استغرب المطارنة الموارنة ما يحدث على صعيد حرّية التعبير عن الرأي، وبعض التدابير التي تؤخذ بحقّ مواطنين وصحافيّين، محذرين من خطر الانزلاق نحو تقييد حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة والإعلام.
وشدد المطارنة الموارنة على أهمية إبعاد لبنان عن صراعات المحاور الإقليميّة والدوليّة.
وفي ما يلي البيان الكامل للمطارنة الموارنة:
في الثالث من شهر كانون الثاني 2018، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهريّ في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلِّي الطوبى، ومشاركة الآباء العامّين، وتدارسوا شؤوناً كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
- في خضمّ ما يمزّق الشَّرق الأوسط من حروب ودمار وإرهاب، وما يبعد اللبنانيِّين بعضهم عن بعض من خلل على أكثر من صعيد: سياسي واقتصادي وبيئي وأخلاقي… يحافظ الآباء على رجاء كبير في نهوض لبنان من وضعه المأزوم، ما دامت هناك إرادة لبنانيّة بالتمسّك برسالة لبنان في العيش الواحد المشترك وبإبعاده عن صراعات المحاور الإقليميّة والدوليّة، ورغبة دولية في الحفاظ على الإستقرار الأمني والإجتماعي فيه.
- يثمّن الآباء القمّة الروحيّة التي انعقدت في بكركي، وموقفها الرافض لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ما يخصّ تحويل القدس عاصمة لدولة إسرائيل. فالقدس كانت وستبقى في وجداننا أورشليم مدينة السلام، مدينة دينيّة بامتياز تخصّ الديانات التوحيدية الثلاث. لذا لا بدّ من أن يكون لها وضع دولي خاصّ بها كمدينة مفتوحة طبقًا لقرارات الأمم المتّحدة.
- يستغرب الآباء ما يحدث على صعيد حرّية التعبير عن الرأي، وبعض التدابير التي تؤخذ بحقّ مواطنين وصحافيّين، ما يجعل البعض يحذّر من خطر الانزلاق نحو تقييد حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة والإعلام. من المؤكّد أن على الجميع التقيّد بما تمليه القوانين على هذا الصعيد، وترك بتّ الخلافات الممكنة للقضاء المستقل والعادل والنزيه، كي يظلّ “العدلُ أساسَ المُلك”.
- يرى الآباء أنّه لا بدّ من التنبّه إلى مخاطر الوضع الاقتصادي الذي يسوده الجمود، والوضع المالي الذي يتآكله الدَّين العام، وبخاصّة الخارجي منه الذي يستدعي المزيد من الديون وبالتالي المزيد من فرض ضرائب جديدة تُرهق المواطنين. تلافيًا لهذا الانزلاق يناشد الآباء الدولة اللبنانية اعتماد مبدأ التركيز على مشاريع إنمائية يحتاج إليها المواطنون كالكهرباء والنفايات والطرقات والسدود، وسواها وعرضها على الدول والمؤسسات المانحة لتمويلها والمشاركة في الإشراف على تنفيذها.
- يتابع الآباء بقلق كبير ما يروج من لغط حول التلزيمات التي تجري في القطاع العام، وعن اتّخاذها الطابع الحزبي بصورة باتت شبه حصرية. وهم يناشدون المسؤولين السَّهر الدؤوب على تطبيق القوانين المرعيّة الإجراء بهذا الشّأن، والحفاظ على المصلحة العامّة دون سواها، وعدم القبول بأن يُهدر المالُ العام تحت أيّ شكل من الأشكال، وفرض الشفافيّة على الجميع في كلّ مراحل التلزيم إقرارًا وتنفيذًا، وبدون استثناء.
- تداول الآباء بموضوع قانون سلسلة الرتب والرّواتب، وهم يناشدون الدولة أخذ التدابير اللازمة لصالح كلّ من المعلّمين وأهالي الطلّاب والمدرسة الخاصّة. فالدّولة مسؤولة بحكم الدستور عن تعليم اللبنانيِّين وعن صون المدرسة الخاصّة التي هي أيضًا ذات منفعة عامّة. وهي بالتالي مسؤولة عن دفع رواتب المعلّمين في المدارس الخاصّة، والإيفاء بالتزاماتها تُجاه المدارس المجانية، حتى لا يتعرّض القطاع التربوي، الذي يفخر به اللبنانيّون، لانتكاسة لا تستطيع الدولة التعويض عنها.
- في مطلع السنة الجديدة يتقدّم الآباء من أبنائهم في لبنان وعالم الإنتشار، ومن اللبنانيين جميعًا، بالتهنئة والدعاء بأن تحمل هذه السنة الى الجميع كلّ الخير والبركة والتوفيق، وأن يسكب الله في قلوبهم وعائلاتهم الألفة والطمأنينة، وعلى بلدانهم الأمن والسلام والإزدهار.