أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي أمس، أحد أبرز «تجار المخدرات بالجملة» المشتبه فيه ع.ع.م.، المطلوب بموجب عشرات مذكرات التوقيف بجرائم ترويج المخدرات والاتجار بها. الحدث ليس عادياً، فعملية التوقيف جرت فيما كان المشتبه فيه على متن سيارة عسكرية يقودها مساعد رئيس مكتب مكافحة المخدرات في البقاع، الملازم أول الطيار م.م.، الذي أُوقِف أيضاً.
وكشفت صحيفة «الأخبار» أنّ المعطيات التي توافرت لدى فرع المعلومات كانت تُفيد بأنّ الضابط يعمل سائقاً لدى تاجر المخدرات، للحؤول دون توقيفه على الحواجز الأمنية بحيث يعمد إلى نقله بسيارته العسكرية التابعة لقوى الأمن الداخلي، مقابل دفعات تراوح بين ألفي دولار وأربعة آلاف دولار أميركي عن كل «توصيلة». وبناءً عليه، جرى رصد الضابط لتوقيفه بالجرم المشهود، علماً أنّه سبق أن أوقف الملازم أول نفسه، تأديبياً، لمدة عشرين يوماً، العام الفائت، بسبب وجود علاقة بينه وبين تاجر المخدرات حسين م. الشهير بـ«حسين الغبي».
ووصفت المصادر الأمنية الموقوف بأنّه «جندي مجهول» في مجال تجارة المخدرات، سواء الكوكاين أو الكبتاغون، معتبرة عملية التوقيف إنجازاً أمنياً كبيراً على صعيد مكافحة المخدرات لكون الموقوف ليس ذائع الصيت وغير معروف على مستوى المروّجين الصغار، لكن يُعدّ أحد أركان تجارة الكوكايين وحبوب الكبتاغون في لبنان. وذكرت المصادر الأمنية لـ «الأخبار» أنّ الموقوف تاجر جملة كبير يوزّع على باقي تجار المخدرات، كاشفة أنّه يستورد تحديداً «باز الكوكايين» من الخارج، ويبيعه للمصنّعين الذين يحوّلون كل كيلوغرام من «الباز» إلى 3.5 كيلوغرامات من الكوكايين المعد للبيع. ولفتت المصادر إلى أن المحققين يشتبهون في وجود صلة بين الموقوف وشحنة الكوكايين البالغة ٣١ كيلوغراماً التي ضبطتها مديرية الجمارك في مطار بيروت الشهر الفائت، والتي أُوقف فيها ضابط ورتيبان من قوى الأمن الداخلي للاشتباه في تورطهما في عملية التهريب.
وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن قوى الأمن الداخلي، في موازاة العمليات التي تنفّذها في مجال الأمن الجنائي، «مصمّمة على ملاحقة وتوقيف جميع الضباط والعناصر الذين يثبت وجود أي صلة بينهم وبين العصابات، وبصورة خاصة عصابات الإتجار بالمخدرات».
في موازاة هذه العملية النوعية التي نفّذها فرع المعلومات، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من استدراج وتوقيف ف.ن.، أحد أكبر مروجي المخدرات في الزلقا. وقد دُهم منزل المشتبه فيه في جل الديب، حيث عُثِر على كمية من المخدرات والأسلحة والأموال.