كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
جال وفدٌ قيادي من «حماس» في لبنان برئاسة ممثلها علي بركة على النائب بهية الحريري، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادة، قائد منطقة الجنوب الإقليمية لقوى الامن الداخلي العميد سمير شحادة، رئيس شعبة المعلومات في الجنوب العقيد زاهر عاصي، مسؤول شعبة معلومات الأمن العام في الجنوب العقيد علي حطيط، مسؤول منطقة صيدا في «حزب الله» الشيخ زيد ضاهر، عضو المكتب السياسي في حركة «أمل» بسام الكجك، نائب رئيس المكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في لبنان بسام حمود، وبحث معهم في محاولة الاغتيال التي تعرّض لها حمدان.
وقد رفض بركة الخوض في تفاصيل التحقيقات التي تجريها مخابرات الجيش اللبناني، «لأنّ الجيش هو المعني باستكمال هذه التحقيقات ونحن على تواصل مستمر»، مضيفاً: «أكّدنا خلال جولتنا أنّ هذا الاستهداف ليس لـ«حماس» وحدها بل للوجود الفلسطيني في لبنان وللسلم الأهلي وسيادة لبنان، وهذا يتطلّب من الجميع التعاون مع الأجهزة الأمنية كافة للوصول الى كشف كامل الملابسات والخيوط والأصابع التي اشتركت في هذه الجريمة».
وأكّد بركة «أنّ الحركة حريصة على السلم الأهلي في لبنان وعلى أمن لبنان واستقراره، وأنها لن تنجرَّ الى أيّ معارك خارجية مع الكيان الصيهوني».
وخلال لقاء حمود، طالب الوفد الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية «الإسراع في كشف الفاعلين والمبادرة الى رفع شكوى ضدّ الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة لخرقه السيادة اللبنانية».
من جهته، قال المسؤول الإعلامي لـ«حماس» في لبنان وليد الكيلاني لـ«الجمهورية» إنّ «البصمات تؤكّد أنّ الأيادي الإسرائيلية تقف خلف الانفجار، ونترك التحقيقات والإجراءات الأمنية والتحاليل للقوى الأمنية والعسكرية اللبنانية لتصوب أصابع الاتّهام، وهذه ليست المرة الاولى التي تُستهدَف فيها كوادر «حماس» في الخارج، فقد أعلنت إسرائيل مسؤوليّتها عن استهدافات سابقة، وهذا صراع بيننا وبين هذا العدوّ الصهيوني حتى ندحره من أرضنا وهذا درب المقاومة وهذه ضريبتها».
السعودي يتفقّد الأضرار
وفي السياق، تفقّد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي مكان الإنفجار وعاين الأضرار في منازل مجاورة عدة وفي ثانوية الإيمان الإسلامية، مؤكِّداً أنّ «كل الخيوط تدلّ على أنّ الموساد الإسرائيلي يقف خلف عملية التفجير».
وأشار إلى أنه «كلف الدائرة الهندسية في بلدية صيدا برئاسة الدكتور زياد الحكواتي القيام بمسح شامل للأضرار، واللجنة المختصّة ستجول على جميع المتضرّرين لتسجيلها من أجل درسها وتحديد ما يمكن القيام به تجاه المتضرّرين».
كما نوّه السعودي بـ«جهوزية فرق فوج إطفاء صيدا والدفاع المدني والشرطة البلدية وفرق الإسعاف التي هرعت إلى المكان لإطفاء الحريق في السيارة المستهدَفة ومنع إمتداده، ولمد يدّ المساعدة للأهالي، وبمبادرة مجلس الجنوب بإيفاد لجنة مسح الأضرار التي باشرت عملها ميدانياً».
أما مدير «ثانوية الإيمان» كامل كزبر، فقال: «الله سبحانه لطف وهذا الانفجار حصل يوم الأحد من دون وجود طلاب، وعادةً تكون هناك أنشطة في المدرسة حتى ايام عطلة نهاية الأسبوع ولكن بسبب الامتحانات لم يكن هناك أيُّ نشاط، وقد اقتصرت الاضرار على الماديات وهذا أهم شيء». وشكر جميع المعنيين والمسؤولين وعلى رأسهم السعودي، «ونتمنّى ألّا يتكرّر هذا الامر، وهذه المنطقة سكنيّة بامتياز ولا يوجد فيها أيُّ شيء امني».
الى ذلك، دانت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» محاولة الاغتيال، واعتبرتها «عملية توتير أمني جديدة لا يستفيد منها إلّا العدوّ الإسرائيلي الذي يسعى دائماً الى تعكير صفو الأمن والاستقرار الذي تشهده مدينة صيدا والمخيمات».
وطالبت الأجهزة المعنيّة بـ«كشف ملابسات هذه العملية وملاحقة المنفّذين والمخطّطين»، معتبرةً أنّ «هذه العملية تستهدف اولاً واخيراً العلاقات الفلسطينية – اللبنانية، والفلسطينية الداخلية وإحداث شرخ في حال الاستقرار التي تعيشها المخيمات وعلاقاتها مع الجوار، خصوصاً في هذه المرحلة التي تتعزّز فيها أشكال التعاون والتنسيق اللبناني الفلسطيني في كل ما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين».