Site icon IMLebanon

ما جديد قضية مقتل الشابّة إيليان صفطلي؟

كتبت ناتالي اقليموس في صحيفة “الجمهورية”:

على رغم «ريتم» الجلسات المتلاحقة الذي اعتمدته محكمة التمييز في المحكمة العسكرية في الآونة الاخيرة، خلال تحقيقها في قضية مقتل الشابّة إيليان صفطلي، لا يزال سبب الرصاصة، التي خرقت فمها، وأودَت بحياتها في 12 كانون الثاني 2015 لدى خروجها من ملهى «أوبشن» الكسليك، مجهولاً، وكذلك مصير المتهم بإطلاق النار حسن حميه الذي فرّ بينما كان قيد المحاكمة.

أنهَت محكمة التمييز في المحكمة العسكرية، أمس، برئاسة القاضي طاني لطوف وفي حضور ممثل النيابة العامة التمييزية المحامي غسان خوري، الإستجواب والاستماع إلى الشهود في قضية مقتل الشابّة إيليان صفطلي، وأرجأت الجلسة إلى 16 كانون الثاني 2018 للمرافعة قبل إصدار الحكم.

في التفاصيل

لم تكن جلسة صفطلي اليتيمة على جدول أعمال محكمة التمييز، إنما الاخيرة، لذا انتظرت والدة المغدورة غريس بفارغ الصبر وهي تجلس على المقعد الثاني في قاعة المحكمة، وألف سيناريو يدور في بالها.

نادَى لطّوف، بداية، على المدعى عليهما الرقيب أول طالب علي حميه وياسر محمد حميه، في حضور وكيل الدفاع عنهما المحامي شربل طربلسي الذي عَيّنته نقابة المحامين في بيروت، فيما حسن حمية يحاكم في صورة غيابية.

بعدها، إستمع لطوف إلى الشابّة لارا م. التي أكّدت ما سبق وأدلى به صديقها شربل خ. انها في يوم الحادثة سهرت وإبراهيم وشربل بدعوة من ياسر وطالب في ملهى طربيه، وبعدما انتقلت المجموعة للسهر في «أوبشن»، إنطلقت وشربل بسيارة الاخير، لكنهما تشاجرا على الطريق، ولم ترغب في تمضية السهرة في ملهى «أوبشن» نتيجة حال السكر التي بَدت على المجموعة، لذا لم تترجّل من السيارة لدى وصول سيارة شربل امام ذاك الملهى، بل طلبت إعادتها إلى المنزل، ولم يدخلا مُطلقاً إلى «أوبشن».

على سبيل الاستماع

بعدها، إستمع لطوف إلى الشابة سلوى ح. التي بدأت في الرد على سؤاله: «أين كنت يوم الحادثة؟». فأجابت: «قبل وقوع الحادثة كنت أقيم أحياناً في منزل رفيقي طالب بسبب خلافات بين والديّ، ولكن منذ شهر من مقتل المغدورة إنتقلتُ للعيش عنده». وتابعت: «ليلة وقوع الحادثة خرجتُ مع ياسر وحسن وطالب، بعدما اتصل طالب بصفاء ق.

ودعاها للسهر معنا، فوافقت وخرجنا قرابة منتصف الليل من منزل طالب باتجاه منزل صفاء ق. وبعدها إلى ملهى «طربيه» حيث أتت لارا م. ومعها شاب، سهرنا وشربنا طوال الليل». وأضافت: «تحدث طلال مع طالب وحسن، وقال انّ عيده في مكان آخر في ملهى «أوبشن»، فدعاهم للحضور وانه سيحجز لهم طاولة.

فخرجتُ مع صفاء والشباب الثلاثة في سيارة واحدة لإكمال السهرة، وما إن وصلت إلتقيتُ بشقيقتي التي لم أرها منذ مدة، وبينما كنّا نتحدث وقوفاً حصل خلاف بين صاحب الملهى وحسن على خلفيّة أنّ الوقت متأخر ولا مجال لمَنحنا طاولة. بعدها، تدخّل طلال مع صاحب الملهى ولكن هذا الاخير أصَرّ على عدم إدخالهم».

وتابعت: «خرج ياسر وحسن وطلال فيما بقيت مع شقيقتي داخل الملهى ومعنا صفاء، في انتظار أن يحلّ الإشكال بين الشباب ومالك الملهى. ولكن عبثاً، إنتظرتُ ولم أرَ أحداً من الشباب، فخرجتُ ومعي صفاء إلى الباب الخارجي للملهى فوجدتُ الشابّة إليان ممددة أرضاً والدماء حولها».

• لطوف: هل سبق والتقيتِ المغدورة؟

– سلوى: لا قطعاً لم يسبق أن التقينا في أي سهرة، كل ما سمعته بعدما رأيتها للمرة الاولى «قالوا انها تقَوّصت». إلتفتُ حولي ولم أرَ أيّاً من الشباب الذين رافقتهم للسهر.

• لطوف: ماذا فعلتِ عندها؟

– سلوى: إتصلتُ بطالب وسألته: هل أنت أطلقت النار؟ فنَكر.

• لطوف: تقيمين عند طالب ورافقته للسهر من دون أن تسأليه أين رحلت؟

– سلوى: قبل أن أسأله أين ذهبوا قال لي نحن غادرنا وأقفل الخط.

• لطوف: «مع مين فَلّيتِي ليلتها حضرتِك»؟

– سلوى: بدأ صاحب الملهى يطلب من الساهرين المغادرة، وصادفتُ رفيقتي مع صديقها، فأوصلت صفاء إلى منزلها، بعدها أوصلتني إلى منزل طالب حميه. وعندما وصلت لم أجد إلّا طالب وحده نائماً.

• لطوف: ألم توقظيه؟

– سلوى: لا، تركته ينام لأنّ لديه خدمة عسكرية باكراً. وسرعان ما وَردني اتصال من شباب من مخفر جونيه طالبين منّي التوَجّه إلى منطقة الرسول الأعظم. فتوجّهتُ بمفردي سيراً، وإلتقيتُ بشابّين بلباس مدني إقتاداني إلى مخفر جونيه لأدلي بإفادتي، وطلبا مني الاتصال ببقية الاشخاص الذين كانوا يسهرون معي ليلة الحادثة…

ورداً على أسئلة لطوف، أوضحت سلوى أنها «تعيش في منزل عائلة طالب، لكنّ والدته تُقيم في البقاع، فيما والده ينام معهما في المنزل نتيجة عمله في بيروت».

وفي الختام، إستمهَل المحامي العام للمرافعة، كذلك فعلَ وكيل الدفاع، قبل أن تُرجأ الجلسة إلى العام المقبل.

والدة إيليان

على مرمى جلستين من إصدار الحكم بحق قاتل إبنتها، أعربَت الوالدة المفجوعة لـ«الجمهورية» عن وجعها، قائلة: «الجَمرة ما بتحرق إلّا مَطرحا»، لا يشعر احد بوَجع الخسارة كالوالدة». وأضافت: «ما عدتُ أخشى شيئاً، «الغالي راح»، وإيليان لن تعود، لا يهمني محاكمة القاتل غيابياً بقدر ما يهمني جَلبه حيث هو مختبئ، وربما يعيش حياته بحرية تامة».

وتسأل متأسفة: «أيّ عبرة سيأخذها المخالفون والقتلى من محاكمة قاتل إبنتي الذي فرّ بينما كان يُحاكم؟ كيف يمكن للدولة أن تعجز عن إحضاره؟. هل كان عَليّ أن أضع كرسياً أمام زنزانة قاتل إبنتي لكي لا يهرب من العدالة؟».