أشار تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاًعن مصدر لبناني رسمي وصفته بالرفيع المستوى من دون تسميته، إلى أنّه “لدى وصول الرئيس سعد الحريري إلى مطار الرياض، نُقل إلى منزله حيث انتظر من السادسة مساءً حتى الواحدة فجراً من دون أن يقابله أيّ من المسؤولين السعوديين. وفي اليوم التالي، لم يأتِ موكب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لنقل الحريري من أجل مقابلته، فاضطر إلى قيادة سيارته بنفسه إلى قصر بن سلمان الذي رفض مقابلته، بل استقبله رجال أمن سعوديون وكأنه موظف سعودي وليس رئيس حكومة بلد ذي سيادة”.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنّ “الحريري لم يرَ بن سلمان إلّا بعد خطاب الإستقالة التي وضعت منطقة الشرق الأوسط برمتها على حافة الهاوية، خصوصاً بعد الصاروخ الباليستي الذي أطلقته جماعة الحوثي على الرياض، ثمّ توالي الأخبار في الليلة نفسها عن اعتقال الشخصيات السعودية النافذة من أمراء ووزراء ورجال أعمال”.
وأضافت إنّ “كثيراً من التفاصيل حول ما تعرّض له الحريري من ضغوط في الرياض لم يتمّ الكشف عنها”. ونقلت عن ديبلوماسيين غربيين في بيروت قولهم أنّ السعوديين توقعوا أن تؤدّي استقالة الحريري إلى تحرك شعبي ضدّ حزب الله، لكن تصرف الشارع اللبناني ورئيس الجمهورية ميشال عون الذي رفض قبول استقالة الحريري خيّب آمال السعوديين”.
وكشفت الصحيفة أنّ “التوبيخ الذي سمعه وزير الشؤون الخليجية ثامر السبهان في واشنطن من مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، بسبب المحاولات السعودية لزعزعة الإستقرار في لبنان، إضافة إلى التحركات الديبلوماسية الفرنسية وقيام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة ولي العهد السعودي، أقنعت السعوديين بالإفراج عنه والسماح بعودته إلى بيروت، حيث تراجع عن استقالته بعد نحو شهر بشعبية أكبر وبمزيد من التقارب مع حزب الله”.
وختمت الصحيفة أنّ “أسباب الإحتجاز وبالتالي الإستقالة لم تكن مبررة، خصوصاً أن بعض التنازلات ما كانت لتحصل من دون إحداث عاصفة كهذه”، معتبرةً أنّ “تفاصيل إضافية حول احتجاز الحريري ما زالت غامضة وغير معروفة، خصوصاً أنّها محرجة للرجل وأنّه في أكثر من مناسبة رفض الكشف عنها”.