كتب فادي الشامي في صحيفة “الديار”:
اثناء زيارة رئيس جمهورية تركيا رجب طيب اردوغان للسودان وهي اول زيارة لرئيس تركيا الى جمهورية السودان، ويصحب معه الرئيس التركي رئيس الحكومة و10 وزراء و200 رجل اعمال من اصحاب اكبر الشركات، وذلك كي تقوم تركيا بالاستثمار في السودان، خاصة وان السودان احدى اكبر الدول العربية مساحة.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير لقد بدأنا باتفاقات واستثمارات وصلت الى 3 مليارات لكننا خلال سنتين او ثلاث سنصل الى استثمار بـ 10 مليارات دولار وربما 15 مليار دولار.
وقد اشترت تركيا من السودان 10 ملايين عجل وبقرة على ان تقوم 15 شركة تركية متخصصة بالمسالخ على مدى 3 سنوات بذبح العجول والابقار وتصديرهم الى تركيا التي تحتاج الى كمية كبيرة من الماشية، نظرا الى ان الشعب التركي المؤلف من 85 مليون نسمة يتناول طعام اللحم بكثرة.
وقال وزير الزراعة التركي انه سيتم في غضون 3 او 4 سنوات استهلاك الـ 10 ملايين عجل وبقرة، مع العلم ان الشركات التركية ستقوم بتحسين نسل الماشية في السودان والعمل على اضافة المزيد من عديد الماشية عبر التقدم الطبي والعلمي في مجال انجاب عدد اكبر من اعداد الماشية.
اما في المجال العسكري فعقد قائد الجيش التركي اجتماعا مع قائد الجيش السوداني وقامت قطر بارسال قائد الجيش القطري ليكونوا ثلاثة سوية وقامت تركيا بعرض تدريب الجيش السوداني واقامة مصانع اسلحة بين السودان وتركيا لتزويد الجيش السوداني بالسلاح، والمؤلف من 600 الف جندي.
كذلك تم الاتفاق على ان تتولى تركيا مدّ شبكات المياه للسقي في الاراضي الزراعية السودانية التي تصل الى نصف مليون كلم مربع، اي حوالي نصف مساحة السودان.
كما ان السودان تنازلت عن جزيرة سواكن الهامة جدا على البحر الاحمر، وهي كانت مركزا للحاكم العسكري العثماني في البحر الاسود والبحر الاحمر وكامل المنطقة وصولا الى مصر والصومال. وستقيم تركيا قاعدة عسكرية كبيرة فيها اضافة الى مصنع كبير لانتاج وصيانة السفن البحرية المدنية والعسكرية.
وقال الرئيس التركي اردوغان انه لا يمكن الكشف عن المدة التي قدمها السودان الى شبه الجزيرة سواكن لكن وكالة الاناضول قالت ان السودان قام بتأجير شبه الجزيرة سواكن لمدة 99 سنة الى تركيا.
اما الملفت في النظر فهو الخلاف الكبير بين السودان ومصر حول منطقة حلايل التي احتلتها مصر وهي ارض سودانية، والملفت للنظر، ان قطر التي تحاصرها مصر مع السعودية والبحرين والامارات حضر قائد جيشها اجتماع قائد الجيش التركي وقائد الجيش السوداني، اضافة الى ان الخلاف الكبير بين تركيا ومصر حيث ان تركيا الذي يرتكز حزب التنمية والرفاه الذي يتزعمه الرئيس التركي اردوغان وهو عمليا حزب الاخوان المسلمين على خلاف كبير مع مصر بسبب ضرب الرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي الاخوان المسلمين بعد انقلاب قام به وسجن الرئيس محمد مرسي رئيس الاخوان المسلمين واعلان حزب الاخوان المسلمين حزب ارهابي ومنعه من العمل في كامل الاراضي المصرية. وبالتالي فان اجتماع قادة قطر وتركيا والسودان يشكل بداية تطويق لمصر، حيث ان تركيا ستقيم 3 قواعد بحرية وجوية في السودان.
اما بالنسبة الى الماشية، فقد كان وكيل كافة الماشية السودانية التي تصل الى 45 مليون بقرة وعجل وغنم، احد اكبر اغنياء امراء السعودية، ولديه اكبر معمل في السودان لكن لا يُعرف شيء الان عن هذا المعمل وعمله، وكيف الغى السودان الاتفاق مع احد اكبر اغنياء امراء السعودية، حيث كان وكيلا حصريا لماشية السودان والتي يقوم معمله الضخم بسلخ الماشية وتصدير اللحوم وجلود الماشية الى ماليزيا واندونيسيا وباكستان وبنغلادش.
اما اليوم فقد حصلت تركيا على حق شراء 10 ملايين من الماشية السودانية فيما احد اكبر اغنياء امراء السعودية وذلك وفق وكالة انباء الاناضول التركية، بالنسبة لشراء تركيا الماشية من السودان.
اما الرئيس التركي اردوغان فقال في خطابه ان بريطانيا سنة 1922 قامت بهدم جزء من المسجد الشافعي والجامع الحنبلي اضافة الى ازالة الاثار الاسلامية من جزيرة سواكن، كذلك تهديم مقر الحاكم العسكري العثماني في الجزيرة. وستقوم تركيا على نفقتها الخاصة باعادة اعمار المسجد الشافعي ولكن بحجم 6 مرات اكبر من الاول، والحنبلي ايضا 6 مرات اكثر من الاول، كما انها ستقيم مركزا ضخما يمثل مقر الحاكم العثماني في السودان حيث كانت الامبراطورية العثمانية تحكم السودان ومصر والصومال وصولا الى بلغاريا، اضافة الى فلسطين والعراق وبلاد الحجاز ? اي الكويت والسعودية واليمن ودولة الامارات والخليج العربي.
وسيكون هذا المقر مركزا لقيادة الجيش التركي في منطقة البحر الاحمر وسترسل تركيا 20 الف جندي الى السودان مع اقامة 3 قواعد بحرية ضخمة.