IMLebanon

ورحل المطران المقاوم أندريه حداد…

وسقط مطران مقاوم من معدن نادر. ابن منطقة جزين الذي فتح أبواب دير المخلص لتدريب شباب المقاومة اللبنانية في وجه الاعتداءات الفلسطينية مطلع الحرب اللبنانية، تم تعيينه رئيساً لأساقفة الفرزل وزحلة فالتصق اسمه وتاريخه بعاصمة البقاع والكثلكة في الشرق الأوسط. أحبته زحلة حتى العشق، وأحبّه الزحليون إلى درجة أنه أصبح واحداً منهم في كل أفراحهم وأتراحهم، في انتصاراتهم وانكساراتهم.

لم يترك زحلة يوماً منذ العام 1983 في كل الظروف، وفرض نفسه رفيقاً لزحلة وشبابها في مواجهة الاحتلال السوري. نسج علاقات مع المسؤولين السوريين من دون تقديم أي تنازل لحماية أهل زحلة. وحتى بعد بلوغه السن القانون رفض المطران أندريه حداد أن يترك زحلة وأمضى سنواته الأخيرة في “عرين الأسود”.

الله يرحمك “سيدنا أندريه”. زحلة بصغارها وشبابها وشيبها ستفتقدك، وجميع المقاومين الحقيقيين من أجل لبنان سيفتقدونك.

المطران أندريه حداد ولد في 20 أيلول 1930 في روم، لبنان. في 13 حزيران 1954 رسم أندريه حداد بالكهنوت وعين قسيسا من الباسيليين الملكيين من الفادي المقدس. وعيّن وكرّس في 14 حزيران 1983 رئيسا لأساقفة زحلة والفرزل خلفا لفريق أوغستين فرح. وقام بطريرك أنطاكية مكسيموس الخامس حكيم بتصديقه على الأسقف في 7 آب.

دخل زحلة كاهناً لرعية حي حوش الأمراء أواسط ثمانينيات القرن الماضي، وغادرها سنة 1996 إثر انتخابه مطراناً على أبرشية أستراليا، عاد العام 2011 ليكون راعياً أول لعاصمة الكثلكة في الشرق.

عرف عنه سعة علومه وثقافته.

له مواقف وطنية كبيرة، فعلى مستوى السلاح، كان معاراً لسلاح حزب الله، “من منطلق ان الحزب يملك السلاح وانا اعزل لا املك اي سلاح ، فيما هو يحصل عليه من الخارج تنفيذاً لغايات واوامر من يعطيه هذا السلاح، كما اتخوف من المال الذي يحصل عليه حزب الله خصوصاً عندما يكون غير شرعي”.
لم يبد خوفا من قيام الدولة الاسلامية في لبنان لأن التعددية الموجودة في لبنان برأيه لا تعطي احدًا الحق بأن يحكم”.

كان هاجسه الوجود المسيحي، فكان دائما متخوفا من هجرة المسيحيين من لبنان وبيع اراضيهم وأن يصبحوا كالشعب الفلسطيني.

من المتمسكين بدور الجيش اللبناني، ومن الداعين لتسليحه ولمنحه صلاحيات للدفاع عن الوطن، وهو الذي استفزه سقوط شهداء له في جرد رأس بعلبك. وهو الذي اطلق صرخة: “اعطوا الجيش قرارا مفتوحا ليقوم بكل ما يلزم لاسترداد الارض، وطرد المحتلين. ولا تقزموه وتحصروا دوره بردّ هجمات لا مستقبل لها”.