كتب عيسى بو عيسى في صحيفة “الديار”:
في الوقت الذي تقدمت فيه المشاورات واللقاءات بين القوات اللبنانية، والتيار الوطني الحرّ انحسرت مسافة التلاقي في المقابل بين الكتائب اللبنانية والقوات بعد سلسلة من مراحل شد الحبال بين الطرفين ويبدو وفق اوساط التيار الوطني ان ما يحمل على التفاؤل مع معراب مرده الى اسباب واضحة وفق التالي:
اولاً: ان الحزبان اي التيار والقوات ممثلان داخل الحكومة وفي مجلس الوزراء وهذا يعني شبه توافق على استمرار العمل الحكومي برئاسة الرئيس سعد الدين الحريري.
ثانياً: امكانية دمج الاتفاق السياسي بين القوات والتيار وتحويله الى تحالف انتخابي وان كان موضعيا اي في اماكن محددة يتم الاتفاق عليها.
ثالثاً: هناك حاجة مشتركة بين الحزبين بعدم فرط ورقة النوايا لاعتبارات عدة ابرزها ما نقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتتم ترجمته حالياً وفحواه: لا نستطيع ان نضع ايدينا مع فريق ثم نسحبها وفق معطيات معينة لا تمت الى الجوهر بصلة وهي تتمثل بالعمل على وحدة المسيحيين وعدم العودة الى الوراء مهما كانت الاسباب، وتعتبر اوساط التيار الوطني ان الركون الى الاحقاد والنكايات هي مجرد قشور امام ما ينتظر اللبنانيين والمسيحيين من استحقاقات مقبلة لا تقل خطرا عما سبق في لبنان والمنطقة.
وابعاً: ان القوات اللبنانية ووفق الواقع القائم بينها وبين تيار المستقبل وهو بمجمله اوصل الى سلبية شديدة لم تحقق حتى الساعة لقاء بين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري وهذا يعني بالتفاصيل ما يلي:
1- حاجة القوات اللبنانية الى التعاون مع التيار الوطني وتيار المستقبل معا لاعتبارات سياسية وانتخابية خصوصا في مناطق مشتركة تجمع القواعد القواتية مع الصوت المستقبلي وبالتالي ان اعادة الامور الى المعقول من العلاقات مع المستقبل والرابية تحقق نسبة نجاح اكثر من المصالحة الكاملة مع حزب الكتائب حيث تكمن مصلحة مشتركة بين الاحزاب الثلاثة باستثناء الصيفي التي لا يمكنها تقديم قيمة اضافية خلال الاستحقاق المقبل لهذه الاطراف فيما التعاون بين الجهات الثلاثة الانفة الذكر باستطاعته اعطاء نقاط قوة للقوات على وجه الخصوص وهذا يتجلى في دوائر جزين حيث لم تستطع القوات الاقلاع بلائحة في دائرة صيدا – جزين فيما لائحة المستقبل – التيار الوطني جاهزة، وكذلك في الكورة حيث للقوات نائب وحيد مضمون بينما اذا تعاونت مع التيار والمستقبل تحصد مقعدين اثنين، وتضيف الاوساط ان امكانية ترميم العلاقة مع المستقبل والتيار من قبل القوات ليست مبنية فقط على الاستحقاق النيابي فهي غير محرجة باعادة الترميم مع التيار الوطني حفاظا على تأكيد المصالحة المسيحية وكذلك مع تيار المستقبل لحاجتها الى شريك مسلم قوي وحتى مع الكتائب اللبنانية وفق خلفية القول ان القوات هي بنت الكتائب وخرجت من رحمها ولكن يبقى حزب الله حيث التفاهم بينه وبين القوات مستبعد بشكل كبير.
خامساً: بالنسبة للعلاقة بين القوات والكتائب تبدو متراجعة بالرغم من الجهود المبذولة في هذا الاطار الا ان القوات تعي ان صعوبة التفاهم مع الصيفي لا يلحق الضرر بها الى حد كبير ولذلك يبدو التوجه لدى معراب بعد جوجلة سلسلة اللقاءات الابتعاد عن الكتائب وهذا الامر يشبه السيف ذو حدين فالكتائب نفسها تفضل البقاء خارج التحالف مع مكونات الحكومة خصوصا انها تصنف نفسها المعارض الاول لعمل الحكومة ولمسار معالجة المواضيع الحساسة، ومن هنا لا تعتقد مصادر كتائبية ان الامر محزن بل ان الخط قد تم رسمه منذ انطلاقة الحكومة وللجميع ان يفسرها حسب ما شاء لكن قناعتنا تقول هذه المصادر اننا لا نجمع ولا نحاول تجميع كراسي نيابية على حساب مواقفنا الثابتة من القضايا الوطنية والحياتية للناس وعلى هؤلاء تحديد مواقفهم واتجاهاتهم في صناديق الاقتراع سلباً او ايجاباً.
سادساً: هذه المصادر الكتائبية تعتبر ان رئيس الحزب سامي الجميل والمكتب السياسي قد اتخذ قراراً منذ زمن بتشكيل لوائح للمعارضة ضد السلطة دون مواربة او محاولة اعطاء موقفها اللون الرمادي ولتجعل المعركة المقبلة قائمة بين المعارضة والسلطة وهذا امر ايجابي بالنسبة للكتائب التي عارضت عن حق وتمسكت بمواقفها قبل تحديد موعد اجراء الانتخابات النيابية بوقت طويل.