التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” الدكتور سمير جعجع في معراب وزير الثقافة غطاس خوري موفداً من الرئيس سعد الحريري في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي.
وأوضح خوري، عقب اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف من الوقت، أن “الزيارة أتت لإعادة قناة الإتصال الأساسيّة مع د. جعجع بمرافقة الوزير الصديق ملحم الرياشي، وذلك بعد فترة من الإنقطاع على أثر الأزمة التي مرّت على لبنان”، مشيراً إلى أن “هدف الزيارة هو إزالة كل الرواسب التي تركتها الفترة السابقة من أجل التأسيس لعودة العلاقة بين “المستقبل” و”القوّات” إلى سابق عهدها من جهة، كما الإتفاق على المواضيع السياسيّة المطروحة في البلد من جهة أخرى”. وأضاف: “لقد ناقشنا كل الملفات المطروحة، إن من ناحية العمل الحكومة أو الإنتخابات النيابيّة”.
وأمل خوري إلى أن “تستمر اللقاءات بين الحزبين من أجل الوصول إلى تفاهمات كانت أساساً موجودة ونأمل أن تعود”، لافتاً إلى انه “يصر على تعبير “إنقطاع” في العلاقة بين “المستقبل” و”القوّات” وليس “قطيعة” لأن الإنقطاعات تحصل في كل العلاقات السياسيّة كما تقع التباينات والإختلاف في وجهات النظر والرأي”. وقال: “من الممكن أن يكون لكل فريق تحليله لحدث أو موقف معيّن ويقوم باتخاذ القرارات على هذا الأساس لكن هذا لا يفسد في الود قضيّة”.
ورداً على سؤال عن توصيفه للعلاقة بين “القوّات اللبنانيّة” و”تيار المستقبل” وما يمكن أن يجمع بينهما اليوم، قال خوري: “أعتقد أن هناك تفاهمات بيننا على المستوى الإستراتيجي كما في النظرة إلى لبنان والدولة وسياستها ووجوب أن يكون لبنان في منأى عن الأزمات المحيطة بنا في الشرق الأوسط”، معتبراً أن “الأحداث التي حصلت وانعكاساتها على لبنان واحد وهذا ليس بأمر جديد وما يجب إعادة إحيائه هو كيفيّة بلورة هذا الموضوع بالتفاهمات الداخليّة”.
وعما إذا تم الإتفاق على التحالف بين “القوّات” و”المستقبل” في الإنتخابات النيابيّة، رأى خوري أنه “ليس هناك أي قوّة سياسيّة في لبنان قد حسمت خياراتها في ما يتعلّق بالتحالفات الإنتخابيّة باعتبار أن هذا القانون الجديد يحتاج إلى ترجمةً للمترجمين ولكن بالتأكيد لن يتم استبعاد أي فريق كما أنه ليس هناك تحالف خماسي أو سداسي وبالتالي لن يتم عزل أي فريق خصوصاً “القوّات اللبنانيّة”.
وإذ شدد على أن حضوره إلى معراب هو بحد ذاته رسالة من الرئيس الحريري لرئيس “القوّات”، رد خوري ممازحاً على سؤال عما إذا كانت رسالة الحريري لجعجع تتضمن أي “بحصة”، بالقول: “لا وجود لأي بحصة في الرسالة وإنما حبة حلوى (Bonbon)”.
ورداً على سؤال عما إذا ما كانت الشكوك قد تبددت بشأن دور “القوّات اللبنانيّة” في مسألة استقالة الحريري بعد الكلام الذي توجه لها من قبل مسؤولي “تيار المستقبل”، قال خوري: “أعتقد أن الطرفين أدوا قسطهم للعلى في هذه المسألة أكان بالتسريبات الصحافيّة أو الرسائل المباشرة من مسؤولين من الطرفين ولكن إن من يريد فتح قناة اتصال جديدة لا يعود إلى الدفاتر القديمة لأنه بقيامه بهذا الأمر لن يصل إلى أي نتيجة”، لافتاً إلى أن الحديث مع رئيس “القوّات” تطرّق إلى كل المواضيع وقام الطرفان باستعراض وجهتي نظرهما بما جرى.
وعما إذا كانت سيتم اللقاء بين الحريري وجعجع قريباً، أكّد خوري أن “ما حصل اليوم هو اتصال أساسي وأولي والأمور قيد الإستتباع”.