أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الكثيرين يحاولون عزلنا وتطويقنا وهو أمر ليس بجديد علينا”، مشيراً إلى أننا “خبرناه، لا بل اعتدناه، من قوى أكبر حجماً وأشدّ بطشاً، والنتيجة عرفها من حاول، ويعرفها مسبقاً من يحاول و سيعرفها من سيحاول”.
وهنّأ رئيس “القوات” “الشعب اللبناني بأكمله على إقرار مرسوم التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، والذي سيفتح للبنانيين آفاقاً اقتصادية مختلفة تماماً عمّا تعوّدنا عليه”، متقدماً بالتهاني أيضاً “لوزارة الطاقة والمياه على العمل الذي قامت به لإعداد هذا المرسوم والذي تبيّن بعد دراسة وتمحيص أنّه مطابق للأصول ولا تشوبه شائبة”. وشدد على أن “مناقصة الكهرباء، كما هي عليه اليوم، بدفتر شروط معد على قياس شركة واحدة فقط، لن تحظى بموافقتنا”، متمنياً “على وزارة الطاقة والمياه الأخذ بملاحظات دائرة المناقصات وإعداد دفتر شروط جديد يوفر الشفافية والاستقامة المطلوبة”.
وقال جعجع خلال احتفال ترشيح الوزير بيار بو عاصي عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا للإنتخابات النيابية 2018 في معراب: “أريد أن أستهل كلمتي بالذكر أن منطقة بعبدا المتن الجنوبي لم تصل إلى ما هي عليه لولا تعب بعض رفاقنا في “القوّات البنانيّة” الذين عملوا وضحوا كي تصل المنطقة إلى ما هي عليه اليوم وأثبتوا بالفعل أن “أجيال تكمل أجيال”. وبما أنني لا يمكنني أن أنصف الجميع إلا أنني لا يمكن إلا أن أتوقف عند بعض الرفاق الذين عملوا من أجل أن نصل إلى هنا وأخص بالذكر الرفاق طوني كرم، جوزيف نعمة وندي غصن. كما أود أن أشكر أيضاً المرجعيات الحزبيّة منها الأمينة العامة للحزب د. شانتال سركيس والأمين العام المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة. وأريد أن أرحب أيضاً بيننا اليوم بعماد واكيم مرشحنا في دائرة بيروت الأولى وشوقي الدكاش مرشحنا عن منطقة كسروان وإيلي لحود مرشحنا في البقاع الغربي”.
وتابع جعجع: “نحن قمنا بما علينا، أمّا الباقي فعليكم. ربيع لبنان الآن بين أيديكم. لقد بذلنا كلّ الجهد لانتخاب رئيس جديد، واستنبطنا الحلول فأقرّينا قانون انتخاب جديد عادل يضع مصيركم بين أيديكم، فهلمّوا لنجدة أنفسكم بأنفسكم. عليكم يقع الاختيار بين الفساد ومحاربته، بين الريادية والتقليدية والرتابة. أما سئمتم الصفقات والسمسرات؟
أما سئمتم الاستماع للمزايدات والخطابات الشعبوية التي لا تطعم خبزاً لفقير، ولا توفر وظيفة لعاطل عن العمل؟ إنّ النقّ لا يفيد، والتساؤل “ويني الدولة؟” لا يؤدي الى أي مكان. فالدولة هي أنتم ،لأنّكم باقتراعكم تحددون معالمها. أمّا نحن سنبقى “حاملين السلّم بالعرض” ولكن ليس أي سلّم بل سلّم القيم والمبادىء والاستقامة ونظافة الكف والإدارة الرشيدة للدولة ، والحرية والسيادة والاستقلال!”.
وأكّد جعجع “نريد دولة عادلة قوية لا يعلو فيها سلاح فوق سلاحها. نريد دولة فاعلة اقتصادياً لا شبه دولة تعتمد على مساعدة من هنا وهبة من هناك. نريد دولة ناشطة سياحياً لا تقتصر السياحة فيها على بعض ” الخزعليّات” على حدود لبنان الجنوبية. نريد دولة فعلية لا شبه دولة تنطق بما لا تفعل، وتأكل ممّا لا تزرع. نحن نريد كلّ هذا، ويبقى الخيار لكم! فإمّا تحققون هذا، وإمّا تستمرون في عيش ما تعيشونه في الوقت الحاضر. من هذا المنطلق نلتقي اليوم لاضافة حلقة جديدة الى سلسلة ترشيحاتنا في المناطق اللبنانية كافة، إنّها منطقة بعبدا العزيزة. فبعد الاستشارات الحزبية المعهودة، وبعد مناقشات ومداولات طويلة داخل الأطر الحزبية كافة، التأمت الهيئة التنفيذية للحزب واتخذت قراراً بأكثرية الأصوات بترشيح الرفيق بيار بو عاصي عن أحد المقاعد المارونية في منطقة بعبدا”.
ورأى جعجع أن الميلاد يحل هذه السنة “مع قرار عجيب غريب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. ما عوّض عن هذا القرار هو الالتفاف الدولي حول رفض هذا القرار مما سيجعله وكأنّه لم يكن، وسيحفظ حق الفلسطينيين والعرب والمسيحيين والمسلمين بالقدس. فمهما حاول محاولون، وإن كانوا قوى كبرى، فلا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر!”.
وتوجه إلى القواتيين بالقول: “أعرف أنّكم تشعرون اليوم بأنّ كثيرين يحاولون عزلكم وتطويقكم وهو أمر ليس بجديد علينا، فقد خبرناه، لا بل اعتدناه، من قوى أكبر حجماً وأشدّ بطشاً، والنتيجة عرفها من حاول، ويعرفها مسبقاً من يحاول و سيعرفها من سيحاول! يذكّرني ما يحصل الآن بصخرة كبيرة تقف وقفة عزّ عند الشاطىء اللبناني الجميل، والأمواج تلطمها من كل جهة، فتأتي الأمواج، الواحدة تلو الأخرى، من دون ملل أو كلل، لتضرب الصخرة، وإذ بها تتكسّر عند قدميها وتنكفئ جميعها لتعود أدراجها وتبقى الصخرة. إنّ الأمواج العبثية الغوغائية لم تنل يوماً من صخرة ، فكيف إذا كانت صخرة القوات؟ أنتم الصخرة وعلى هذه الصخرة ستقوم دولة لبنان الجديد!”.
وهنأ جعجع “الشعب اللبناني بأكمله على إقرار مرسوم التنقيب عن النفط والغاز في لبنان والذي سيفتح لشعبنا اللبناني آفاقاً اقتصادية مختلفة تماماً عمّا تعوّدنا عليه. كلّ التهاني أيضاً لوزارة الطاقة والمياه على العمل الذي قامت به لإعداد هذا المرسوم والذي تبيّن بعد دراسة وتمحيص أنّه مطابق للأصول ولا تشوبه شائبة. في المقابل، فإن مناقصة الكهرباء وكما هي عليه اليوم، بدفتر شروط معد على قياس شركة واحدة فقط، لن تحظى بموافقتنا لذلك نتمنّى على وزارة الطاقة والمياه الأخذ بملاحظات دائرة المناقصات وإعداد دفتر شروط جديد يوفر الشفافية والاستقامة المطلوبة.
وختم جعجع متوجهاً إلى الوزير المرشح: “أمّا أنت رفيقي بيار، فأعتقد أنّك تقدّر حجم المسؤولية التي ستلقى على عاتقك الآن لأنّك صاحب نضال طويل ولم تصل الى هنا عن عبث بل عبر مسيرة من الالتزام الصادق العميق والمستمر”.