Site icon IMLebanon

الحسابات الانتخابية تعيد “القوات” إلى الواجهة!

شهد مقر حزب “القوات اللبنانية” حركية لافتة في الأيام الأخيرة، بسبب زحمة الوفود التي تقاطرت للقاء رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، بدءا بـ”تيار المستقبل”، فـ”اللقاء الديمقراطي” مرورا بحزب “الكتائب” وأخيرا وليس آخرا “التيار الوطني الحر”.

وربط البعض هذا الاهتمام المفاجئ بحزب “القوات” بعد الحملة التي قادها “حزب الله” لعزله، بانطلاقة ورشة بناء التحالفات الانتخابية للاستحقاق المصيري المتمثل في الانتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل.

والتقى جعجع الاثنين عضو كتلة “التغيير والإصلاح” النائب جوزيف خليل، وسط معطيات تفيد بأن الهدف من اللقاء هو التحضير لاجتماع قريب بين رئيس حزب “القوات” ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.

وعرفت الأشهر الماضية توترا كبيرا بين الجانبين على خلفية رؤية كل منهما المتباينة لأزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وقد حرص “التيار الوطني الحر” على الدوس على الجرح مع “القوات”، ما فهم منه أن “التيار” يتبنى وجهة نظر خصوم “القوات” في إقصاء الأخير أو أقله تحجيمه سياسيا.

وكاد هذا التوتر أن يعصف بورقة التفاهم التي أبرمها الطرفان المسيحيان في حزيران 2015، والتي شكلت أرضية لطي صفحة العداء بينهما الذي امتد لعقود وسط آمال من جمهورهما في أن تتطور هذه الوثيقة إلى تحالف استراتيجي، ثبت أنه غير ممكن، في ظل الحالة التنافسية بينهما، وأن تقاربهما مرتبط أساسا بتقاطعات معينة مثل الانتخابات النيابية، وهو ما يبدو أنه قاد “التيار الوطني الحر” اليوم لإعادة حبل التواصل مع معراب.

نفس الشيء بالنسبة لـ”تيار المستقبل”، فبعد توتر دام لأشهر مع “القوات” على خلفية ما أحدثته أزمة الاستقالة من خدوش، قرر التيار الأزرق فتح صفحة جديدة مع الحليف القواتي، عبر إرسال موفد هو الوزير غطاس خوري.

ويرى مراقبون أن هذا السباق نحو معراب متوقع بالنظر للثقل الذي يتمتع به حزب “القوات” في الكثير من المناطق، وبالتالي التحالف معه سيكون مهما جدا من السير في خيار استعدائه خاصة وأن الكثير من الأطراف تسعى لاستمالته.