أعلنت الرئاسة التونسية أن وراء قرار الإمارات منع سفر التونسيات على خطوطها الجوية، «معلومات جدية عن احتمال ارتكاب اعتداءات إرهابية». وعلى رغم تفهمها المخاوف الأمنية الإماراتية، إلا أنها رفضت المس بحقوق المرأة التونسية، لكنها كلّفت مسؤولاً رفيع المستوى العمل على حل الأزمة.
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، كتب في تغريدة أول من أمس: «تواصلنا مع الإخوة في تونس في شأن معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية». وأضاف: «نقدر المرأة التونسية ونحترمها ونثمن تجربتها الرائدة، ونعتبرها صمام الأمان»، داعياً إلى «تفادي محاولات التأويل والمغالطة».
وجاء في بيان للرئاسة التونسية أمس، أن الرئيس الباجي قائد السبسي أكد «حرصه على عدم المسّ بحقوق المرأة التونسيّة مهما كانت الدواعي والمبررات»، لكنه كلّف وزير الخارجية خميس الجهيناوي «العمل على تجاوز هذه الإشكالات في أقرب وقت، حفاظاً على علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الشعبين التونسي والإماراتي».
في الوقت ذاته، عزت الناطقة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش أمس، الإجراء الإماراتي إلى مخاوف من اعتداء تنفذه نساء يحملن جوازات سفر تونسية. وأكدت لإذاعة «شمس أف أم» الخاصة أن «ثمة معلومات جدية لدى السلطات الإماراتية عن احتمال ارتكاب اعتداءات إرهابية». وزادت : «في إطار عودة المقاتلين (الإسلاميين المتطرفين) وخروجهم أساساً من سورية والعراق، ثمة مخططات وإمكان لوقوع عملية إرهابية تنفذها نساء إما تونسيات أو يحملن جوازات سفر تونسية»، في تلميح إلى احتمال استخدام جوازات سفر تونسية مزورة.
وأضافت: «نتفهم هذا الجانب (المخاوف الإماراتية)، وحربنا مشتركة ضد الإرهاب»، لكن تونس «لا يمكن أن تقبل الطريقة التي تم التعامل بها مع التونسيات». وأكدت أن الخطوط الإماراتية تلقت «تعليمات واضحة» بمنعهن من صعود طائراتها.
في هذا الصدد، أكد ناطق باسم «طيران الإمارات»، أن الناقلة أوقفت رحلاتها إلى تونس بدءاً من 25 الجاري، بناء على طلب السلطات التونسية. وكانت وزارة النقل التونسية أعلنت مساء الأحد «تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية من تونس وإليها إلى حين تمكّن الشركة من إيجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقاً للقوانين والمعاهدات الدولية»، أي لحين رفع الإجراء بحق التونسيات.
يذكر أن الأزمة بدأت الجمعة حين أبلغ موظفو الخطوط الإماراتية المسافرات التونسيات أنهن ممنوعات من صعود الطائرة في رحلة تونس- دبي، من دون أي تفسير. وسارع السفير الإماراتي حينها إلى تقديم توضيحات إلى الخارجية التونسية، مؤكداً أن المنع «رُفع»، وتمكنت الراكبات من صعود الطائرة. لكن الأمر تكرر خلال نهاية الأسبوع، بما في ذلك خارج تونس، ما أدى إلى بقاء مسافرات تونسيات عالقات ساعات قبل تدخل سلطات بلادهن.