من المعلوم أن واجهة البلد هي مطاراته فهو أول ما سيراه المسافر والسائح عند الوصول إليه وآخر ما سيشاهده عند المغادرة، لكن يبدو أننا في لبنان من الصعب علينا فهم هذه الحقيقة، ففي وقت تتنافس مطارات العالم ومرافق البلدان السياحية على اعداد زينة عيد الميلاد المجيد، كان ما حصل في مطار رفيق الحريري الدول في بيروت ينتمي إلى عالم آخر!
فإلى جانب مشاكل محيط المطار المزمنة حيث تكثر الروائح الكريهة بسبب مياه الصرف الصحي ومزارع الأبقار والنفايات المنتشرة، والتي لم يجد لها المسؤولون خلال سنوات طويلة، تفاجأ الكثيرون من زوار المطار هذا العام بزينة ميلادية أقل ما يقال فيها أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب.. اذا لم نكن نريد أن نقول أسوأ من ذلك.
فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر “شجرة ميلادية” أو من المفترض أن تكون كذلك في المطار… هذه الشجرة من الواضح أنها اعدت من مخلفات المطار وتفتقد إلى ادنى حد من الذوق والحس الابداعي ولا يوجد فيها ما يشير إلى جو ميلادي واحتفالي أساساً اذ تبدو كئيبة مليئة بالاغراض القديمة الحديدية. ولا نعلم حقيقة السبب وراء هذه الفكرة التي لا تعبر لا عن جو عيد الميلاد الجديد ولا عن الابداع الفني اللبناني في أي شكل من الاشكال…
أما وزارة السياحة فقد اقامت 3 شجرات ميلادية في المطار تبدو متواضعة جداً حسب ما تظهره الصور كذلك.
وعلى الهامش لا بد أن نسأل متى ينوي المسؤولون اتخاذ قرار بالدخول الى العصر الحالي في ما خص التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى المطار، فلا صفحة على فيسبوك او تويتر او اي موقع آخر خاصة في المطار. أليست هذه فضيحة بحد ذاتها في مقابل من تطور وخدمات راقية في مطارات أخرى قريبة منا؟! وكيف ننوي استقطاب السياح الى لبنان وأين المسؤولين عن القطاع السياحي في البلد؟ في دولة غائبة تبدو كل هذه التساؤلات كصراخ في صحراء لا يجدي نفعاً!
ولاحقاً، وضح رئيس مجلس إدارة – مدير عام شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت في بيان أن هذه الشجرة الميلادية هي مبادرة بيئية للشركة تتعلق بعملية إعادة التدوير والمحافظة على البيئة اثر تزيينها بقطع معدنية وقطع خاصة بالطائرات والهدف من ذلك هو دعم البيئة. وأشار الى ان “الفكرة ليست مبتكرة بل تلجأ إليها العديد من دول العالم من أجل التوعية بقضية محددة، ففي نيويورك قامت احدى المستشفيات بالاستعانة بأدوات طبية لمجسم شجرة الميلاد، فالمسألة تتعلق بحماية البيئة ومنع قطع الأشجار والتوعية على عملية التدوير. وأضاف:”طالما أخذ الموضوع هذا المنحى، ننتهز هذه الفرصة لنقول حافظوا على لبنان الأخضر، حافظوا على بيئتكم وميلاد مجيد”.
الى ذلك، أكد مكتب طيران الشرق الاوسط في اتصال مع الـ LBCI أن العمل جار على ازالة الشجرة الميلادية التي وضعت في حرم مطار بيروت.