اللائحة القوية في النظام النسبي لم تعد هي المعيار للفوز في ظل النظام الحالي الذي يصفه غالبية المرشحين بالنظام الجديد والغامض، والذي يعتمد على القوة التجييرية للمرشّح نفسه وعلى الاصوات التفضيلية.
وهم لذلك، وبغالبيتهم، يفضّلون التريّث فيما البعض الآخر يفكر جدياً بتشكيل لوائح مستقلة مثل المهندس نعمت افرام، فيما يفضّل البعض الآخر الاعتكاف على خوض معارك غير محسومة مثل الوزير السابق زياد بارود التي تشير أوساطه الى انه لن يستفيد هو من الصوت التفضيلي الذي سيصوّت لمرشح «التيار الوطني الحر» فيما سيفيد هو اللائحة من خلال أصواته التجييرية.
المرشح نعمت افرام الذي كان السبّاق في ترشيحه تراه اليوم يتردد في حسم قراره. وعند سؤاله، يستغرب الامر مؤكداً انه ليس متردداً كما يقال وانه مرشح للانتخابات النيابية المقبلة حتى النهاية، ولا صحة للعروض التي يروّج البعض لها والتي ترجّح بأنه يساوم مقابل انسحابه من الحلبة النيابية للحصول على حقيبة وزارية «فأنا قد أكون مرشحاً للاثنين معاً، اذ لا شيء يمنع الامر بعكس باقي المرشحين».
افرام معجب بالقانون الجديد، ويعتبر انه أنهى مهمته في ادارة اندفكو وإطلاقها من جيل الى جيل، وتحويلها الى اكبر مؤسسات المنطقة. فيما أولوياته اليوم تبدّلت، ورسالته جَعل العالم يرى نجاح الفرد من خلال نجاح الجماعة في بناء الدولة، وهذه رسالة بالنسبة له.
يكشف افرام لـ«الجمهورية» انّ هدفه في الحياة لم يعد في عالم الاقتصاد بل تحقيق رسالة، وهي بناء وطن يشبه نجاح اللبنانيين. وهذه الرسالة لن تتحقق الّا بدخول اشخاص محترفين الى المجلس النيابي، لإرساء آلاف القوانين بنفس اجتماعي وإداري واقتصادي ناجح لبناء الوطن.
ويشيد افرام بالعهد، ويتّكِل على طبيعة رئيس الجمهورية التي تساعد على التغيير، لأنها تكسر الاعراف السائدة وتدعم الطاقات المحترفة التي يحتاجها المجلس النيابي في لبنان.
ويعتبر افرام انّ الأخصام يستفيدون من إشاعة خبر تردده في خوض المعركة لإضعافه. وبرأيه، لا يمكن رفض مشاركة العهد في قيام الدولة انما التفاوض اليوم هو سيّد الساحة، ولا يزال هناك وقت قبل القرار النهائي، لا سيما انه في إطار العمل على تحديد قوّته الفعلية في الصوت التفضيلي، التي يثق بحجمها إلا أنه حتى اليوم يجهلها عملياً.
ويؤكد انّ جميع المرشحين يجهلونها أيضاً ولَو ادّعوا عكس ذلك، معتبراً انّ القانون الجديد يجهل لعبته الجميع، بما فيه نتائجه، حتى لو ادّعى الجميع عكس ذلك. وهذا القانون هو برأيه الأقرب الى الـ ONE MEN ONE VOTE، اذ انّ التحالفات ليست هي الأهم فيه بل المهم فيه مدى القدرة الفعلية لحصد الاصوات التفضيلية.
امّا حليف افرام في الإنتخابات المقبلة فهو الصوت التفضيلي فقط، ويتم التفاوض مع الجميع. لذلك هو لم يتخذ حتى الساعة قراره، وما زال يتفاوض مع التيار إنما في الوقت نفسه يدرس حساباته التي ترجّح ايضاً تحالفه مع الكتائب اللبنانية، وربما مع وجوه كسروانية عريقة قد تضمّ فريد هيكل الخازن ووجوه أخرى بارزة.
وفي إشارة الى امكانية تحالف افرام مع النائب السابق فريد هيكل الخازن معلومات عن تلبيتهما سوياً دعوة الى عشاء عائلي، خصوصاً انهما عَديلان، والمرجح قيام لائحة مقابلة للائحتي التيار والقوات، هي في قيد التشاور وقد تَضم افرام مع الكتائب اللبنانية وفريد هيكل الخازن وربما فارس سعيد وآخرين.
يعتبر افرام انّ القانون الجديد يتعلّمه الجميع، وبرأيه الاتفاقيات لن تحسم الّا قبل ثلاثة ايام فقط من إعلان اللوائح، لأنّ القانون يرجّح كفّة المرشح الذي يمكنه يومياً اضافة 10 أصوات تفضيلية على حسابه الشخصي، واذا تمكّن من ذلك تتغيّر شروطه ضمن اللائحة.
ويوضِح انّ 95 % من حسم نتيجة التفوّق ضمن هذا القانون هو للصوت التفضيلي، لا سيما في منطقة كسروان. وعندما يتكاثر عدد المرشحين الذين يعتبرون ضعفاء، أي الذين يقدرون على تحصيل 3000 صوت فقط، فيما الشيعي القوي مع الاقوياء في كسروان، عندها ستفوز اللائحة بمقاعد كسروان ويخسر الشيعي، إنما الذي سيفوز فهو الشيعي من اللائحة الضعيفة التي لا تتضمن مرشحين اقوياء إنما حاصلها الانتخابي عال، اي لا تفوز القوة من اللائحة الكسروانية بل يفوز الشيعي الضعيف.
فيما تختلف هذه القاعدة في كسروان لأنها تختلف عن جبيل، فالفائز في كسروان هو الصوت التفصيلي، لأنّ حيثية الصوت التفضيلي في كسروان، وبمعنى آخر التيار الوطني الحر، لن يكون قادراً على التحكّم بحيثية الصوت التفضيلي في كسروان مثل تحكّم الشيعة بحيثية الصوت التفضيلي في جبيل.
يتّكل افرام على قوّته بحصد الأصوات التفضيلية بسبب اتّصاله اليومي المباشر مع الناس، ملمّحاً إلى أنّ الاحزاب لا يجب أن تتّكل على أصوات مؤيديها، إذ إنّ مجموع الاصوات الحزبية حسب الإحصاءات التي أجراها الخبير ربيع الهبر، حسب قول افرام، وهي ليست بجديدة، تقول إنّ الصوت التفضيلي بكسروان للأحزاب يشكّل حوالي الـ 5 في المئة من الأصوات.
يتواصل افرام اليوم مع التيار، ولا يَعتبر روكز رئيساً للائحة، بل هناك مرشّحون ضمن قائمة، وهو أحد مرشّيحها، والأمور قد «تفرط» في أيّ لحظة.
ويضيف: الأمر لا يخلو من إعادة التقرّب من القوات التي أبلغها افرام بأنّ التباحث في موضوع الانتخابات النيابية يتمّ في الوقت المناسب. ويبدو حسب قول افرام، أنّ هذا الوقت المناسب يقترب، ويضيف: نحن في نِصف المفاوضات مع جميع الأفرقاء لتركيب اللوائح، وهناك كلام كثير وكثير من التفاصيل التي يتكلم فيها فقط المحترفون وأنا منهم، حسب تعبير افرام، ولا أقبل عدمَ الوضوح في جميع التفاصيل. وهي ليست للعلن إنّما هي تُبحث في الاجتماعات السرّية، وكلّما نُنجز واحدةً نتكلم فيها، وهي ليست ملزِمة.
لا يُنكر افرام أنّه لن يتواجد في لائحة تضمّ النائبَ السابق منصور غانم البون، ويفضّل عدم التحالف معه.
ويبدو حتى اللحظة أنّ تحالف روكز والبون ليس محسوماً، خصوصاً بعد شيوع رفضِ القاعدة العونية انضمامَ البون الى لائحة روكز، وهي لم تهضم الفكرةَ بحجّة أنّ البون لا لونَ محدّداً له ولا يمكن في يوم أن يكون مع التكتل ولا مع التيار، في حين لا تُعارض الأوساط العونية ترشُّحَ زوجتِه سيلفانا شيحا. في الوقت الذي يُعتبر منزل البون محجّاً لكلّ كسرواني يَطلب الخدمات أو يحتاج نائباً يقف إلى جانبه.
فيما تفيد المعلومات بأنّ اليد الخفية التي تحاول تقريبَ البون من روكز هي رَجلُ الأعمال أنطوان صحناوي الذي ساعد البون في إتمام عملية جراحية كبيرة في فرنسا، وهو الأمر الذي زاد من غيظِ العونيين الملتزمين الرافضين انضمامَ بون الى لائحة روكز.
يدٌ أخرى ليست بخفيّة تدعَم اللائحة الكسروانية تتمثّل برئيس بلدية جونيه الحالي جوان حبيش، وهو أمرٌ ليس بخفي، إذ يحاول حبيش جمعَ روكز بأغلبية المفاتيح الانتخابية الكسروانية، خصوصاً أنّ روكز يبقى غريباً عن البيوتات الكسروانية بغَضّ النظر عن اعتبارات روكز ومناصريه الذين يعتبرون أن روكز هو ابنُ المؤسسة العسكرية اللبنانية الجامعة للوطن بكامله وأنّ كسروان هي نبضُ مقاومةِ التيار الوطني الحر، فإنّ روكز ما زال يَجهل عقلية أهلِ كسروان الذين طالما اتُّهِموا بتعييرهم للغرباء عن مناطقهم.
ومِن هذا المنطلق يحاول حبيش جمعَ روكز بهذه الفعاليات والبيوتات الكسروانية. كما أنه يحاول تجييرَ مفاتيح أصوات البلديات إلى روكز، الأمر الذي اعتبَره مؤيّدو افرام، خصم حبيش اللدود، مِن أبرز الأسباب التي تردع افرام عن اتّخاذ قرار الانضمام إلى لائحة روكز.
أخبار لوائح كسروان
المعلومات ترجّح أنّ ثلاث أو أربعَ لوائح يُعمل عليها في كسروان: لائحة التيار– لائحة القوات، لائحة خاصة يَعمل عليها المرشّح نعمت افرام وهو لم يُظهرها حتى اللحظة لأنها قد تنضمّ إلى لائحة حزبية، والمعلومات تقول إنّ افرام يَبحث مع الفرقاء المفترَضين كي يضمّهم إلى هذه اللائحة قبل قرار المشاركة مع لائحة التيار أو عدمها.
وبالنسبة للمرشّح النائب فريد الياس الخازن، يقال إنّ خلافاً وقعَ بينه وبين بلدية كفردبيان تؤثر حكماً على أصواته التفضيلية، إذ إنّ مثلّث الرعب الذي يتمثّل بـ 4 آلاف صوت من مزرعة كفرذبيان و بـ 4 آلاف صوت من حراجل و1800 صوت من فاريا، يَحسب له كافة المرشحين حساب.
لائحة التيار أم لائحة التكتل؟
يبقى السؤال: الصوت التفضيلي في التيار لمن يكون؟ لمرشّح التكتل أو لمرشّح الحزب؟ فالقانون الجديد يفرض منطقاً جديداً لا منطقَ المحادل، والقانون يُحفّز المواطنَ ليكون صوته فعّالاً أكثر، والتاريخ قد يشهد إذا كان واضعوا القانون مع الشعب، ولو خسروا بالقانون الذي وضعوه.
يبقى مرشّحان عونيّان يستعدّان للانضمام الى لائحة روكز، وهما روجيه عازار وأنطوان عطالله. القياديون في التيار الوطني يفضّلون المناضلَ الذي يحمل بطاقة ولو أنّه مموِّل ضعيف، فيما الذي موّل سابقاً التيار الوطني وما زال هو السيّد روجيه عازار الذي يُعتبَر حتى اللحظة حبيب التيار المدلّل والذي لا يرفض للتيار الوطني طلباً، إنّما هو ليس ملتزماً ببطاقة حزبية.
وبانتظار نتائج الإحصاءات بعد ثلاثة أسابيع، والتي ينتظرها أكثرُ المرشّحين والتي إتضح ان الخبير ربيع الهبر محورَها، فيقول الأخير إنّها ستُنجَز قريباً.
وبعد صدورها يبدو أنّ التحالفات النهائية ستُعلن، علماً أنّ الإحصاءات الأخيرة رجّحت أن يكون افرام وزياد بارود مِن بين المراكز الخمسة الأولى الحائزة على الأصوات التفضيلية.
ويبقى منتصف شباط هو المهلة الأخيرة لعدة أسباب:
أوّلاً: في القانون يجب على المرشّح إعلان ترشيحِه وتسجيلُه قبل 60 يوماً.
ثانياً: لأنّ اللوائح يجب أن تسجَّل إلزامياً قبل 40 يوماً كحدّ أقصى من الانتخابات، فالوقت لا يساعد إلّا إذا كان البعض ينتظر عيد مار مارون في منتصف شباط ليُلهمه.