علّق رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قائلاً: أقدّر كلام الجبير، لكن لديّ رأي آخر في ما يتعلق بالقطاع المصرفي اللبناني، حيث ان المصارف اللبنانية تتقيّد بشكل تام بتعليمات المصرف المركزي الذي هو على تنسيق تام مع وزارة الخزانة الأميركية والذي أخذ على عاتقه تطبيق المعايير الدولية والأنظمة المصرفية الدولية، مضيفاً: لا أعتقد بأن هناك أموالاً لـ “حزب الله” تمرّ من خلال النظام المصرفي اللبناني.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، انتقد جعجع كلام نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عن رابح وخاسر، فقال: المهزوم الوحيد في هذه الأزمة هو الشعب اللبناني، الذي ينقله البعض من أزمة الى أخرى ويتلاعبون بلقمة عيشه ومصيره من الخليج وصولاً الى الأميركيتين وما بينهما اللبنانيين الموجودين في لبنان. وأسف لمغامرات هؤلاء الذين لا علاقة للبنانيين بها، ولا علاقة للمصلحة اللبنانية العليا بها.
وفي سياقٍ متصل، أكد جعجع أن فريق 8 آذار لن ينجح في تحقيق الإنفصال ما بين “القوات” وتيار “المستقبل” والوصول الى عزلها. وقال: إذا ألقينا نظرة على الهجمة التي تستهدف حزب “القوات” في المرحلة الأخيرة، نجد أن “الخطيّة” التي ارتكبتها “القوات” هي انه كانت لها مقاربة مختلفة عن مقاربة الآخرين.
وأشار الى أنه حين تقع أزمة معينة، لا يمكن لكل الأطراف أن يكون لديهم نفس المقاربة، وهنا لا يجوز الحديث عن الخروج عن الإجماع الوطني، أو ضرب الوحدة الوطنية أو فتنة.
وإذ وصف ألسنّة البعض في 8 آذار بـ “طويلة جداً”، سأل جعجع: أين هي الفتنة؟! وقال: في حين كان يفترض الحديث عن فتنة حين نزل البعض بسلاحهم الى الشوارع من أجل إخافة اللبنانيين أو تهديدهم مباشرة.
وشدّد على أن كل ما سيق ضد “القوات” لا يعدو كونه يندرج تحت عنوان “الحجج”، التي تهدف الى الإنتهاء من آخر مربع سيادي مقاوم في لبنان.
وتابع: ايضاً هناك أطراف أخرى تحاول الإنتهاء من وجود “القوات” المعرقل لتنفيذ مصالحها وإنجاز تركيباتها.
وأضاف: هكذا تلاقت المصالح، وشنّت الحملة على “القوات”.
وهنا أكد جعجع أن العمل في الشأن العام واحد، أكان داخل الحكومة أو خارجها، حيث تبيّن للجميع أن ممارسة “القوات” الحكومية مختلفة جداً ، وهي في الواقع ما ينتظره الرأي العام اللبناني منذ زمن. وقدّر جعجع الأصوات التي نسمعها تشيد بأداء وزراء “القوات اللبنانية” داخل الحكومة. واعتبر أن هذا الأداء ايضاً هو المقصود من الحملات.
وسئل عن ما إذا كانت “القوات” تشارك في المفاوضات حول “البيان السياسي” الذي سيصدر عن مجلس الوزراء إذا ما عاود جلساته؟ فأجاب: مباشرة كلا، موضحاً أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري يقومان بهذا العمل. ولكن في نهاية المطاف “البيان” المشار إليه سيعود الى مجلس الوزراء لمناقشته.
وتابع: ما لديّ من أجواء تفيد بأن الأمور تسير بشكل لا بأس به، ولكن علينا ان ننتظر أياماً قليلة لنرى النتيجة الفعلية.
وانطلاقاً من ما حصل في الفترة الأخيرة، سئل جعجع: هل ما زالت “القوات” عرّابة العهد؟ فأجاب: كان يفترض أن تكون شريكة أساسية في العهد، ولكن ليس هذا هو وضعها، إنما هذا لا يمنع أننا نتمسك بالتفاهم القائم مع التيار “الوطني الحر” حتى الآخر.
وعن العلاقة بين “القوات” وتيار “المستقبل”، قال جعجع: أغلب الظن أنهائستعود كما كانت، كاشفاً ان مشاورات حثيثة تتم بين الجانبين كي تأخذ هذه العلاقة مكانها.
وشدّد على ان ما هو بين “القوات” و”المستقبل” لا سيما حول النظرة الى لبنان، لا يوجد بين حزبين آخرين، إنما في الوقت عينه هذا لا يعني ان نتحمّل حملات في غير محلّها، أو ان تلقى علينا بعض “الوشوشات” التي لا أساس لها من الصحة.
وعلى صعيد آخر، ورداً على سؤال حول ما يروّج له من تحالفات إنتخابية هدفها تحجيم “القوات” من أجل إخراجها من المعادلة السياسية القائمة راهناً، أكد جعجع ان ما يحدّد الأحجام ليس التحالفات بل الرأي العام. ومن هذا المنطلق، نحن مطمئنون الى مستقبلنا والى نتيجة الإنتخابات المقبلة.
وأوضح أنه وفقاً للقانون “النسبي” لم يعد للتحالفات نفس الدور الذي كانت تلعبه وفقاً للقانون “الأكثري”.
ورأى جعجع أنه من المبكر الحديث عن تحالفات إنتخابية في الوقت الراهن، الداخلي الراهن، وبخلاف ما يعتقده البعض، لم يستقرّ بعد على شيء ما نهائي.
وعن ما إذا كان لبنان يستطيع فعلياً أن ينأى بنفسه عن المشاكل الحاصلة في المنطقة، أكد جعجع إمكانية النأي بالنفس بالفعل عن مشاكل الدول العربية 100% إذا ساد منطق الدولة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا قام الجيش اللبناني بفعل ما، لا يمكن لأي طرف ان يعترض.
وإذ أشار الى أنه لا يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن الحرب ضد الإرهاب، قال جعجع: لكن الحرب على الإرهاب ومواقعها وجغرافيتها تحدّدها الدولة اللبنانية وليس فريقاً لبنانياً انطلاقاً من مصالح ايديولوجية خاصة به.
وسأل: صحيح أن “داعش” و”النصرة” وغيرها تنظيمات إرهابية، ولكن مَن الذي قال ان الطرف الآخر في سوريا ليس إرهابياً، حيث هناك جهات دولية عدّة صنّفت “النظام” بـ “الإرهاب”، خصوصاً أنه استعمل الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وبالتالي انطلاقاً من هذا ندخل في تعقيدات كبيرة جداً، مؤكداً ان الحل الوحيد هو أن يسود منطق الدولة وأن يكون القرار في السياسة العسكرية والأمنية والإستراتيجية للدولة وليس لسواها.
وختم: على الدولة ان تعتمد منطق واضح جداً يرضي كل اللبنانيين.