تقول مصادر قريبة من الرئيس سعد الحريري لصحيفة “الأنباء” الكويتية إن الحريري الذي سيخسر العديد من النواب في دوائر البقاع الغربي، وصيدا – جزين، وزحلة وعكار، يواجه معركة إثبات وجود ومصير في بيروت (الدائرة الثانية) بالدرجة الأولى وفي دائرة طرابلس ـ المنية ـ الضنية بالدرجة الثانية، خصوصا ان الحريري يبدو مطمئنا لعودته الى رئاسة الحكومة حتى ولو تراجع بحدود كبيرة عدد نواب كتلته.
المعركة في طرابلس ـ المنية ـ الضنية بالنسبة للحريري هي معركة إثبات وجود أكثر مما هي معركة إعادة نفس نواب المستقبل الحاليين، فالمعركة في هذه الدائرة تشهد سخونة كبيرة بين ما لا يقل عن 3 أو 4 لوائح قوية، وبالتالي فالحريري لن يتمكن من الفوز بأكثر من 3 مقاعد في أحسن الأحوال.
إلا أن معركة العاصمة بالنسبة له هي العنوان الأبرز لاستمرار زعامته وتثبيتها، ولهذا يريد تجنب حصول خروقات كبيرة في لائحته في بيروت الثانية في ظل المعلومات عن توجهات لكل خصوم الحريري بتشكيل لوائح في هذه الدائرة، لكن بالنسبة له، يسعى لاستمالة جزء من الناخب الشيعي أو الدفع نحو التحالف مع الثنائي الشيعي على رغم الصعوبات التي تواجه هذا الأمر، على اعتبار أن الناخب الشيعي في بيروت يصل الى ٢٠% من عدد الناخبين، وهو لذلك يحرص على العلاقة مع بري، وعلى طمأنة “حزب الله”، كما أنه سيحاول إرضاء بعض القوى السنية في بيروت.
وتكشف معلومات أن الرئيس الحريري لمح في المرحلة الماضية أثناء نقاشاته مع ممثلي حركة «أمل» الى استعداده للدخول في تسوية حول المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة (حاصبيا- مرجعيون- بنت جبيل)، أي عدم ترشيح المستقبل سنيا في مواجهة النائب قاسم هاشم، في مقابل حصول الحريري على مقعد شيعي في دائرة بيروت الثانية.
هذا الطرح لم يلق تجاوبا في ظل اقتناع التحالف الشيعي بالقدرة على الاحتفاظ بالمقعد السني في حاصبيا- مرجعيون، والقدرة على حصد المقعدين الشيعيين في بيروت وأكثر، من دون أي تسوية.
لكن يبدو أن حركة “أمل” حسمت أمرها في ما يتعلق بالتحالف الانتخابي مع تيار المستقبل، وموقفها في هذا الشأن سلبي، وتختصره مصادرها بالقول: «ما بعد المرسوم بات مرسوما”.
وقرار عين التينة بشأن هذا التحالف ينطلق من معطيين: الأول سياسي يتعلق بعدم الثقة بالرئيس الحريري، والثاني انتخابي مرتبط بالتحالف المحتوم مع حزب لله في كل الدوائر.
تعود المصادر إلى كلام الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الذي حسم بأن «لا تحالف مع الحزب»، الأمر الذي «حررنا كحركة «أمل» من أي تحالف مع المستقبل”.
وتعتبر المصادر أن التحالف في الدوائر المشتركة ليس منطقيا.
ففي صيدا ـ جزين والبقاع الغربي وزحلة «نحن ندعم مرشحين معروفين لن يقبل بهم الحريري، فضلا عن أننا نجزم بأنه سيتحالف مع التيار الوطني الحر.
أما في بيروت، فسيكون لنا لائحة واحدة مع حزب الله وحلفائنا، وبالتالي لا يمكن أن تجمعنا لائحة واحدة».