مع زيادة الضغوط الحياتية قد ينفجر فجأة الرجل في نوبة من الغضب، ويعلو صوته ويبدأ في توجيه اللوم وفي كثير من الأحيان إلى السباب، وفي بعض الأوقات يجد الطرف الآخر نفسه بحيرة حيث لا يفهم ما الّذي أغضبه.
التجارب الفاشلة قد تصيب الرجل باليأس من إيجاد شريك مناسب يبادله مشاعره، ومن المعروف عن الرجال في جميع مراحلهم العمرية التحلي بالإصرار على التماسك أمام الجميع وعدم الإنهيار عند فشل إحدى تجاربه.
وهناك مجموعة من العناصر المعروفة، التي قد تكون احداها سببا في غضب الرجل، مثل: الخوف من أن يكون غير محبوب – الخوف من الفشل – الخوف من فقدان السيطرة على الأمور – الخوف من الجهل بالأشياء – الخوف من الرفض – الخوف من التصرف على طبيعته واظهار حقيقته كاملة حتى لا تكون سبب في رفضه اجتماعيا – الخوف من الهجر.
ولكن ، هناك عوامل أهم تدفع الرجل نحو الاعلان عن غضبه العارم بشكل صريح وربما عنيف أيضا، مثل:
-أن يشعر بأنه بلا قيمة أو شعوره بالذنب أو الخجل تجاه شئ ارتكبه. فالرجل على مختلف مراحل حياته من الطفولة حتى الشيخوخة يكون مطاردا بشكل شبه دائم بشبح “الخوف”، مما يجعله غاضبا من نفسه في المقام الأول، ولكنه كنوع من التنفيس يقوم باخراج طاقته السلبية في شكل نوبات من الغضب تجاه من حوله، وخاصة الذين يحبهم ويكون شديد التعلق بهم.
-عدم الرضا وحاجة الرجل الشديدة للتخلص من الطاقة السلبية التي تملأه لتنظيف جهازه العصبي بشكل فوري، وهنا يلاحظ الجميع أن هذا الشخص يبالغ في ردود أفعاله حيال أمور تبدو تافهة لافتعال سبب يقوم من خلاله باخراج طاقة الغضب من داخله”.
-نتيجة “الاستغلال” الّذي يمارسه الرجل عندما يتوصل لنتيجة أن الغضب يأتي بمفعوله حقا وأن الآخرين ينصاعون له كلما انتابته احدى نوبات الغضب، تماما كالأطفال.
حرمان الرجل لنفسه من التعبير عن مشاعره ظنا منه أن كتمانها لن يجعله يشعر بأوجاعها هو خطأ فادح، لأن هذه الطاقة ستخرج منه بشكل أو بآخر كأن تنتابه نوبة قلبية ، أو أن يتعرض لحادث ما بسبب تشت تركيزه، وذلك ينبغي على الرجل أن يعبر عما يجتاحه من مشاعر وأن يحاول التعبير عن غضبه بشكل أكثر عقلانية حتى لا يندم عندما لا ينفع الندم.