كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
مع التقدّم في العمر تنخفض قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين B12 من الطعام. ناهيك عن أنّ تفادي استهلاك اللحوم كلّيا، وتناول عقاقير معيّنة كتلك الخاصة بحرقة المعدة، والخضوع لعملية خفض الوزن، كلها عوامل تزيد خطر تعرّضكم لهذه المشكلة. لكن هل تعلمون ما هي الأعراض التي تنتابكم عندئذ؟
نتيجة انخفاض مستويات الفيتامين B12 في أجسامكم، فإنكم قد تشكون من أيّ شيء بدءاً من التعب وصولاً إلى خلل في الرؤية. إذا كانت الأعراض التالية تبدو مألوفة لكم، إستشيروا طبيبكم لإجراء اختبار دم ومراقبة معدلاتكم:
التعب
يُعتبر الإرهاق من العلامات الأولى لنقص الفيتامين B12 لأنّ الجسم يعتمد عليه لإنتاج خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأوكسجين إلى الأعضاء. ومن دون كمية كافية من الأوكسجين في الخلايا، فإنكم ستشعرون بالتعب بغضّ النظر عن ساعات النوم التي حصلتم عليها. لكن على رغم ذلك، فإنّ هذا العارض قد يُشير إلى أمور أخرى، لذلك لا يمكنكم جزم معاناتكم قلّة الفيتامين B12 إذا كان الشعور بالنعاس هو تذمّركم الوحيد، إنما المطلوب استشارة الطبيب.
ضعف العضلات
إعلموا أنّ عدم حصولكم على كمية أوكسجين كافية من خلايا الدم الحمراء يؤدّي إلى إضعاف عضلاتكم، فيكون الكسل صديق يومياتكم.
اختبار مشاعر غريبة
قد يشعر البعض بشيء كهربائي ينتقل من الرأس إلى القدمين، أو شعور بالخدر والتنميل، ليتّضح لاحقاً تعرّضهم لانخفاض الفيتامين B12 هذه الأوجاع الغريبة تحدث نتيجة تلف الأعصاب الذي يحفّزه نقص مستويات الأوكسجين في الخلايا.
تذكّر الأمور بصعوبة
قد تفكرون في أنه خرف مُبكر، لكن أحياناً قلّة الفيتامين B12 هي المُلامة. كذلك فإنّ كبار السنّ يعتبرون أنّ تعرّضهم للنسيان يرمز إلى الألزهايمر، لكن عند خضوعهم لفحص دم وتبيان نقص الفيتامين B12، فإنّ أعراضهم تبدأ بالتحسّن عقب تناولهم مكمّلاً غذائيّاً لهذه المادة.
البكاء والقلق من أبسط الأمور
إذا كنتم تشعرون بالكآبة والقلق أكثر من أيّ وقت مضى، فإنّ قلّة الفيتامين B12 قد تكون السبب بما أنها تؤثر في المزاج. في حين أنّ الأطباء غير متأكدين بعد من سبب ذلك، لكنّ الأمر قد يرجع إلى أنّ الفيتامين B12 يشارك في توليف المواد الكيماوية في الدماغ، كالسيروتونين والدوبامين، التي تساعد على تنظيم المزاج.
التعرّض للدوخة
إنتبهوا إذا كنتم تشعرون بالدوار لمجرّد صعودكم الدرج. قارنت دراسة تُركيّة مستويات الفيتامين B12 للمرضى الذين تلقّوا علاجاً للدوخة بـ100 متطوّع يتمتعون بصحّة جيدة. وتبيّن أنّ المرضى كانوا يشكون من نقص الفيتامين B12 بنسبة 40 في المئة أقلّ من المتطوّعين.
شحوب البشرة
مع انخفاض الفيتامين B12، فإنّ خلايا الدم الحمراء تصبح ضعيفة جداً وتتحطّم بسهولة، الأمر الذي يؤدّي إلى إفراز صبغة «Bilirubin» التي تحوّل لون البشرة إلى الأصفر.
تغيّرات في اللسان
نحو نصف الأشخاص الذين يعانون نقصاً شديداً في الفيتامين B12 يخسرون الحليمات الذوقية، أي النتوءات الصغيرة الموجودة طبيعياً على اللسان. كذلك يتذمّر المرضى من الحرقة والورم في هذه المنطقة، خصوصاً في الجزء الخلفي من اللسان. وبما أنّ هذه الحليمات تحتوي براعم التذوّق، فعند فقدان الكثير منها تصبح مأكولاتكم المفضّلة غير لذيذة، ما يزيد احتمال خسارة الوزن.
إضطرابُ الرؤية
في الحالات الشديدة، فإنّ نقص الفيتامين B12 قد يدمّر العصب البصري أو يسدّ الأوعية الدموية في شبكية العين، الأمر الذي يسبّب تشوّشَ النظر، ورؤيةً مزدوجة، وحساسيةً للضوء، وحتّى فقدان البصر. بعض المرضى قد يشكون من ظلّ في عينهم يؤثر في مجال رؤيتهم، وهذا أوّل عارض لتلف الشبكية. علماً أنّ هذه الظلال قد تتفاقم إلى حين زيادة مستويات الفيتامين B12 .