كتبت ابتسام شديد في صحيفة “الديار”:
يدخل تفاهم معراب بعد يومين عامه الثاني وسط احداث ومتغيرات عصفت به وسببت شرخاً كبيراً في علاقة التيار والقوات كادت تطيح بالتفاهم من جذوره لولا تكويعة ما وقرار بضبضبة ملف الخلاف والسير نحو معادلات جديدة مختلفة عن المرحلة الماضية التي سادها التشنج بين الفريقين، وفي هذا الاطار «غط» الوفد القواتي في مقر التيار ليعقد خلوة تخللتها مراجعة ذاتية لاخطاء وارتكابات الطرفين بحق بعضهما، الخطوة الوقائية التي تأتي بعد المبادرة العونية الى معراب قد تثمر خطوات ايجابية من شأنها ترييح الوضع المسيحي والغاء معالم التشنج قبل استحقاق أياروفق اوساط قريبة من اللقاء لكنها بالمؤكد لن تصل الى التحالف الانتخابي الذي صار بعيداً جداًبعدما قطعت القوات والتيار مسافات في ارساء تفاهمات انتخابية خصوصاً وان القانون الجديد لا يناسبهما في التواجد على اللوائح نفسها اصلاً.
يحتاج سمير جعجع الى الكثير من التوضيحات في معرض الحوار القائم اليوم مع حليفه المسيحي ، ابرز ما يريد معرفته لماذا صب التيار غضبه في ازمة اختفاء الحريري على القوات فاتهمها اكثر مما فعل تيار المستقبل بالموضوع السعودي وضرب مسيرة العهد ، ولماذا اسقط التيار ورقة التوت التي كانت تحمي التفاهم في حينه. فيما يريد التيار ان يعرف كل شيىء عن موقف القوات ومعارضتها له في مجلس الوزراء والتصدي وعرقلة انجازات ومشاريع التيار في الحكومة.
وفي هذا الاطار يقول قواتيون ان رئيس القوات ابلغهم قراراً واضحاً بانه يرفض اللقاءات بالشكل وبالصورة سواء مع التيار او مع القوات وان كان ما جرى من بين المستقبل والقوات حسن صورة الوضع الشاذ الذي طغى على العلاقة، فيما كسرت اللقاءات العونية والقواتية الحظر والقطيعة بين الحليفين المسيحيين.
يتحدث قواتيون عن اشارات كثيرة ايجابية من معراب الى الحليف وسط الازمة، فالقوات اصلاً ميزت بين علاقتها بالتيار وعلاقتها ببعبدا فالتزمت الحياد في ملف الضباط حرصاً على عدم الدخول طرفاً في الازمة ولعدم اختلاق اشكاليات مع رئيس الجمهورية، فالوقوف ضد العهد في هذه المسألة يؤثر على وضعية التفاهم مع معراب وان كان الفريق الآخر لم يتردد بالضرب بالقوات من حيث يدري ولا يدري، فالقوات لم تجد من مصلحتها الدخول على خط ملف الضباط بعدما أرست تفاهماً مسيحياً ومصالحة مع المؤسسة العسكرية وعليه فان الوقوف موقف المتفرج في هذه القضية هو الخيار الأفضل الذي تعتمده ريثما يحصل تفاهم الرئاستين في ملف متشعب القراءات. الاشارة الاخرى تتمثل بالهدنة الاخيرة لوزراء القوات فاجتماع اللجنة الوزارية الاخير لمناقشة ملف الكهرباء حصل بدون توتر مما يؤشر الى بداية حلول للعلاقة.
اللقاءات بين القوات والتيار التي سيتم تفعيلها وضخها بالاوكسيجين مجدداً لا تعني الذهاب الى الانتخابات معاً، تقول مصادر الطرفين فاحياء المصالحة لا يشمل الملف الانتخابي، والنبش في التفاصيل الانتخابية يظهر ان الفريقين لا يحتاجان لبعضهما في الانتخابات بل سيتنافسان بضراوة في المناطق المسيحية للاسباب والمعطيات التالية:
ان التيار والقوات يأكلان في الصحن الانتخابي ذاته في المناطق المسيحية وقد سبق واعلنت القوات كما التيار معظم مرشحيهم في تلك المناطق في احتفالات معراب او بنتيجة الانتخابات الحزبية، وبالتالي فان العودة الى التحالف في الانتخابات غير مطروحة في سياق احياء التفاهم، لكن ذلك لا يلغي فكرة تبحثها القوات والتيار لتوفير التشنج الانتخابي في المناطق المسيحية.
ان التيار انجز تقريباً كل تحالفاته الانتخابية، فرئيسه مستمر بلقاءاته الانتخابية في الشمال والبقاع والجنوب، وقد انجز باسيل تفاهماته، وتحالفه مع المستقبل مؤكد فيما تكاد تحالفات القوات مع شخصيات مستقلة من 14 آذار ومن الكتائب ومع جنبلاط تصبح منتهية ايضابحسب طبيعة المعركة بكل دائرة ومعنى ذلك ان تحالفات التيارلا تلتقي مع تحالفات القوات.
اعلن التيار الوطني مرشحيه في مناطق حساسة اعتبرت استفزازاً لمشاعر المرشحيين القواتيين بعدم احترام مبدأ الشراكة وكذلك فعلت القوات باعلانها مرشحي »تحدي» للعونيين ايضاً وبالتالي ليس في امكان لا القوات ولا التيار سحب مرشحيهم من المعركة
ان العلاقة بين التيار الوطني الحر والسعودية لم تصطلح بعد، فيما هي في افضل اوقاتها بين معراب والمملكة، فالسفير السعودي خصص معراب في افتتاح جولاته على المسؤولين المسيحيين، فيما حمل السفير نفسه دعوة مفخخة الى الوزير جبران باسيل للمشاركة في مؤتمر للبحث في انتهاكات ايران.
وعليه اذا كانت المصالحة تستلزم المصارحة اولا، فان الواضح ان العلاقة تحتاج الى الكثير من المتابعة بدون شك، فان ثمة اشكاليات كثيرة تعيق التقدم كثيراً كالتنافس الذي سيقع في دائرة البترون وبشري والكورة وزغرتا عدا الطموحات الرئاسية واحلام كل من جعجع وباسيل المستقبلية لكن اهم ما يمكن تصوره هو حصول الانتخابات بدون توتير الساحة المسيحية، هذا قد يكون افضل الممكن بحسب اوساط الطرفين، الكلام عن مفاجأة انتخابية قد يكون في غير محله بحسب الاوساط لكن المفاجأة السياسية قد تكون واردة.