قالت مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، إنه منذ عودة الرئيس سعد الحريري من الرياض الى باريس فبيروت، سجلت لقاءات معدودة واتصالات “نادرة” بين مسؤولين من القوات اللبنانية وتيار المستقبل، يبدو أن موقف الحريري الاخير أنعش قنوات التواصل بين المستقبل والقوات وحرّك المياه فيها مجددا، فبرزت على هامش جلسة مجلس الوزراء امس، مشاورات جانبية حصلت بين وزير الاعلام ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والثقافة غطاس خوري، شارك في جزء منها الرئيس الحريري، ويبدو أنها حققت خرقا في جدار “الفتور” الذي ارتفع بين الطرفين. اذ أفيد، تتابع المصادر، أن وزير الإعلام أجرى إثر هذه “الدردشة” اتصالا برئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ناقلا اليه رسالة “إيجابية” من الرئيس الحريري.
واذ تشير الى انه منذ تلك اللحظة، أصبحت الاجواء السائدة بين الجانبين أكثر “لطافة”، وبات لقاء الرجلين ممكنا في أي وقت متى اكتمل إعداد الارضية اللازمة لعقده، تقول المصادر ان التيار الازرق عاتب على إحجام القوات عن إرسال أي موفد من قِبلها الى بيت الوسط لوضع النقاط على حروف ما حصل قبل الاستقالة وبعدها، فيما كانت معراب مستاءة من كيل الاتهامات اليها واتهامها بالغدر، خاصة أن ما تقوله في مجالسها تردده على “رؤوس الاشهاد”. الا ان الطرفين يبدو قررا تجاوز هذه الشكليات، والانكباب على ترميم هيكل التحالف بينهما والذي تعتبره أوساطهما، استراتيجيا كما انه يشكّل النواة الصلبة التي أرست العهد الجديد.
وبحسب مصادر قواتية، فإن المتضررين من حلف القوات – المستقبل عملا لتفكيكه وفرطه عبر محاولة تشويه صورة القوات وعزلها، الا ان مخططاتهم باءت وستبوء بالفشل وهو ما قاله حرفيا “الحكيم” امس: الكثيرون يحاولون عزلنا وتطويقنا وهو أمر ليس بجديد علينا فقد خبرناه، لا بل اعتدناه، من قوى أكبر حجماً وأشد بطشاً، والنتيجة عرفها من حاول، ويعرفها مسبقاً من يحاول وسيعرفها من سيحاول”.