أطلق المطران الياس عودة صرخته ضد ما يسميه «الاجحاف بحق الطائفة المستمر على اصعدة الدولة كافة»، فبرأيه “إنّ الطائفة تتعرّض للتهميش الممنهج وهو أمر ليس بجديد، لكن الوضع اليوم لم يعد مقبولا”، ليدقّ المطران عودة ناقوس الخطر ويشنّ أقصى هجوم على وزراء ونواب الطائفة ويتهمهم بالتقصير مطالبا اياهم بان يكونوا على قدر المسؤولية بالحفاظ على حقوق الطائفة «ويرفعوا اصواتهم بشدة ويضربوا الطاولة بايديهم بقوة حتى يسمع من عليه ان يسمع وإن صمّ اذنيه.»
دعا عودة لإيقاظ الضمائر، واحترام الميثاقية كصمام أمان لنظامنا القائم على التوازنات، وخصوصا الطائفية منها، وهي عبارة عن وقفة عزّ للمطالبة بوقف التعديات على حقوق الطائفة الأرثوذكسية، واستطرادا كل الطوائف، كمنطلق لانتظام الحياة السياسية والدستورية، القائمة على المناصفة، والتوازن الدقيق، الذي باتت يختل في الكثير من المراكز والمناصب في المؤسسات العسكرية، الأمنية، الادارية، والسياسية وعلى كافة المستويات.
صرخة المطران عودة، يؤيده فيها اكثر من مرجع سياسي وفكري ارثوذكسي والتي كان ابرزها موقف رئيس تجمع «بيارتة الخير» المحامي ميشال فلاح، الذي اثنى في معرض حديثه على مواقف عودة الاخيرة في ضرورة اعادة التوازن الى مكونات الوطن، ورفع الصوت بان الارثوذكس يستحقون تعاملا نزيها اكثر، وبان تهميش اي طائفة هو مشروع فتنة داخلية.
ويشدّد فلّاح على ان لا يجوز محاسبة الارثوذكس على عدم طائفيتهم، وبالتالي وتغييبهم عن لعب دورهم كاملا في بناء الوطن، ومثنيا على تحميل المطران عودة وزراء الطائفة ونوابها مسؤولية الخلل الحاصل نتيجة عدم تحمل مسؤولياتهم «غير المستقيمة الرأي».
ويعتبر فلّاح “ان ملف حقوق الطائفة الأرثوذكسية يحتاج الى رجالات أصحاب هامات كبيرة، إذا وعدوا وفوا، وإذا قالوا نفذوا، واذا عاهدوا التزموا، فكم لدينا حاليا في الدولة رجالات أرثوذكس من هذا العيار؟