Site icon IMLebanon

خارطة تحالفات “المختارة” المقبلة

كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”:

كشفت المقابلة المتلفزة لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، جوانب كثيرة لما سيقدم عليه خلال المرحلة المقبلة، وأضاءت أيضاً على أمور وخيارات سيتّخذها في الأشهر الفاصلة على الإستحقاق الإنتخابي النيابي. وقد علم أن النائب جنبلاط هو في صدد عقد مؤتمر صحافي قريب يعلن خلاله ترشيحات محازبيه وكل الشخصيات التي ستنضم إلى لائحة «اللقاء الديمقراطي»، والتي سيترأسها نجله تيمور.

أما على صعيد التحالفات التي بدأت تنسجها المختارة، فإن جنبلاط، ووفق معلومات مؤكدة، سيلتقي اعتباراً من أواخر هذا الأسبوع قادة الأحزاب المسيحية بدءاً من رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، كذلك، سيلتقي الرئيس أمين الجميّل ونجله النائب سامي، وذلك في سياق البحث في الحفاظ على موقع حزب الكتائب في عاليه، بعدما رشّح الدكتور سمير جعجع أرثوذكسياً في هذه الدائرة. وبالتالي، فإن جنبلاط محرج من هذه المسألة إلى حدّ كبير نظراً للخلافات ما بين الأحزاب المسيحية، والتي تترك تداعيات سلبية على صعيد الترشيحات، في ظل الخلاف القواتي ـ الكتائبي، خصوصاً وأن الأمر عينه ينسحب على «التيار الوطني الحر» و«القوات» أيضاً.

من هذا المنطلق، فإن سيد المختارة لن يقدم، كما تقول مصادر نيابية قريبة منه، عن إعلان أي تحالفات إنتخابية قبل اتضاح الصورة السياسية، وما ستؤول إليه اللوحة الإنتخابية تحديداً بين الأحزاب المسيحية. وبمعنى آخر، فهو يردّد في مجالسه ولقاءاته مع قيادات الجبل، بأنه لا يريد ولا يقبل بتهميش أي مكوّن مسيحي حفاظاً على مصالحة الجبل، وانسجاماً مع موقعه الوسطي الذي يفرض عليه أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وإن كانت المعلومات المحسومة تؤكد بأن التحالف في الشوف وعاليه ثابت ونهائي ومحسوم مع «القوات اللبنانية».

أما على الصعيد الدرزي، فإن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وعلى غرار كل الإستحقاقات الإنتخابية السابقة، فهو سيترك مقعداً شاغراً لوزير المهجّرين طلال إرسلان، مع العلم أن بعض المتابعين لهذه المسألة يجزمون بأن لا شيء محسوماً حتى الآن على هذا الصعيد، لا سيما وأن اللقاء الأخير في خلدة بين الوزير إرسلان وتيمور جنبلاط لم يكن إيجابياً، إذ علم أن رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني»، لا يقبل هذه المرة بأن يدخل البرلمان وحيداً، وإنما يريد ترشيح الأرثوذكسي في عاليه، والماروني في الشوف، بعدما تبيّن أن هناك صعوبة بترشيح شقيق زوجته الوزير الأسبق مروان خير الدين في حاصبيا مكان خاله النائب أنور الخليل، وكذلك، برزت صعوبة مماثلة في ترشيح خير الدين في بيروت أيضاً، على اعتبار أن هذا الموقع سيكون توافقياً بين الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط.

ويؤكد المقرّبون من المختارة، بأنه مهما كانت الظروف، وحتى ولو أقدم الوزير إرسلان على ترشيح لائحة أخرى، فإن النائب جنبلاط لن يقدم على ترشيح الدرزي الثاني في عاليه، وذلك حفاظاً على الخصوصية الدرزية، وعلى الوحدة بين أبناء الجبل، وكي لا ينعكس ذلك خصومة سياسية وخلافات، على الرغم من التباينات السياسية الكبيرة بين المختارة وخلدة.

ويبقى أخيراً أن جنبلاط، بات على مسافة قريبة من إنجاز عملية الترشيحات في بيروت والمتن الجنوبي، حيث لا تزال الإتصالات التي يجريها مع المعنيين مستمرة في ضوء وجود هامش تغييري كبير سيقدم عليه «أبو تيمور»، وتحديداً على مستوى المحازبين.

وفي سياق متصل، وعلى الرغم من أن جنبلاط، يتجنّب الدخول في أي مواجهة سياسية أو إنتخابية مع «حزب الله»، فإن هناك كلاماً كثيراً حول عدم ممانعته أي تنسيق إنتخابي مع الحزب، وذلك ربطاً بالظروف السياسية الحسّاسة في لبنان والمنطقة، حتى أنه قد يتحالف أو يتبادل الأصوات مع «حزب الله» في البقاع الغربي أو بيروت، إذا اقتضت الظروف ذلك.