تقرير “اخبار اليوم”: ليست المرة الأولى التي تهان فيها المقدسات الروحية وتحديداً المسيحية منها. حيث، بدأ “مرعي مول” أمس في بحمدون وتحديداً في الطابق الثاني بعرض بيع أحذية تحمل على سحّابها إشارة الصليب.
الحادثة التي تتزامن مع احتفال الطوائف المسيحية بعيد الميلاد، تطرح الكثير من التساؤلات حول أهدافها وغاياتها.
وصف الأب أغابيوس نعوس ما يحصل في هذا المتجر بـ”الإهانة”، قائلاً: الكنيسة المسيحية عرضة دائماً للهجمات الشيطانية، وهذا ليس مستغرباً عندنا، لكن السيئ أن هناك أناساً في مجتمعاتنا اليوم تتلبّس وجه الشيطان لكي تضرب ما عندنا من قيم ومقدسات.
وأبدى اغابيوس اعتقاده أن مثل هذه الحملات التي نراها هنا وفي كل بقاع الأرض ليست موجّهة عفوياً، إنما هناك مَن يخطّط لها، ويقف وراءها من أجل خلق تشوهات تطالنا جميعاً، مضيفاً: فإذا كانت هذه الحملات تطال المسيحيين فإنها غداً قد تطال غير المسيحيين.
واتهم الأب اغابيوس بشكل واضح ومباشر الحركات الصهيونية التي كانت قد رفضت منذ القدم أن تعترف بأن السيد المسيح هو المخلّص، وبأنه الإله المتجسّد الذي انتظرته الديانات القديمة وتحديداً اليهودية.
ورداً على سؤال، أكد الأب اغابيوس أن عرض هذه الأحذية في زمن الميلاد، مقصود، علماً أن مثل هذه الأمور تزداد في المناسبات المقدّسة.
وفي هذا الإطار، انتقد أغابيوس الحركات التي تدّعي الدفاع عن الحريات، وقد ظهرت أخيراً في الولايات المتحدة وفي أوروبا تنادي بعدم إظهار الرموز المسيحية، حسّاً وشعوراً مع غير المسيحيين، وتعتبر ذلك إهانة لغير المسيحيين، قائلاً: لكن هذه الحركات ليست إلا حملات مبرمجة ضد المسيحيين، الذين يحترمون احتفالات غيرهم وتقاليدهم.
وأوضح أغابيوس أن الصليب الذي يوضع على الأحذية ليس بالأمر الجديد، بل كانت قد حصلت حادثة مماثلة منذ سنوات، حيث كان للكنيسة المسيحية موقفاً واضحاً بأنها طالبت الدولة اللبنانية بسحب هذه البضائع.
وأضاف: كي لا نكون سيئي التفكير فإننا نعتبر ان هذه البضائع دخلت خلسة الى لبنان، مشدداً على أن المسيحية لم تتخذ يوماً طريق العنف سبيلاً لتدافع عن حقّها، بل من خلال لغة الحب والمسالمة.
وطالب، بلغة الحب، الدولة اللبنانية تشديد الرقابة على السلع التي تدخل الى لبنان، مشيراً الى أننا لن نكسّر أو نلجأ الى العنف، ولن نقفل المتاجر.
وفي حادثة مماثلة، كشف أغابيوس عن أوراق تستعمل للمغاور الميلادية تحمل رسومات باطنية لجماجم، مشدداً على ضرورة التشدّد في مثل هذه المواضيع.
وختم أغابيوس رافضاً بشكل قاطع وحازم كل ما يسيء إلينا، لأنه لا يسيء الى كرامة المسيحيين فقط بل يسيء الى إلهنا الذي هو جوهر خلاصنا.
من جهته، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، رفض بيع هذه الأحذية في متجر لبناني، مدرجاً ما يحصل في إطار الحملات المستدامة التي تشنّ على رموزنا المسيحية المقدّسة.
وقال: لا نقبل أن يوضع شعار الصليب في أماكن لا تليق به، مناشداً القوى الأمنية المختصّة، أكان أمن عام او جمارك، القيام بواجباتها، والتوجّه فوراً الى بحمدون فوراً من أجل ضبط المخالفة وبالتالي اتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب المتجر المذكور.
وأضاف: ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الحادثة وتتخذ التدابير اللازمة، لكن يبدو أن الناس تنسى، مشدداً على ضرورة احترام القانون الذي يكفل عدم المسّ بالشعارات الدينية.
ورداً على سؤال، دعا أبو كسم النيابة العامة في جبل لبنان الى التحرّك، حيث يجب أن تأخذ هذا الخبر بمثابة إخبار.