كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
وفق أطباء السكري والغدد الصماء، فإنّ مرحلة ما قبل السكري تعني أنّ معدل السكر في الدم هو أعلى من الطبيعي ولكنه لم يبلغ بعد الرقم الذي على أساسه يتمّ تشخيص الإصابة بالسكري.
غير أنّ المشكلة تكمن في صعوبة معرفة معاناة هذه الحالة لأنها لا تسبّب عادةً أيَّ عارض، فيأتي التشخيص الطبي فقط بعد إجراء فحص دم.
لكن على رغم ذلك، هناك مجموعة علامات يجب الانتباه إليها بما أنها قد تُشير إلى أنكم في طريقكم إلى مرحلة ما قبل السكري أو أنكم قد بلغتموها أساساً:
معاناة كيلوغرامات إضافية
إمتلاك دهون إضافية، خصوصاً في محيط الخصر، يزيد احتمال تعرّضكم لمقاومة الإنسولين التي تُعتبر عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكري. تؤدي زيادة الوزن إلى الضغط على البنكرياس لإنتاج كمية كافية من الإنسولين وتجعل من الصعب على الإنسولين القيام بوظائفها. عندما يكون البطن الجزء الأكبر الذي تتمركز فيه الكيلوغرامات الإضافية، يعني ذلك أنكم تملكون دهوناً حول أعضائكم، ما يجعلكم تقتربون أكثر من خطر السكري.
تغيّرات جلدية
يمكن لمرحلة ما قبل السكري أن تظهر عند بعض الأشخاص بشكل أخفّ من الأعراض المرتبطة بالسكري، كالشعور بالعطش أو زيادة الحاجة إلى التبوّل، جنباً إلى مشكلات جلدية كتغيّر اللون. قد يشكو بعض المصابين بما قبل السكري من علامات مقاومة الإنسولين كاسوداد جلد الإبط أو الجزء الخلفي من العنق وجوانبه، أو نموّ الكثير من الجلد الصغير في هذه الأماكن.
الإنغماس في السكر
الإفراط في تناول الحلويات يعرّضكم حتماً لما قبل السكري. في حين أنه يجب البدء بخفض كمية السكاكر المستهلكة، إلّا أنه في المقابل يجب عدم غضّ النظر عن الكربوهيدرات المكرّرة، كالخبز الأبيض والأرزّ الأبيض والمعكرونة البيضاء، التي تعبث في الوزن ومستويات السكر في الدم. لذلك لا بدّ من وضع حدّ لهذه المواد الغذائية، واستبدالها بمصادر الكربوهيدرات المعقّدة كالحبوب الكاملة، جنباً إلى البروتينات، والخضار.
قلّة الحركة
يساعد النشاط البدني المنتظم الجسم على استخدام الإنسولين بفاعلية أكبر والحفاظ على وزن صحّي، ما يخفّض في المقابل خطر الإصابة بما قبل السكري والسكري. إذا كان الخمول هو صديقكم اليومي، إحرصوا بدايةً على المشي 3 مرّات في اليوم لمدّة 10 دقائق كل واحدة. وبعد الاعتياد على ذلك واستشارة الطبيب، لا تتردّدوا في إطالة المدة لبلوغ ما لا يقلّ عن 150 دقيقة من الرياضة المعتدلة أسبوعياً.
التقدّم في العمر
مع مرور السنوات تصبحون أكثر عرضة لمشكلات عدة، بما فيها مرحلة ما قبل السكري. لذلك تنصح الجمعية الأميركية للسكري الأطباء بإجراء اختبار لما قبل السكري للبالغين الذين تخطّوا 45 عاماً. إستشيروا طبيبكم بانتظام لضمان سيطرتكم على مستويات السكر في الدم.
معاناة اضطرابات السكر سابقاً
النساء اللواتي شُخِّصن بسكري الحمل خلال حملهنّ لا يرجعن بالضبط إلى «الطبيعي» بعد ولادة أطفالهنّ. حتّى إذا بلغ السكر في الدم معدّلاً جيداً بعد الولادة، فإنّ خطر الإصابة بالسكري أو ما قبل هذه المرحلة يبقى مرتفعاً في وقت لاحق من الحياة. كذلك الأمر إذا تمّ إنجاب طفل يزن أكثر من 4 كلغ عند الولادة. يُذكر أنّ التاريخ العائلي يلعب بدوره دوراً مهمّاً، بحيث إنّ توافر السكري في شجرة العائلة يجعلكم أكثر عرضة لما قبل السكري.
سوء النوم
العجز عن النوم جيداً يجعلكم تكتسبون وزناً إضافياً، ما يرفع خطر دخولكم مرحلة ما قبل السكري. ناهيك عن أنّ اضطرابات النوم، كانقطاع التنفّس أثناء النوم، قد تؤثر سلباً في مستويات السكر في الدم. تحدّثوا إلى طبيبكم إذا كنتم تعجزون عن توفير ساعات نوم هنيئة، فمعالجة مشكلات نومكم قد تساعدكم على البقاء بعيداً من السكري.