تشير مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” الى ان تحديد مصير “سوتشي” منذ الآن، أمر صعب. فروسيا من دون شك، ستسعى في الفترة الزمنية الفاصلة عن 29 كانون الثاني، الى تليين موقف المعارضة، أكان عبر مفاوضات مباشرة مع أركانها أو عبر اتصالات مع داعمي فصائلها في الاقليم وعلى رأسهم السعودية، على ان تنطلق في مساعيها لاقناع المعارضة بالحضور، من خطوات ملموسة تظهّرها على أنها “وسطية” في النزاع السوري وليست منحازة لأي من المتصارعين، مستعينة في السياق بإعطاء رئيسها فلاديمير بوتين من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا في 11 كانون الاول الحالي، أوامره للقوات الروسية ببدء الانسحاب إلى قواعدها الدائمة في سوريا، وعارضةً أيضا لبعض نواحي المرحلة الانتقالية المرتقبة.
الا ان العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة ستكون هي أيضا، بحسب المصادر، عاملا مؤثرا في تسهيل أو عرقلة انعقاد المؤتمر العتيد. فبين الجبارين الدوليين اليوم، أجواء متوترة عبّر عنها أمس المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، عقب اجتماع رأسه بوتين لمجلس الأمن الروسي ناقش مؤتمرَ الحوار السوري المنتظر، اذ أشار الى “قلق الكرملين للمناقشات الأميركية حول فرض عقوبات جديدة على روسيا”، في وقت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” أن الوجود العسكري الأميركي غير القانوني في سوريا بعد القضاء على “داعش” يعيق العملية السياسية في البلاد ويهدد وحدتها، لافتا الى أنه في تشرين الأول “على هامش قمة أبيك في فيتنام، تبنى رئيسا روسيا والولايات المتحدة بيانا مشتركا “أكدا فيه الالتزام المشترك بالحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها وطابعها العلماني”.
واذ توضح ان واشنطن تصر على عدم تخطي موسكو منصّة “جنيف” ومقررات مجلس الامن في شأن سوريا، في الحل المرتقب للنزاع، وتتمسك بألا تعطي روسيا ايران اي موطئ قدم في سوريا وأن تقلّص نفوذ طهران في الشرق الاوسط قدر المستطاع، لتدعمَها في جهودها لدفع التسوية السياسية قدما، تقول المصادر ان مدى التزام موسكو بهذه الشروط، معطوفا الى اتصالاتها الاقليمية، سيساعدان في تكوين صورة عن مصير مؤتمر سوتشي.