أحيت عائلة الرئيس الشهيد رينه معوض وعائلات الشهداء الذكرى الـ28 لاستشهادهم بقداس إلهي حاشد أقيم في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا، تحت عنوان “شهيد القرار اللبناني” برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وشارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب أسطفان الدويهي، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بوزير العمل محمد كبارة، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالوزيرة أليس شبطيني، الرئيس أمين الجميل ممثلاً بالشيخة جويس الجميل، رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير السابق نقولا نحاس، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي العام على جبة بشري وزغرتا اهدن المطران جوزف نفاع الذي ترأس القداس، يعاونه المطارنة إميل سعادة، جورج أبو جودة رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية، وجورج أسادوريان، ممثلا بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس العشرين. وقد شارك في القداس القائم بالأعمال البابوي المونسنيور ايفان سانتوس.
وحضر رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل ممثلا بالوزير السابق نقولا صحناوي، رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب هنري الحلو، رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب فادي كرم، رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميل ممثلاً بالوزير السابق آلان حكيم، رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ممثلا بالوزير السابق يوسف سعادة، والامين العام لـ”تيار المستقبل” احمد الحريري ممثلا بالاستاذ زياد ديب، وأمين عام حزب الطاشناق ممثلا بالأستاذ هاتشيه هارمنديان.
كما حضر وزير العدل سليم جريصاتي ممثلا بالقاضي أنطوان لطوف، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني ممثلا بالاستاذ نخله رشو، وزير المهجرين طلال ارسلان ممثلا بالمدير العام احمد محمود، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، الوزير السابق محمد يوسف بيضون، الوزير السابق النائب محمد الصفدي ممثلا بالاستاذ أحمد الصفدي، الوزير السابق جان عبيد ممثلا بعقيلته السيدة لبنى، والوزير السابق فيصل كرامي، والنواب: بطرس حرب ممثلا بنجله مجد، احمد فتفت، نضال طعمة، فادي كرم، خضر حبيب، كاظم الخير، قاسم عبد العزيز، انطوان سعد، أنور الخليل، والنائب السابق جواد بولس.
كما حضر قائد الجيش العماد جوزف عون ممثلا بالعميد يعقوب معوض، مدير عام الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بالعميد طوني الذكرى، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا برئيس دائرة الامن العام في الشمال العميد ريمون ايوب، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالمقدم اسكندر يونس، مدير عام الجمارك بدري ضاهر ممثلا بالعميد كلود عوض، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطّار ممثلا بالاستاذ أسعد خوري، مدير المخابرات في الجيش طوني منصور ممثلا بالعقيد الركن طوني انطون، قائد الدرك السابق العميد سركيس تادروس والعميد شامل روكز، قائمقام زغرتا إيمان الرافعي مثّلت المحافظ رمزي نهرا.
وشارك أيضاً رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب ابراهيم أبو راجل ممثلا رئاسة الرهبانية الانطونية، رئيس الرابطة المارونية أنطوان إقليموس ممثلا بالاستاذ توفيق معوض، السيد اميل عيسى عن المؤسسة المارونية للانتشار، وممثل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ممثلا بالاستاذ معن الاسعد، ومثلت إليان يونس مدير عام إدارة حصر التبغ والتنباك ناصيف السقلاوي.
كما حضرته الوزيرة السابقة نايلة معوض ورئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض وعقيلته المحامية مارييل وأولادهما، بالإضافة الى عوائل الشهداء.
وترأس الذبيحة الإلهية المطران جوزف نفاع ممثلا البطريرك الراعي عاونه كهنة الرعية الخوري اسطفان الدويهي، والخوري جان موره، والخوري يوحنا مخلوف بالاضافة الى الخوري بول الدويهي.
عظة المطران
بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران نفاع باسم البطريرك عظة، قال فيها:
لقد شرفني غبطة ابينا السيد البطريرك ان امثله وان انقل اليكم تحياته وان القي باسمه الكلمة العظة.
قامت مريم وذهبت مسرعة الى الجبل لتخدم اليصابات ما ان سمع العالم بخبر ميلاد يسوع المسيح بواسطة بشارة الملاك الذي احتفلنا به الاسبوع الفائت حتى تغير كل شيء. لم يترك يسوع الدنيا كما كانت أبدا يخضها، يحولها، ينهضها من سباتها فها مريم نفسها قامت لم تعد تلك الفتاة البسيطة في قرية الناصرة الصغيرة التي تمضي حياتها بين اعمال المنزل والصلاة، تركت البيت لتلبي متطلبات الوضع الجديد. يجب ان تساعد العجوز اليصابات فهي لا تقوى وحدها على مواجهة حالتها الجديدة.
يستعمل النص الانجيلي عن قصد فعل “قامت” وكان بالامكان التخلي عنه لو قال “ذهبت مريم مسرعة”، لكنه قال: “قامت وذهبت”. هو نفس الفعل المستعمل عن الرب يسوع في خبر قيامته من بين الأموات فمريم نفسها الى يسوع، ورغم كل قداستها لا يمكنها ان تقوم، اما الآن فهي تحمل في احشائها من هو أعظم من الحياة نفسها ذلك الذي قام ليقيمنا، وليمنحنا الحياة الحقيقية. هذا هو مشروع يسوع في حياة كل منا، أن يجعلنا نقوم من كل كبوة، من كل خوف يكبلنا، فالحياة مع الخوف هي أسوأ من الموت نفسه. ما أصعب ان تمضي ايامك متفرجا على الحياة تسير وانت مسمّر في مكانك لا تملك سوى الحسرة. اول ثمار الميلاد كانت ان يسوع جعل مريم تقوم ليعلمنا نحن ايضا ان نكون على مثالها. قامت مريم وذهبت صاعدة الى الجبل. لم تكن طبعا مسيرة مريم لا سهلة ولا آمنة بل محفوفة بكل انواع المخاطر والمشقات. فيسوع قال لنا منذ اللحظة الاولى إحمل صليبك واتبعني”، بهذا يمكنك ان تصل الى القيامة، ان تقوم منتصبا على قدميك وقامت مريم مسرعة للخدمة، هي التي علمت انها انتُخبت من الله لتكون ام ابنه الوحيد. لم يملأها هذا الانتخاب إلا تواضعاً وروح خدمة واسراعا في السفر رغم الخطر. لم تعد مريم تفكر في نفسها ولا في اهلها ولا في خطيبها بل فقط بما يمكنها ان تفعل لتجعل هذا المشروع يتحقق. وعلى مثال مريم كل مؤمن حقيقي يجب ان يتحلى بهذه الجهوزية للخدمة، وللتضحية في سبيل المصلحة العامة، هذا ما يجعل من المسيحي مسيحيا حقيقيا ويمنحه بالتالي الحياة الأبدية.
وما قلناه اليوم نجد له افضل مثال في شخص الرئيس الشهيد رينه معوض الذي قدم حياته في خدمة وطنه وشعبه ومنطقته حتى الاستشهاد في يوم عيد الاستقلال.
كان بامكان الرئيس معوض ان يسير الأوضاع الصعبة التي كانت سائدة في تلك الحقبة الأليمة من تاريخ وطننا، ان يسيرها على حساب مصلحة الوطن، وان ينعم هو بمجد المنصب الأعلى الذي وصل اليه تحت اعذار الظروف والاعتبارات، إلا انه رأى في رئاسة الجمهورية مسؤولية وصلت الى حد اعتبارها حملا لصليب الوطن المصلوب بدوره على خشبة الحرب وهذا ما عبّر عنه صراحة في خطاب القسم الذي ادلاه امام نواب الأمة وامام الشعب قائلا: “لقد أديت يمين المسؤولية وسأؤدي نحو وطني وشعبي ولن تثنيني صعوبات عن متابعة مسيرة الخلاص وأني أعاهدكم على ان لا اخلد الى الراحة إلا وقد قامت الجمهورية الجديدة”. ولم يخلد رئيسنا البطل الى الراحة إلا عندما اوصلته يد الغدر إلى الخلود في الراحة الأبدية. لم يغب عن ناظري الرئيس شبح التضحية الكبرى بحياته من اجل وطنه وشعبه اذ استهل خطابه بتحية الشهداء قائلا: “انني انحني بخشوع امام تضحيات شهداء الوطن الأبرار من كل منطقة ومن اي انتماء”. اذكرهم اليوم جميعا وأشعر بمقدار الخسارة التي مني بها لبنان في طاقاته البشرية. لقد انحنيت عليهم يا فخامة الرئيس الى ان انضممت الى صفوفهم ولم تعف نفسك من دفع نفس الثمن الباهظ، وما نزال الى يومنا نحن ايضا كما كل اللبنانيين نشعر بنفس مقدار الخسارة لا بل بأعظم منها لفقدانك كرئيس قل نظيره وكزعيم احبه الجميع من مناصريه وممن هم في الصف الآخر ايضا.
لقد كنت يا فخامة الرئيس رجل الوفاق والسلام والسعي الدائم الى المصلحة العامة، عرفك الجميع بهذه الصفات ورأوا فيك كلهم قائدهم ورئيسهم، هذا ما عبّرت عنه انت نفسك اذ قلت لقد كنت دائما وعرفتموني في حياتي ومسلكي رجل وفاق وتوفيق اعمل على جمع الكلمة وتوحيد الصف وارفض التفريق واعبر اليوم ان رهان عمري هو انجاز المصالحة بين اللبنانيين على اختلاف المشارب والاتجاهات فالمصالحة الوطنية لا تستثني احدا حتى واولئك الذين يصرون على استثناء انفسهم. المصالحة ملك الجميع وتتسع للجميع.
لذلك نفتقدك انت ورفاقك الشهداء الأبطال مع كل اطلالة صباح نرى فيها ان وطننا لم يصل بعد الى حد تحقيق الحلم الذي رسمته له. كما ونفتقدك مع كل خطوة انجزناها في مسيرة المصلحة الوطنية اذ كان من العادل والضروري ان تكون انت من يقوم بركنها، فانت من اطلق الشرارة الفعلية لقيام الوطن من تلك الكبوة المشؤومة، لكننا واثقون انك من عليائك تكمل انت المسيرة لا بل انك مكملها ايضا على الأرض، فالرجال الرجال يطبعون الأرض ليس فقط باعمالهم وانجازاتهم، بل اكثر، يطبعونها بالقيم والمبادئ والرؤى التي يبثونها حولهم فتترسخ في القلوب والضمائر وتبقى حية حتى بعد فراق مطلقها. تبقى حية وراسخة بعد مرور السنين، تبقى حية لا بل وتزداد قوة في قلوب كل من يفتقد طلتك وكل من اختبر مع كل حدث جديد صدق رؤيتك وصواب نظرتك وانك لم تكن حريصا الا على مصلحة الوطن. مسيرتك يا رئيسنا الشهيد، يا شهداءنا الأبطال بقيت مستمرة بين أياد أمينة، ايادي زوجتك السيدة نايلة ونجلك ميشال،لا بل في قلب كل من عرفك وآمن بمبادئك ومشروعك. نفتقدك بحسرة، نفتقدك كل يوم لكننا واثقون ان اشراف هذا الوطن لن يدعوا المشعل ينطفئ نصلي حتى نتمكن سريعا من جعلك تفتخر من سمائك بوطنك لبنان وبما قدمت دمك من اجله. نصلي لكي نقدم لأولادنا المستقبل الذي وعدتم انت به، وحلمت انت بتحقيقه. لبنان يستحق رجالات مثلك. رجالات يرون في السياسة عملا مقدسا مكرسا للخدمة وللخدمة فقط.
كلمة معوض
وبعد القداس عُرض فيلم مختصر عن الرئيس الشهيد رينه معوّض وأبرز مواقفه الوطنية التي شددت على سيادة لبنان وحصرية السلاح بيد الدولة والمصالحة الوطنية والقرار اللبناني ورفض التدخلات الخارجية من أي مصدر أتت. ثم كانت كلمة لرئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض شدد فيها على ضرورة استرجاع القرار اللبناني لتحقيق مصلحة لبنان وحماية استقراره، واستعادة الثقة به. واعتبر أن الاستقرار يعني أولاً عودة الجميع الى الدولة، الى المؤسسات الدستورية والسياسية، الى النظام الديمقراطي البرلماني التعددي الحر. فلا استقرار خارج الدولة والمؤسسات والدستور. ولفت معوض الى ان الاستقرار يعني أيضاً تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ضمن الالتزام بالقضايا العربية الجامعة. فالتحييد ممارسة فعلية عبر الامتناع نهائيا وبشكل كامل عن أي تدخل بشؤون أي دولة خارجية، عربية أو غير عربية.
وانتقد التدخلات التي لا تُحصى بشؤون لبنان الداخلية، ومن كل الجهات، مشيرا الى انه حان الوقت كدولة وكلبنانيين أن نحقق مصلحة لبنان.
وأكد أن مصلحة لبنان أن تقوم فيه دولة فعلية وليس صورية. دولة تحتكر السلاح وتجمع السلاح من الجميع من دون استثناء كما نص عليه اتفاق الطائف، لأن أي سلاح خارج الدولة يدخلنا في لعبة المحاور التي نرى ارتدادتها الكارثية علينا اليوم.
وأضاف: “مصلحة لبنان أن يحافظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية وكل دول العالم، ولا يدخل بمحاور ويستجلب على حاله عقوبات مالية واقتصادية عواقبها لن تستثني أحدا”، رافضاً تحويل لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ومعوّلا على دور رئيس الجمهورية وحكمته بهذا الموضوع.
وتابع معوض: “مصلحة لبنان الذي هو دولة مؤسسة في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية، أن يلتزم بالقرارات الدولية، وبالإجماع العربي وقرارات جامعة الدول العربية، لأن هناك لبنانيين منتشرين في كل دول العالم، وفي كل الدول العربية، ودوره واقتصاده مرتبطان بشكل عميق بعلاقاته بهذه الدول”.
معوض اعتبر انه بعد مرور 28 عاما على استشهاد الرئيس رينه معوض، ان المعابر النفسية والانقسامات بين اللبنانيين لا زالت قائمة لأننا لم نعد جميعاً إلى الدولة، ولا زال هناك أطراف لديها مشاريعها خارج الدولة… وحتى خارج الحدود!
وفي ما يأتي النص الكامل لكلمة معوض:
28 سنة على استشهاد رينه معوض، وأيضاً 28 سنة تقريبا على انتهاء الحرب في لبنان، والنتيجة: حوالى 150 ألف ضحية، مئات آلاف الجرحى، وعشرات آلاف المعوّقين… ودمار هائل لا زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم. هذه الحرب تركت وطننا مفتتا ومجتمعنا مقسّما وأضعفت مناعتنا الوطنية.
منذ 28 سنة استشهد رينه معوض، استشهد وهو يحاول أن يلغي المعابر بين أشلاء الوطن، ويوصل كل شي انقطع… ويبني دولة تحمينا وتجمعنا. واليوم، بعد 28 سنة، صحيح أن المعابر المادية سقطت، لكن المعابر النفسية والانقسامات بين اللبنانيين لا زالت قائمة لأننا لم نعد جميعاً إلى الدولة، ولا زال هناك أطراف لديها مشاريعها خارج الدولة… وحتى خارج الحدود!
مرت 28 سنة ولم نستطع بعد أن نبني الدولة، دولة تبسط سلطتها بقواها الذاتية على الـ10452 كيلومتر مربع، وتمنح الأمن والأمان لكل اللبنانيين، وتطبّق القانون على الجميع، وتقدم الخدمات من دون فساد ومن دون زبائنية للمواطنين.
الرئيس رينه معوض استشهد منذ 28 سنة لأنه أصرّ أن يسترجع القرار اللبناني. القرار اللبناني لدولة مستقلة ذات سيادة تحترم نفسها، في وقت، منذ 28 سنة حتى اليوم، لا زلنا نرى تدخلات لا تُحصى بشؤون لبنان الداخلية، ومن كل الجهات.
لكن اللوم ليس على الخارج أبدا، لأنه من حق إيران أن تعمل لمصلحتها، ومن حق السعودية ان تعمل لمصلحتها، ومن حق اميركا وروسيا وفرنسا وتركيا وقطر وكل دولة أن يعملوا مصالحهم… هذا حقهم ان يعملوا مصالحهم، لكنه حان الوقت كدولة وكلبنانيين أن نحقق مصلحتنا، مصلحة لبنان.نعم مصلحة لبنان.
مصلحة لبنان أن تقوم فيه دولة فعلية وليس صورية. دولة تحتكر السلاح وتجمع السلاح من الجميع من دون استثناء كما نص اتفاق الطائف، لأن الأيام علمتنا أن أي سلاح خارج الدولة لا يقسمنا فقط، إنما يدخلنا أيضا في لعبة المحاور التي نرى مرة جديدة ارتداداتها الكارثية علينا اليوم.
مصلحة لبنان بالاستقرار. الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي.
الاستقرار يعني أولاً عودة الجميع الى الدولة، الى المؤسسات الدستورية والسياسية، الى النظام الديمقراطي البرلماني التعددي الحر. فلا استقرار خارج الدولة والمؤسسات والدستور.
والاستقرار يعني أيضاً تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ضمن الالتزام بالقضايا العربية الجامعة. والتحييد ممارسة فعلية عبر الامتناع نهائيا وبشكل كامل عن أي تدخل بشؤون أي دولة خارجية، عربية أو غير عربية. هذا يكون لبنان سويسرا الشرق وليس ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية… حان الوقت كي نتعلم ممّا حصل معنا ومما يحصل مع غيرنا، ونحن نراهن اليوم على دور فخامة رئيس الجمهورية وحكمته بهذا الموضوع.
مصلحة لبنان الذي هو دولة مؤسسة في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية، أن يلتزم بالقرارات الدولية، وبالإجماع العربي وقرارات جامعة الدول العربية، لأن هناك لبنانيين منتشرين في كل دول العالم، وفي كل الدول العربية، ودوره واقتصاده مرتبطان بشكل عميق بعلاقاته بهذه الدول. من هذا المنطلق مصلحة لبنان أن يحافظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية وكل دول العالم، ولا يدخل بمحاور ويستجلب على حاله عقوبات مالية واقتصادية عواقبها لن تستثني حدا.
مصلحة لبنان بأن يكون، كما هو اليوم، ضمن أول 25 دولة على لائحة الإبداع الفردي في العالم، وليس أن يكون، كما هو اليوم بكل أسف، في المرتبة 138 من أصل 150 دولة على سلّم الفساد. مصلحة لبنان أن نبني دولة تشبه إبداع أكثرية أبنائه وليس فساد بعض مسؤوليه.
مصلحة لبنان بأن يفتخر كل لبناني عندما يحمل جواز السفر الذي عليه الأرزة في كل دول العالم، لا أن يخجل به ويكون حلمه الحصول على “باسبور” أجنبي من اي دولة في العالم.
ولتحقيق كل هذه الأمور، لكي نستطيع أن نحقق مصلحة لبنان، كي نستطيع أن نبني دولة، كي نستطيع ان نحمي استقرار لبنان، كي نستطيع ان نستعيد الثقة بلبنان، كي نستطيع أن نبني اقتصادنا ومستقبل أولادنا، يجب علينا استرجاع قرارنا اللبناني.
تحية للرئيس رينه معوض شهيد القرار اللبناني!”
وقد رُفعت في باحة الكنيسة الخارجية التي غصّت بدورها بمحبي الرئيس الشهيد الذين ضاقت بهم مقاعد الكنيسة كما في شوارع زغرتا، صور للرئيس معوض ولرفاقه لشهداء الذين سقطوا معه في الانفجار المشؤوم، بالاضافة الى لافتات مقتبسة من اقوال الرئيس الشهيد.
وتقبلت عائلة الرئيس معوض وعائلات الشهداء بعد القداس مصافحة الرحمة من المونسينيور ايفان سانتوس والمطارنة والكهنة والرهبان. وكانت العائلة قد تقبلت قبل القداس التعازي في دارة الرئيس معوض في زغرتا من رؤساء وبلديات ومخاتير وفاعليات وهيئات وابناء زغرتا الزاوية.