أخطر الأمور أن تعتاد فكرياً على مشهد أو أمر معين هو في جوهره خطأ فيصبح مع الأيام أمراً عادياً بفعل الروتين اليومي. من يشق “جلجلة” بيروت يومياً، يصادف من يعملون في “حِرْفَةُ الشَّحَّاذِ”، أو التَّسَوُّلِ بمعنى آخر. ورغم نداءات كثيرة على مدى سنوات لمكافحة هذه الظاهرة لا زال هؤلاء يجوبون الأوتوسترادات، لكن المشكلة الأهم التغاضي عن الأطفال في الشوارع.
ففي الفيديو أدناه، يظهر الطفلة تسير على الأوتوستراد بين السيارات بشكل طبيعي جداً وعفوي وكأنها امام باحة منزلها، معرضة نفسها وغيرها لخطر كبير، من دون أي مبادرة من قبل أي من المعنيين على الأرض لمنعها، خصوصاً أنها بلحظة يمكن ان تتعرض لحادث قد يؤذيها ويعرض المواطنين الآخرين ايضاً لخطر التورط بمشكلتها.
بالتوازي، انه أمر مخجل أن لا تكون هناك برامج معينة تعالج مشكلة هؤلاء الأطفال أو تحتضنهم، فكيف يمكن ترك أطفال بسن الـ8 أو الـ10 في الشوارع، فالحدّ الأدنى المطلوب من المسؤولين القيام بواجباتهم فقط لا أكثر من جهته، ومن جهة اخرى، محاسبة الأهل الذين يتركون أولادهم مشردين ومعرضين للخطر على الطرقات. من هنا، نضع هذا الفيديو برسم قوى الامن الداخلي وكل المعنيين والمسؤولين في الوزارات عل يكون هناك من “قوي” يبادر الى الحل.