أكد اللواء أشرف ريفي أنه “لطالما ناشدتُ الرئيس الحريري العودة الى ثوابتنا لنكون معه، وعندما تلا بيان الإستقالة من الرياض إعتبرنا أنه رجع لأصالته لكننا فوجئنا بعد عودته إلى لبنان بطرح نظرية التريث وهي غير قانونية بطبيعة الحال”.
كلام ريفي جاء خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “القبس” الكويتية حيث أوضح أنه “في الدستور اللبناني رئيس الحكومة إما مستقيل أو غير مستقيل، إلا أنه عاد وسحب الإستقالة كلياً في مجلس الوزراء بإخراج بيانٍ وصفوه بالقرار وهو في الحقيقة عبارة عن تمرين في مادة الإنشاء العربية”.
وأوضح “ليست هي المرة الأولى التي يتعهد فيها “حزب الله” بالنأي بالنفس، والدليل أنه لم تمض 24 ساعة على البيان حتى كان الشيخ نعيم قاسم يخرقه من طهران”.
ولفت إلى أنه “ما بين نصف تراجع وتراجع كامل عن الإستقالة، أدلى الرئيس الحريري بحديث الى مجلة “باري ماتش” الفرنسية قال فيها إن “حزب الله” لديه سلاح ولكنه لا يستعمله في الداخل. وبعد تذكيره بمراحل إستعمال هذا السلاح في الداخل، ردت جوقة الدفاع عنه في تَذاكٍ سخيف لتقول “أخطأنا في القراءة بين الـ “لا” و”لم” و”لن”.
وشدد على أن “الرئيس الحريري ضيَّع فرصة أكثر من ذهبية، فرصة تاريخية فمضمون الإستقالة كان يمثل القضية التي نحملها وروح شهدائنا” لافتاً إلى أن “العودة عنها تحت أي تبرير هو عودة إلى مكانٍ لا يمثلنا، وهو رجل الفرص الضائعة منذ دخوله في التسوية الرئاسية، إلى تشكيله حكومة أعطى فيها 17 وزيراً لـ”حزب الله” وحلفائه من أصل 30 وزيراً، الى إقرار قانونٍ إنتخابي يسمح للحزب بالحصول على أغلبية مطلقة وبانتزاع الورقة الميثاقية”.
وأضاف ريفي: لقد عاد بقدميه الى “حزب الله” بعد عودته من باريس. لحظة الإستقالة كانت لحظة الحرية للحريري بعكس ما أشاع إعلام “حزب الله” بأنه محتجز وغير حر” ، موضحاً أن “المحتجز لا يقابل جلالة الملك ويغادر الرياض ويعود ويستقبل مجموعة من سفراء الدول الغربية”.
وعن العلاقات الخليجية اللبنانية بعد أزمة الإستقالة وحول إذا ما كان يشعر أن لبنان اليوم أو المكون السني فيه بلا غطاء عربي، أجاب ريفي “ليس السنة، بل سعد الحريري من هو خارج المظلة العربية. أنظار سنة لبنان هي نحو المملكة ونحو الخليج العربي. “حزب الله” أساء للعلاقات مع الكويت من خلال إنخراطه بـ”خلية العبدلي” ، وأساء إلى البحرين واليمن والمملكة السعودية بتنفيذ مشروع إيراني تعمَّد إحداث القطيعة بين لبنان والخليج”.
ولفت إلى أن “هناك ماكينة تحاول الإساءة الى العلاقات اللبنانية الخليجية. نحن جزء من العالم العربي ودورتنا الإقتصادية لا تنتعش الا من الشريان الخليجي. طهران لديها مشروع واضح تغذي “حزب الله” كأداةٍ لها لتضرب النسيج اللبناني، وهي لا توفر للإقتصاد اللبناني أي جدوى”.
وجدد التأكيد على أن “الرئيس الحريري ذهب في الإتجاه الخاطئ فليتحمل مسؤولية خياراته. ويبدو أن حلفاً خماسياً “قيد التركيب” يتكون من “تيار المستقبل” و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” و”حركة أمل” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”، علماً أن مكوّنين أساسيين (“حزب الله و”التيار الوطني”) هما ضد العلاقات اللبنانية العربية”.
ورداً على سؤال عما إذا كان إصرار الرئيس الحريري على استقالته سيؤدي إلى أزمة فراغ حكومي وبما لا تحمد عقباه سياسياً واقتصادياً أجاب ريفي “كفاهم تهويلاً علينا، “حزب الله” سوّق في السابق نظرية “العدالة تهدّد الإستقرار” حين أصررنا على مقاضاة قتلة رفيق الحريري، والعدالة هي التي تصنع الأمن وليس اللاعدالة”.
وتابع “أهدأ الأماكن هي القبور والحيوية هي للحياة فلا يهوّل الإيراني علينا ويخيّرنا بين الإستقرار أو السير في مشروعه”.
وشبّه الحكومة ب”حكومة فيشي” الفرنسية منبهاً أن الهيمنة الإيرانية تقارب الاحتلال وقال “قرار رئيس الجمهورية وقرار الحكومة ورئيسها لدى “حزب الله” فكيف يقبل إبن رفيق الحريري أن يتولى وكيل الدفاع عن قتلة والده وزارة العدل؟وكيف يوافق على إخراج كل من ساهم في المحكمة الدولية؟ ”
وأشار ريفي إلى أن “القاضي صقر صقر أُزيح من النيابة العامة العسكرية، وأُزيح القاضي شكري صادر من مجلس شورى الدولة، وأُزيح أشرف ريفي من المعادلة السياسية ويعامَل كأنه عدو”، مشدداً على أن “هذا المسار مناقض لقضيتنا وسنعارضه بكل الوسائل سلمياً وقانونياً، ودستورياً”.
وعما ستؤول إليه علاقة السعودية بلبنان بعد التموضع الأخير للحريري قال ” لست مخوّلاً التحدث بإسم المملكة. ولم نر حتى الآن موقفاً علنياً واضحاً، ولكن أرجّح أن القيادات في السعودية تدرس الواقع الجديد”. وخلص إلى أنه “في النهاية الناخب السنّي يحدد قيادته المستقبلية، والسعودية تحترم قرارات المجموعة السنية والناخب اللبناني عموماً”.
وجدد ريفي التأكيد على أن “الحريري يرتكب خطيئة كبرى، لأنه أحاط نفسه بمجموعة من الموتورين الفاسدين جعلوا من مصالحهم الشخصية أولوية”. وأوضح “أننا لن نستبدل بالبعد العربي، البعد الفارسي، لأننا لسنا جزءاً من إيران، ولن نكون”.
من جهة أخرى أكد ريفي على أنه “لا تواصل مع تيار المستقبل ولا مبرر لنتواصل فنحن لسنا مع وحدة الصورة، بل مع وحدة الموقف”. وأضاف “مضمون بيان إستقالة الرئيس الحريري كان يمثّل وجداننا، أما اليوم فنحن في حالة تنافس سياسي”.
ورداً على سؤال حول خوضه الإنتخابات ومن هم حلفاؤه أجاب “لا شك في أن القانون النسبي أكثر عدلاً من القانون الأكثري الذي ينتج “محادل”، في حين يتيح النسبي فرصةً للقوى السياسية لتتمثل بحجمها الفعلي” موضحاً أن “هناك فريقان يستفيدان من القانون النسبي بشكلٍ مطلق”حزب الطاشناق” و”حزب الله” لأنهما يتحكمان في بيئتيهما تحكماً كاملاً، لأسباب مختلفة” مشيراً إلى أن “واقعنا الإستثنائي في لبنان بوجود فئة تُمسك بيئتها بقبضةٍ حديدية بالسلاح والمصالح يدفعنا للتحفّظ على القانون، الذي يسمح باختراق ساحتنا بــ7 أو 8 نواب من الطائفة السنية، في وقتٍ هو لديه الآن 2 أو “3.
وقال : صحيح أن “حزب الله” يمسك بيئته بالأكثري أو بالنسبي، ولكن أنا أتحكم ببيئتي في الأكثري” . وأسِف كون “”تيار المستقبل” أدرك متأخراً أن خسائره ستكون أكثر مما كان يتوقع وكان يعتقد أن كتلته ستتقلص من 33 الى 28 نائباً، وأقول له أنها لن تكون أكثر من 15 نائباً، وأنا مسؤول عن كلامي”.
ولفت ريفي إلى أن جزءاً من “خسارة المستقبل لنوابه سيذهب لــ”حزب الله” والجزء الآخر للفريق السيادي”
وشدد على “أننا الى جانب “حزب الكتائب” ونتمنى أن تنضم “القوات اللبنانية” فخياراتنا واحدة، ولدينا نفس التوجهات مع جمهورها، ورغم تحفظنا على خيارهم السياسي في التسوية الرئاسية” وأضاف متسائلاً ” ماذا استفادت القوات من هذه التسوية؟ يحاصرونهم ويخونونهم ويمنعون عنهم الحد الأدنى من التعيينات”.
ورداً على سؤال حول وجود أي إشارات توحي باحتمال خروج القوات من السلطة والإنضمام الى فريق المعارضة أجاب “الأمر عائد إليهم، أعرف أن القيادة دخلت اللعبة السياسية ولديها حساباتها ولكنهم بنظرنا حلفاء إستراتيجيون،ونأمل بأنن يخرجوا من هذه الحكومة بأسرع ما يمكن لنكون معاً في الإنتخابات، وكما فعلنا عام 2005 حين أخرجنا الوصاية السورية، يجب أن نكون معاً لإخراج الوصاية الإيرانية”.
وعن تحالفه مع الرئيس نجيب ميقاتي أوضح ريفي أنه “من الأفضل أن نخوض الإنتخابات كل جهة بمفردها ففي قانون اللانسبي لا تفيد التحالفات ولا تحسِّن أوضاعنا إضافةً الى أن الرئيس ميقاتي لا يمكنه تحمُّل خطابي السياسي”
وتابع موضحاً “نحن نخاطب شريحة معيّنة كقوة تغييرية في البيئة السنية، وليس كقوة تقليدية، لذا لن أتحالف مع أي قوة تقليدية”.
ورأى أنه “في طرابلس قد تتشكّل 3 او 4 لوائح و”حزب الله” يعمل لتشكيل لائحة لفيصل كرامي يجمع فيها حلفاء 8 آذار، وسنخوض الإنتخابات حيث هناك جمهور يؤيد طروحاتنا. في طرابلس وعكار وبيروت الثانية والبقاع الغربي، وربما في صيدا إذا تحالفنا مع القوات والكتائب”.
وعن تغطية كلفة الإنتخابات مالياً أجاب ريفي “لا شك في أننا نعاني من أزمة مالية، ونحاول البحث عن موارد لتغطية النفقات الإنتخابية. لسنا بحاجة إلى مبالغ فلكية ووجدنا الحل بطريقتين: من تمويل بعض المرشحين المقتدرين ومن صندوق مساهمات يتبرّع فيه من يؤمن بخطنا السياسي، كما فعلنا في الإنتخابات البلدية”.
وعن مقولة أن هذه الإنتخابات ستشرِّع سلاح “حزب الله” كما حصل في العراق مع الحشد الشعبي لفت ريفي إلى أن”من يدير الحشد الشعبي في العراق هو الحرس الثوري الإيراني، وهو الذي يدير “حزب الله” في لبنان” وتوقع “أن ينسحب ما فعلوه في العراق على لبنان فهم تحكموا في البرلمان وشرّعوا الحشد الشعبي الذي صار جزءاً من الجيش العراقي”.
واستذكر ريفي أنه “في 2009 أبلغ “حزب الله” السفارات أنه سيحوز على الأغلبية المطلقة في البرلمان، ولكنه لم يحصل عليها لأننا كنا صفاً واحداً في المعارضة أما اليوم فقد وقع جزءٌ منا بين أيدي “حزب الله” وبات دوره أقرب الى الوصاية السورية”.
وانتقد “نغمة أن سلاح “حزب الله” ليس ضرورياً ولا شرعياً وسيكون مؤقتاً” وقال “كفى تهالكاً وضعفاً وأنا لا أتحدث عن مكوّن شيعي أرغب في التعايش معه، ولكن عن مكوّن إيراني يهدّد النسيج اللبناني”.
وعن ملامح دولة بوليسية من خلال التضييق على بعض الأصوات المعارِضة قال ريفي ” ليس غريباً على “حزب الله” الذي ينتمي الى مدرسة النظام الأمني السوري أن يضيق صدره بكل رأيٍ مخالف، فمن يغتال خصمه السياسي لا يمكن أن يتحمل رأياً آخر”.
ولفت إلى أنه “يتم إستدعاء إعلامي بوزن مارسيل غانم للتحقيق معه بهدف ترويع الآخرين ويُعتقل الكاتب أحمد الأيوبي على خلفية مقال،وحتى النائب سامي الجميل الذي يتمتع بالحصانة والحق بالاعتراض والمساءلة والمحاسبة يُحوَّل خطابٌ له الى المدعي العام ، ويحاسَب فارس سعيد على خطأ إملائي إعتذر عنه”.
وأضاف “ينسى “حزب الله” أن علة وجود لبنان هي حرية الرأي فلينظر الى ما حل بأنظمة القمع الكبرى”.
ورداً على سؤال حول إمكانية القول بأن مرحلة الإغتيالات باتت وراءنا أوضح ريفي أنه “تلقى تحذيراً منذ فترة وجيزة من جهاز أمني صديق بوجوب التنبه والحذر” وأكد أنه “كرجل أمني أمني مهني يقرأ المرحلة ولا يستبعد حدوث إغتيالات فكل شخصية تتصدر المعارضة اليوم وتتجرّأ على قول الأمور كما هي مدعوَّة لتوخي الحذّر وإتخاذ الحد الأقصى من الإحتياطات”.
وحذر ريفي من أنه “لا يأخذنَّ أحد بنظرية أن الحزب لن يجرؤ اليوم على إرتكاب مثل هذه العمليات، لأنها ستكون مكشوفة، فالمجرم يخاف أو يتهيّب أمام الجريمة الأولى فقط”.
وختم بتحية خاصة لدولة الكويت عبر إدانته ل”خلية العبدلي” التي شكلت إعتداءً على العلاقات اللبنانية الكويتية.
وأسِف لكون” السلطة القائمة حالياً في لبنان لم يصدر عنها أي تجاوب أو إهتمام مع مذكرة الإحتجاج الكويتية.
وتوجَّه ريفي للكويتيين بالقول”اللبنانيون يقدِّرون مساعدة الكويت لهم، وأغلبية الشعب اللبناني قلبه معهم، وسوف يأتي يوم نحاسب من تورط بهذا الإعتداء على دولة الكويت.