان المملكة الملمّة بكل شاردة وواردة في لبنان تنتظر ان “تشي” القوات بالرئيس الحريري لتعرف ما يدور في السياسة اللبنانية، او ان تعطي رأيها بهذا او ذاك من السياسيين لتبني عليه اجراءاتها، فاين يكون موقع القوات حينما يكون الرئيس الحريري في مجالس اهل الحكم في المملكة؟ في افضل الحالات في المرتبة الثانية. الا يدرك مطلقو هذه الشائعات ان للمملكة سياستها في المنطقة ولها سفارتها في لبنان التي يؤّمها العشرات من السياسيين يومياً اضافة الى اتصالاتها التي تحدد على اساسها مواقفها، ام يعتقدون انها تنتظر رأي القوات لتتصرف بهديه؟ انه غاية التشويه للواقع الذي يسعى هؤلاء عبره الى استهداف القوات واحراجها بالشائعات لاخراجها والقضاء على آخر معاقل المقاومة في مواجهة مشروع فريق “8 آذار”. اؤكد واجزم ان لا ذرة مما يشاع على صلة بالحقيقة”.
واذ اوضح ان العلاقة مع رئيس الجمهورية رسمية عادية، تجنب الغوص في الحديث عن العلاقة مع “التيار الوطني الحر”، “فبعض من في “التيار” يعتبر ان “القوات” ارتكبت في المرحلة الماضية خطيئة كبرى، لا نعلم ما هي. واذا كان المطلوب ان يصطفّ الجميع خلف شخص ليصفقوا له فتنعدم اراؤهم، هذا حلم مستحيل في مجتمع يتمتع بالحد الادنى من الديموقراطية”. ولفت الى بعض الظواهر الغريبة عن لبنان التي “تذكّرنا بعهود ولّت، كاستدعاء صحافيين الى التحقيق وتوقيف احدهم عشرة أيام”.
واستبعد جعجع حصول تعديل حكومي، مؤكداً أن “أحداً لم يفاتحه بالموضوع وان لا نية بتغيير اي من وزراء “القوات”، الا لدى من يستهدفهم لان هذا اقصى حلمهم”. ولفت الى ان امكان تغيير اي وزير واردة دستورياً بتصويت ثلثي مجلس الوزراء.
وقرأ جعجع في حديث الرئيس الحريري عن سلاح “حزب الله” امس فقال: “ان انطباعي الشخصي ان الرئيس الحريري كان يتحدث عن ترميم التسوية، وفي سياقها تطرق الى موضوعي النأي بالنفس وسلاح “حزب الله”. فحاول القول في هذا المجال، ان سلاح الحزب لن يستعمل في الداخل راهناً، ولم يقل لم يستعمل سابقا، لانه استعمل عشرات المرات”.