وصف مرجع قيادي الأوضاع السياسية في لبنان، قبل أربعة أشهر من موعد الإنتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار المقبل، بالمتشابكة والمتداخلة ببعضها، نتيجة انتهاء مفاعيل ما يسمى بفريقي “8 و14 آذار”، والاستعاضة بتحالفات جديدة فرضتها المبادرة التي اتخذها الرئيس سعد الحريري لإنهاء الشغور الرئاسي ، والتي ساعدت على إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ، ما يعني تبدلاً في التحالفات وتغييراً في المفاهيم السياسية، وارتفاع منسوب الحديث عن تحالفات جديدة خماسية أو سداسية.
ونبه المرجع نفسه عبر صحيفة “السياسة” الكويتية، جميع القوى السيادية إلى ضرورة عدم السماح لـ”حزب الله” بالفوز بالأكثرية النيابية في الإنتخابات المقبلة ، لأن في ذلك نهاية للبنان السيد الحر المستقل ، وربطه مباشرة بالمشروع الصفوي الإيراني أسوة بما هو قائم في العراق وسوريا .
وقال: “صحيح أن “فريق 14 آذار” لم يتمكن من الحكم ولم تكن لديه المؤسسة الكاملة لإدارة الدولة كما يريد، لأسباب عديدة دون مشاركة الفريق الآخر، لكنه على الأقل نجح بمنع “حزب الله” من الهيمنة على لبنان وربطه بالمشروع الإيراني المسيطر في المنطقة”.
ورأى أن “حزب الله” لم يعد بحاجة للقيام بإنقلاب عسكري لتحقيق أهدافه، طالما لديه قوى سياسية يستطيع الضغط من خلالها، في حال تمكن من الفوز بالأكثرية في ظل تلهي الخارج بمشاكله، مع ما يعتري ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خضات، وانشغال السعودية بالإنقلاب الأبيض الذي تقوده لمحاربة الفساد على أرضها، وكذلك في ظل تمادي الميليشيات الشيعية إنطلاقاً من البحرين الى العراق وسوريا واليمن ولبنان ، لافتا لإمكان أن يتحول الأمر تلقائياً الى رفع اليد عن “حزب الله” والتعاطي معه كقوة فاعلة، لأن الدول عادة تتعامل مع الأقوياء وليس الضعفاء.
ودعا المرجع القيادي إلى لملمة شتات “14 آذار” وخوض الإنتخابات النيابية بتحالف الحد الأدنى، قبل أن يتحولوا الى أهل ذمة لدى “حزب الله”، القابض على مفاصل السلطة في لبنان ، مؤكدا إن كل ما يخشاه في المستقبل يكمن بتشريع “حزب الله” في لبنان ، ليصبح جزءاً من منظومة الدولة، مطالباً بمنع هذا الأمر بكافة الوسائل السلمية المتاحة قبل فوات الأوان.