IMLebanon

مطر: القدس ليست ملك رجل ولا ملك دولة!

رأى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر أنه “غير منطقي هو المشهد المطروح على بساط التاريخ لابناء ابراهيم أبي الآباء، عندما لا يشهدون معا وأمام العالم أجمع لرحمة الله الواسعة، ولا يلتقون على القدس بيت عبادة لوحدانيته ورمز سلام للبشرية المتعطشة بكل أطيافها الى السلام”.

وقال في مداخلة ألقاها، في الجلسة الثانية من مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس، بعنوان المسؤولية الدولية تجاه القدس”: “سوف لن يستقيم التاريخ الا بإعادة الحق الى نصابه والعدل الى محرابه في جو أخوة انسانية تسهم في قيامها كل الحضارات” معتبرا أن “هكذا شاء الله أن تتكون القدس عبر التاريخ وان تصير رمزا للسلام النازل من العلى، ومكانا يجمع اهل الايمان فيها ليشهدوا معا لهذا السلام ويعملوا من اجل إحلاله في الارض” مضيفا أنها “قد شيدت في رحابها أهم الرموز الدينية لابنائها، من الهيكل قديما الى كنيسة القيامة والى المسجد الاقصى، فصارت مدينة مقدسة لا يجوز ان يدخلها الناس الا خاشعين. فهم يحجون اليها حجا وليس لاحد ان يغتصبها اغتصابا”.

وأكد المطران مطر  أنه “في وهج هذه الحقائق، وامام إعلان القدس من قبل الرئيس الاميركي عاصمة لاسرائيل وحدها، نستنكر كل الاستنكار هذا القرار الذي اتخذه صاحبه دون وجه حق، وبتزوير لتاريخ القدس الشريف وبتشويه لرسالة مدينة السلام في العالم بأسره” معلنا أن “هذه المدينة ليست ملك رجل ولا ملك دولة ليتم التصرف بها على هذا الشكل المرفوض، وانه كان حريا برئيس الدولة التي تستضيف على ارضها جمعية الامم المتحدة ان يحترم المقررات الدولية بشأن القدس وفي مقدمتها القرار رقم /181/ (شهر تشرين ثان عام 1947)، الذي قضى بوضع القدس تحت نظام دولي بحيث تكون المدينة المقدسة جسما منفصلا له وضعه الخاص. وقد استمر العالم كله على هذا الموقف منذ هذا التاريخ، رافضا ان تعلن القدس عاصمة لاسرائيل ومتمسكا بحقوق جميع اصحاب الحقوق في المدينة المقدسة”.

وأضاف: “اليوم يأتي قرار نشاز يصدر عن رئيس دولة متفرد ضاربا به كل فرص السلام ومشوها تاريخ القدس ورسالتها الانسانية والروحية، ومطيحا بحقوق الفلسطينيين المشروعة كلها. فأثار هذا الموقف غير الموصوف ردود فعل عالمية تمثلت برفض غالبية دول الارض له في الجمعية العامة للامم المتحدة وتبرم دول مجلس الامن كلها حيال هذا التصرف غير المسؤول”.