كتب آلان سركيس في صحيفة “الجمهورية”: دخلت البلاد أجواء الانتخابات النيابية، وباتت الترشيحات والتحالفات حديث الناس بدلاً من المشاكل والهموم التي يعانيها اللبناني مع كل صياح ديك.
حوَّل قانون الانتخاب الجديد المعركة النيابية، من معركة مرشّحين الى معركة تطاحن الأحزاب الكبرى، وأصبح كل مرشح، قوياً كان أو ضعيفاً، يفتّش عن لائحة تسمح له بالدخول الى الندوة البرلمانية. وما يُميّز المعركة المقبلة أيضاً، هو تراجع العناوين السياسية الكبرى لمصلحة الحسابات الإنتخابية بعدما بات «الكل صديق الكل»، باستثناء بعض الحالات النافرة.
تعيش كسروان حرب بورصات إنتخابية، المرشحون يلعبون «صولد وأكبر»، والجميع يسعى لحجز مقعد في تركيب اللوائح الكبرى. وعلى رغم أنّ العميد شامل روكز حدَّد الخطوط العريضة لمعركته ولائحته وتحالفاته، إلّا أنّ خطوته تركَت تردّدات خصوصاً داخل تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يُشكّل نواب كسروان عموده الفقري، وأبرز هذه التردّدات هو التخلي عن عدد من النواب الذين يملكون حيثيّة سياسية وعائلية في بلداتهم.
يختصر النائب يوسف خليل إحدى أهم الحالات التي قد تُسبّب أزمة لـ«التيار الوطني الحر» في حال التخلي عنه، بعدما شكّل رافعة للائحة «التغيير والإصلاح»، وأثبَتت نتائج الإنتخابات السابقة منذ عام 2000 حضوره الإنتخابي، وقد شكلت زيارته الى معراب مساء الإثنين ولقاؤه رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مؤشراً الى إمكانية نشوء تحالفات جديدة قد تقلب التوازنات الكسروانية الدقيقة.
وحسب تقديرات الماكينة الإنتخابية لـ«القوات»، فإنّ خليل يملك بين 4 و5 آلاف صوت تفضيلي وحده، وقد قال له جعجع هذا الرقم خلال الجلسة، فيما أشار خليل الى أنه قد يتخطى الـ7 آلاف صوت يمكن أن يرفد بها اللائحة التي يتحالف معها.
وما يزيد من قوة خليل عوامل عدة أبرزها، دعم عائلته التي لها امتدادات كسروانية وتصل الى 4 آلاف ناخب، إضافة الى بقية عائلات ميروبا، بلدته، وعائلات الجرد، ثم وجوده قرب الناس خصوصاً أنه طبيب، وهو صديق جعجع منذ أيام دراسة الطب وتربطه بالقواعد القواتية علاقة احترام متبادل.
لكن هل هناك احتمال لانتقاله الى خوض المعركة الى جانب «القوات» في كسروان؟ هذا السؤال يبقى رهن التطورات المقبلة إذ لا شيء نهائياً حتى الساعة.
وفي السياق يقول خليل لـ«الجمهورية»: «أنا صديق الجميع وليس لدي عداوة مع أحد، وما يحزّ في نفسي هو التعتيم الإعلامي وعدم التحدث معي في الإنتخابات من الفريق الذي ناضلتُ معه، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو صديقي، لكنّ المشكلة هي عند البعض الذي لا يريد إظهار يوسف خليل لأنه يملك حيثية شعبية ويأخذ من دربهم».
ويكشف خليل أنّ جلسته مع جعجع كانت ناجحة «وقطعنا كل مراحل الاتفاق على الانتخابات، وهناك بعض الاعتبارات الواجب مراعاتها، والاحتمال الأكبر أننا سنخوض الإنتخابات سوياً، وهذا لا يعني أنني قطعتُ علاقتي مع «التيار الوطني الحرّ»، بل هم لم يبحثوا معي حتى الساعة في ملفّ الإنتخابات، لذلك أريد الحفاظ على حيثيّتي السياسية والشعبية».
بعد التقاربات السياسية التي حصلت، يؤكد خليل أن «لا مانع لديه من الانضمام الى تكتل «القوات اللبنانية» في حال فوزه في المعركة النيابية، فأنا لم أتخلَّ عن مبادئي، وهناك نقاط كثيرة تجمعنا بـ«القوات»، لافتاً الى أنه «كان عضواً في تكتل «التغيير والإصلاح» لكنني لم أحمل بطاقة حزبية، ولا أرى مانعاً من التحالف مع «القوات»، فعندما أقدّم خدمة إنسانية، لا أفرّق بين قواتي أو عوني أو أيّ مواطن آخر».
وعلى رغم وجود أجواء توحي أنّ جرد كسروان يميل نحو «التيار الوطني الحر» ما يؤثّر على شعبية أيّ مرشح خارج هذا الخطّ، يستغرب خليل هذا الكلام، ويسأل: «من قال إنّ انضمامي الى لائحة «القوات» قد يُخفف شعبيّتي، بالعكس قد تزيد لأنّ الناس ستنتخب من يقف الى جانبها».
لا يزال هناك متّسع من الوقت لتركيب التحالفات وظهور لائحة «القوات» في كسروان – جبيل التي باتت تضمّ حتى الآن رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط ومرشّح الحزب في كسروان شوقي الدكاش، وإذا نجَحت المفاوضات قد ينضمّ إليها النائب يوسف خليل أو قد يكون هناك مرشحون آخرون، لكن كلّ ذلك يبقى رهن تطورات الأيام المقبلة، التي ربما تشهد مزيداً من الانتقالات.