كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”:
يرفض وزير الإعلام وأحد عرابي «تفاهم معراب» ملحم الرياشي، كل التوصيفات التي تتحدث عن طلاق بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، ويؤكد أن جرّة «التفاهم» الثنائي لم تنكسر، وأن المبادىء والثوابت مشتركة بين الطرفين ولو اختلفت الإستراتيجيات المتبعة إزاء بعض الملفات في مجلس الوزراء.
لكن صورة الخلافات تتكرّر بشكل دائم، وآخرها كان الإشكال المرتبط بتعيين رئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد لمعلمي المدارس الخاصة، حيث اتهم كل من «التيار الوطني الحر» و«القوات» بعضهما البعض بالإنقلاب على التفاهم الذي كان قائماً قبل انتخاب نقيب المعلمين الذي دعمه «القوات» مقابل أن يدعم «التيار» مرشّحها لصندوق التعاضد.
وتؤكد أوساط حزبية في «التيار الوطني» لـ«الديار»، أن «القوات» تسعى منذ أشهر عدة، وليس فقط اليوم، إلى استهداف «التيار» والتصويب على أداء وزرائه. وتوقّعت أن تتصاعد حملات «القوات» في المرحلة المقبلة الفاصلة عن موعد الإنتخابات النيابية. وإذ اعتبرت أن ما من بوادر على احتمال ترميم العلاقة الثنائية التي تعرّضت لأكثر من اهتزاز، لا سيما بعد تشرين الثاني الماضي، كشفت أن كل قنوات التواصل مقطوعة بين قيادتي الفريقين، وإن كانت العودة إلى مرحلة الخلاف الذي ساد قبل «المصالحة»، غير ممكنة بسبب توافق الطرفين على الإختلاف. وبالتالي، فإن الخلاف «التربوي» لن يكون الفصل الأخير في مسلسل المواجهة «الأخوية»، ذلك أن «التيار الوطني» يستعدّ في المرحلة المقبلة لمعارضة وزراء «القوات» في مجلس الوزراء لغالبية المشاريع التي سيتقدّم بها وزراء «التيار الوطني الحر».
في المقابل، فإن مصادر قواتية، وصفت الخلاف مع «التيار» في صندوق التعاضد لمعلمي المدارس الخاصة، بأنه انقلاب جديد على التفاهمات السابقة، لافتة إلى تعقيدات جديدة برزت في وجه عملية تنفيذ الإتفاق السابق بين الطرفين بالنسبة لإنتخابات نقابة المعلمين ورئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد. ولاحظت أن هذه الإنقلابات المتتالية على الإتفاقات الثنائية، تضع العلاقة أمام منعطف دقيق، خصوصاً وأن التواصل السياسي شبه مقطوع.
لكن المصادر القواتية نفسها، وجدت أنه من غير المسموح استحضار مناخ الخصومة في الشارع المسيحي، وذلك بصرف النظر عن كل الحملات التي تتعرّض لها «القوات»، وذلك في محاولة واضحة لمحاصرتها عشية الإنتخابات النيابية.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الأوساط العونية، أن هذا المشهد المتوتّر سيستمر إلى ما بعد الإستحقاق الإنتخابي النيابي الذي سيحدّد الأحجام السياسية والتحالفات المستقبلية، موضحة ان «التيار الوطني» ليس في صدد القيام بأي مبادرة باتجاه معراب، تكشف مصادر «القوات» عن أنها تقوم الآن ببلورة تصوّراتها للمرحلة المقبلة، وتستكمل اتصالاتها مع كل القوى السياسية والحزبية والمستقلّة، وذلك بانتظار البدء بوضع التحالفات الإنتخابية قيد التنفيذ، وذلك بعد دخول البلاد مرحلة السباق الإنتخابي وبدء إعلان الترشيحات النيابية. واستدركت موضحة، أنه من المبكر الحديث عن تعاون إنتخابي مع أي فريق، أو مع «التيار الوطني الحر»، وذلك على اعتبار أن مرحلة الأشهر الأربعة الفاصلة عن شهر أيار المقبل، قد تحمل تطوّرات تعيد خلط كل الأوراق السياسية على الساحة الداخلية.