كتب جهاد نافع في صحيفة “الديار”: صدمت مواقف وزير خارجية لبنان ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل شريحة واسعة من اللبنانيين والفلسطينيين وخاصة القواعد الشعبية لمحور المقاومة.
لم يتمكن معظم اللبنانيين من هضم ما قاله باسيل للميادين باعتبار ان مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني ليست ايديولوجية والاغرب من ذلك اعلانه «اننا غير رافضين لفكرة وجود اسرائيل وان من حقها ان يكون لديها الامان واننا نحن نريد الاخر فهل يريدنا الاخر»؟ قائلا: «نريد ان تعيش الشعوب كلها مع بعضها البعض بامان؟»..
فقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمئات من التعليقات الغاضبة والمثيرة للجدل ردا على باسيل مستغربين ان يأتي تصريحه في مرحلة دقيقة للغاية واثر اعلان ترامب المشؤوم الذي سبب انتفاضة فلسطينية وعربية وتساءلت التعليقات عما اذا كان موقف باسيل هو موقف التيار الوطني الحر؟ علما ان رئيس الجمهورية ميشال عون سبق له منذ اسابيع ان اطلق موقفا واضحا حيال العدو معتبرا انه كيان غاصب. وهذا يعني ان العدو الصهيوني هو كيان اغتصب فلسطين ولا يمكن الاعتراف به ومن الضروري ان لا يشعر بالامان.
تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي كانت عنيفة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وخاصة لدى محور المقاومة حيث خرجت اصوات تطالب محور المقاومة بكل مكوناته باتخاذ موقف صريح من تصريحات وزير الخارجية وفي الوقت عينه طالبت باسيل بايضاحات حول تصريحه الخطير وتساءل البعض عما اذا كانت هذه المواقف انتخابية يخاطب فيها جمهور بشير الجميل ام هي مواقف تشكل قناعاته وهي بلا شك تتناقض مع مواقف الرئيس عون.
تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي ردت على باسيل قائلة ان فكرة الكيان الاسرائيلي في الاساس مرفوضة شكلا ومضمونا وايديولوجيا لانه كيان اغتصب ارض فلسطين وشرد شعبها وحل محله شتات اليهود في العالم وان المقاومة وجدت لكي تحرر الارض ولازالة هذا الكيان الاستيطاني الذي زرعته بريطانيا واميركا في جسد الامة وان المقاومة وجدت كي لا تمنح الامان لليهود بل كي تزرع الرعب ليعودوا من حيث اتوا. وان المقاومة ستبقى خلف كل يهودي اغتصب ارض فلسطين اينما كان وفي اي وقت كان. وما استفز شرائح المعلقين ايضا قول باسيل انه يعترف بالآخر فهل اعترافه باسرائيل مسألة سياسية انتخابية ام عقائدية؟ وتعتبر اوساط في محور المقاومة ان ما ادلى به باسيل ربما تكون دعسة ناقصة في الاداء السياسي لا سيما وانها نقيض موقفه في مؤتمر وزراء خارجية العرب حيث لقي اشادة واسعة من معظم اللبنانيين وفي الطليعة محور المقاومة فاي موقف بين الموقفين يمثل جوهر باسيل؟ ويرد البعض ان موقف باسيل الاخير لا يمكن وصفه بالدعسة الناقصة بل موقف يحاكي مواقف اللاهثين لاقامة صلح مع العدو ويخشى ان تكون مقدمة تحضيرية لبث فكرة التطبيع. ولعل نتنياهو سيكون سعيدا بما يسمع خاصة حين يقول ان كثيرا من الدول العربية باتت اقرب لاقامة علاقات مع الكيان الاسرائيلي.
وتوضح مصادر ردا على باسيل ان الكيان الصهيوني سيزول وقد اقتربت نهايته وهذا ما اكده مرات السيد حسن نصر الله وهناك مؤشرات لزوال هذا الكيان… وان باسيل قد اعاد الذاكرة الى مواقف بشير الجميل حيال هذا الكيان المصطنع… الا ان المقاومة وجدت لكي تحرر الارض وتستمر حتى تزول اسرائيل لان المقاومة لا ترضى الا بتحرير فلسطين من البحر الى النهر وعاصمتها القدس ولا يمكن ان تقبل بالقدس الشرقية لان القدس هي القدس كاملة لا شرقية ولا غربية. السؤال اليوم كيف سيواجه الوزير باسيل هذه الحملة عليه في ظل هذه الظروف المصيرية وما هو موقف حزب الله من تصريحات باسيل؟