كتب ياسر الحريري في صحيفة “الديار”:
دائرة مرجعيون حاصبيا والنبطية من الدوائر الانتخابية الهامة. كونها تضم من مختلف الطوائف والمذاهب الاسلامية والمسيحية.
والحديث هنا بالتحديد عن قضاء مرجعيون حاصبيا. في هذه الدائرة الجنوبية. حيث يقترب عدد الناخبين غير الشيعة من الناخبين الموارنة والسنة والدروز والارثوذكس بزيادة عشرة الاف صوتا شيعيا عن المذاهب الاخرى. اذ يبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة ما يزيد عن 170 الف صوتا ينقسمون بين مرجعيون وحاصبيا.
في هذا القضاء من ضمن الدائرة المشار اليها خمسة مقاعد (شيعيان وسنيا وارثوذكسيا ودرزيا) تقول ماكينات حركة وامل وحزب الله في مندرجات القانون النسبي الجديد، الحسابات دقيقة وكلا الفريقين يعملان لنسج تحالف قوي معهما. ومن الواضح ان الوزير وليد حنبلاط من ضمن هذا التحالف.
اما النقاش الحقيقي في الماكينات والقوى السياسية من عين التينة الى الضاحية وما بينهما في عموم الدائرة يتركز على النقاط الضعيفة وهما في المقعد الارثوذكسي والسني. ففي حاصبيا حضور كبير لتيار المستقبل وفي القرى المسيحية. التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والى اليوم ليس محسوما ان يكون تحالف امل حزب الله سيشمل التيار الوطني الحر. بل يبدو هناك انفصالا انتخابيا في هذه الدائرة كما تؤكد ماكينات التيار العوني. في المنطقة.
ان البحث في مهمة حركة امل وحزب الله. تتركز في المقعدين السني والارثوذكسي كونهما الاضعف نتيجة الفرز الطائفي والمذهبي ويمكن العودة الى الارقام التي نالها مرشحو تحالف امل وحزب الله (الارثوذكسي والسني) من طوائفهما ومذاهبهما. من قرى حاصبيا بالتحديد حيث الاكثرية السنية والمسيحية والدرزية.
هذا في النظام الاكثري فكيف الامر بالنظام النسبي اضافة للصوت التفضيلي.
كل تقديرات حزب الله وحركة امل متفقة على الضعف هنا. في هذين المقعدين وبالتالي الحديث عن هندسة انتخابية. يمكن من خلالها رفع الحاصل او العتبة الانتخابية للدفع بالمقاعد الضعيفة بالصوت التفضيل. هذا الامر ينفع مع المرشحين الشيعة لكن مع غير الشيعة سوف يلعب التفضيلي قوة الفوز المحكم. على مستوى القضاء والمذهب. وبالتالي الماكينات الحزبية باتت متأكدة من هذا الضعف. لكن كيف يمكن معالجته… هنا السؤال خصوصا انه من المتوقع ان لا يحصل مرشحو حركة امل وحزب الله نسبة اصوات تفضيلية عاليه على الاقل من حاصبيا اضافة الى القرى المسيحية في بنت جبيل لنواب امل وحزب الله في هذا القضاء.
اما حاصبيا فكل الاستطلاعات اعطت نتيجة ان اصوات المسيحيين والسنة والدروز لن تكون باكثريتها الساحقة لتحالف امل وحزب الله السني والارثوذكسي (هذا المقعد مرهون بتحالف التيار مع القومي). اما سنيا فلن يتجاوز الـ 408 صوتا تفضيليا مسيحيا. وبالتالي يصبح احد المقعدين الشيعيين مهددا، خصوصا اذا اراد الحليفين الشيعيين السير بخطة رفع الحاصل الانتخابي. لمنح حليفيهما اصواتا تفضيلية ترجح فوزهما.
حزب الله وحركة امل سوف يبحثان هذه الحيثيات الدقيقة. كون المعركة حقيقية. في ظل الاشتباك السياسي. بين الرئيسين العماد ميشال عون ونبيه بري. وفي ظل محاولات الرئيس سعد الحريري. الاثبات انه لن يتحالف مع حزب الله انتخابيا في اي دائرة. وهذا الامر من التزاماته الاقليمية الخليجية والغربية. ولكون الاشكال الكبير بينه وبين حزب الله. مما يعني ان حزب الله لن يرى صوتا مستقبليا واحدا حتى في مناطق نفوذه الشعبي والسياسي وهذا عن دائرة مرجعيون حاصبيا التي تقترب فيها الاصوات من بعضها البعض. مع الاشارة الى نسب التصويت ووجود مرشحين مناطقيين وحزبيين لهم حيثيات مناطقية.
ان الحسابات برأي الصادقين في الماكينات الانتخابية يجب ان تكون دقيقة لدى الرئيس نبيه بري. خصوصا في عقر دائرة جبل عامل. وتحديدا في مرجعيون حاصبيا.