Site icon IMLebanon

الكتائب يعلن مرشحيه مطلع شباط بمهرجان شعبي

كتبت صونيا رزق في صحيفة “الديار”:

مع بدء العدّ العكسي للانتخابات النيابية وإنطلاق قطارها في إتجاه شهر أيار المقبل، تتسارع التحضيرات لإطلاق اسماء المرشحين ضمن مختلف الاحزاب اللبنانية، إضافة الى رسم خريطة التحالفات التي يتطلع إليها كل فريق سياسي. انطلاقاً من هنا تعمل الماكينات الانتخابية في كل المناطق لكنها تتريّث عن كشف اوراقها في انتظار الاسابيع المقبلة لتبنى على الشيء مقتضاه. ومن ضمن هذه الاحزاب يعمل حزب الكتائب اليوم على نار انتخابية حامية بحيث بات البيت المركزي في الصيفي خلية نحل يشرف عليها رئيس الحزب النائب سامي الجميل مع مجموعة كبيرة من المعاونين، إضافة الى حركة ناشطة في اقاليم واقسام الحزب من خلال إستطلاع آراء المسؤولين الحزبييّن من قبل لجنة مؤلّفة من أعضاء المكتب السياسي والقياديّين والأمانة العامة، تقوم بجولة على مسؤولي الحزب في المناطق والاقضية والدوائر كافة، لسماع الآراء والاقتراحات حول العملية الانتخابية بشكل عام من التحالفات الى الترشيحات، وصولاً الى الشخصيات المستقلة التي يُمكن التعاون معها، على ان ترفع هذه اللجنة تقاريرها الى الأمين العام للحزب ويُصار الى مناقشتها في لجنة آلية الترشح للانتخابات، ومن ثم ترفع الى رئيس الحزب الذي بدوره يطرحها على أعضاء المكتب السياسي.

وفي هذا الاطار يشير نائب الامين العام لحزب الكتائب باتريك ريشا الى ان المكتب السياسي الكتائبي كلّفه بإدارة الانتخابات والعمل جار على صعيد الماكينة والاقاليم الكتائبية، وسنتواجد في كل المناطق حيث لنا اقسام لجسّ نبض الشارع ورصد آراء الكتائبيين في الترشيحات،. وقال: «عملنا مقسّم على مراحل عدة: اولاً تحضيرنا للحملة الدعائية على الطرقات ومواقع التواصل الاجتماعي، وستكلَّل مطلع شباط المقبل بمهرجان حزبي حاشد جداً من حيث المضمون والشكل والتواجد الشعبي، ثانياً: العمل التقني اي تنقيح لوائح الشطب ومعرفة حجم القوى السياسية داخل المناطق لتحديد كيفية التحالف، ثالثاً: سنقدّم طريقة جديدة بمقاربة الانتخابات تسمّى الحملات المباشرة التي بدأناها عبر حملة «ناس 2018» التي انطلقت من خلال الاستماع الى هواجس ومشاكل اللبنانيين وتمّت تعبئة اكثر من6000 استمارة حدّد فيها اللبنانيون هواجسهم والمشاكل على الصعيد المناطقي، وقد اخذناها بعين الاعتبار ونحن اليوم في طور صياغة المشروع الانتخابي».

ولفت ريشا الى ان حزب الكتائب سيخوض الانتخابات مع مَن يتفق معه في السياسة، أي ان اللوائح التي سنؤلّفها ستمثّل خطنا السياسي وسنتحالف مع مَن يشبهنا ، وسنترشّح على أساس مشروع انتخابي واضح المعالم، وستنتشر حملة «ناس 2018» على الطرقات ابتداءً من اول شباط المقبل لتفسيره وتوزيعه بمؤازرة المرشحين.

خشية من التأجيل

وعن تخلي السلطة عن الاصلاحات في قانون الانتخابات، قال: «ان عدم الكفاءة التي نشهدها منذ سنوات طالت ايضا قانون الانتخابات، وكلنا نذكر بأي جو وُضِع القانون وكيف سُلق بآخر لحظة، ولطالما تخوّفنا من ان يكون بند البطاقة الممغنطة احد اسباب إلغاء اوتأجيل الانتخابات، كما ان الحملة الدعائية في مسألة المغتربين بدأت قبل 3 اسابيع من اقفال مهلة التسجيل الذي نطالب بأن يُعاد فتح بابه في السفارات، ونخشى من ان يكون موضوع الميغاسنتر وتقريب اقلام الاقتراع من المواطن حجة لتزوير بعض النتائج لان مندوبيّ الاقلام لا يعرفون الناخب».

واعرب ريشا عن خشيته من ان يكون السجال داخل هيئة تطبيق قانون الانتخابات تحضيرا لتأجيل الانتخابات على الرغم من غياب المعطيات، لكن فتح سجال تعديل القانون قبل 3 أشهر يذكّرنا بالتأجيلات الثلاثة، لنسِر بالقانون كما تمّ بته ونخُض الانتخابات».

واكد معارضة الكتائب لنهج النكايات وتصفية الحسابات الحاصلة في السياسة والتي تؤثر بشكل مباشر على المواطن في أمنه ومعيشته، معتبراً انه يتم التعاطي مع الناخب كـ «بلوك» وهوما كان في قانون 1960. لافتاً الى ان اعداداً هائلة من الناس تنتظر الخيار البديل القادر على خلق الجوالتغييّري في البلد، ورأى بأن الكتائب ومن خلال خمسة نواب اثبتت انها قادرة على خلق معارضة بنّاءة ولعب دور رقابي في تصحيح المسار، وانطلاقاً من هنا اعطى الاداء المعارض املاً للناس لان 20 نائباً بنفس تغييّري قادرون على بناء لبنان جديد على قدر طموحات شبابه.

العلاقة مع المجتمع المدني

ريشا شرح بإسهاب العلاقة مع المجتمع المدني، وقال: «نحن أبناء نضال وتظاهرات والجوالحزبي كان مشاركاَ في تظاهرات المجتمع المدني في ملف النفايات، وفي ظل معارضة وزرائنا في الحكومة كانت هنالك رغبة حزبية شبابية بأن نكون في قلب التظاهرات، وكنا حينها نواجَه مع القائمين على التظاهرات بأننا داخل الحكم، ولكن عندما اعتمدت الحكومة مبدأ «مرقلي تمرقلك» كنا كحزب منسجمين مع انفسنا ومع خطابنا وانسحبنا من الحكومة، وعندها بدأ التعاطي مع القائمين على التحركات ونبض الشارع من الندّ للندّ، وبرهنّا بأن اقوالنا تقترن بالافعال وبأننا متصالحون مع انفسنا». لافتاً الى ان التنسيق قائم مع كل قوى الحراك بملفات الاصلاح والفساد وتكللت الجهود بتظاهرة 19 آذار 2017 التي أسقطت الضرائب، وبالتالي فالتنسيق بين الكتائب ومجموعات الحراك في القضايا الاجتماعية مطلق وتام دون استثناء.

وكشف بأن حزب الكتائب جزء من تجمّع ولقاء «منتدى بيروت» الذي عقد لقاءه الاخير في كانون الاول، ويضمّ العشرات من الشخصيات المناضلة واكثر من 22 تجمّعاً سياسياً، وقال: «ننسّق معهم يداً بيد ووضعنا آلية داخلية ستُطرح الاسبوع المقبل كيفية ادارة المعركة الانتخابية والترشيحات، وهنالك عهد بيننا بأن نضع الحسابات الشخصية جانباً ونفكّر بالمصلحة العامة»، معتبراً بأن المنتدى مساحة لقاء والتقاء بين راغبين في التغييَر تحت شعار «سياديون تجديديون».

بعض المساعي مع «القوات»

وعن التحالف مع بعض اركان السلطة، أوضح ريشا ان هناك بعض المساعي مع القوات اللبنانية عبر قنوات معيّنة بعد أزمتها مع السلطة، ورئيس الحزب النائب سامي الجميّل واضح بأننا سنعمل مع من يلتقي معنا في الثوابت، وقال: «على مَن سار بالصفقة الرئاسية ان يعيد حساباته ويعيد النظر في المسار الاخير، ويقوم بإعادة تموضع وعندها نتشاور مع الشركاء ونضع أسس خوض الانتخابات، ولكننا نترك الامور ومساعي الخير تسير بهدوء مع عدم تضخيم الصورة، مؤكدأ بأن الحزب سيخوض المعركة في الدوائر الخمس عشرة مباشرة ونحن لا نميّز بين حزبي وصديق مقتنع بمبادئنا.

وحول أجواء المغتربين الانتخابية، اشار الى ان خطاب الكتائب اليوم يؤثّر على المغترب اللبناني ويعطيه الامل بالتغييّر في لبنان، وثمة آذان صاغية في الاغتراب للكتائب، ورفاقنا في الهيئة الاغترابية يعملون ليلاً نهاراً للتواصل مع اللبنانيين في الانتشار وتنظيم الماكينة الانتخابية».

مال انتخابي وضغوط

وعن تدّخل السلطة في الانتخابات والخشية من التزوير، قال ريشا: «نسمع أخباراً عن المال الانتخابي المشبوه وعن ضغط من بعض الاجهزة على رؤساء بلديات، لذا نقول للناس استفيدوا ولكن قوموا بقناعاتكم وراء العازل، لان الورقة التي تضعونها في الصندوق ستؤمّن لكم مستقبلكم ومستقبل اولادكم».

وختم: «في السياسة لا مكان للأصدقاء الدائمين ولا للخصوم الدائمين وهناك ثوابت، واليوم نخوض معركة المعارضة في وجه السلطة الحاكمة على أسس واضحة أولها، سيادة لبنان وحصرية السلاح في يد الدولة وعدم انتهاك الأراضي اللبنانية، إضافة إلى معركة الاصلاح والتجديد في الأداء والوجوه وكل هذا واضح في خطابنا السياسي».