كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”:
في موازاة استراحة مجلس الوزراء في الأسبوع الجاري نتيجة سَفَر رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري، تنشط الإتصالات على خطوط أخرى ما بين المكوّنات السياسية، وتتركّز بشكل خاص حول وضع حدّ للخلافات، خصوصاً على محور بيت الوسط ـ معراب، بعدما تردّدت معلومات عن تسجيل نقاط إيجابية في مسار الحوار غير المباشر الجاري منذ ثلاثة أسابيع ما بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع. وكشفت هذه المعلومات، أن هذا المسار منفصل عن أي بحث إنتخابي، على الأقلّ في الفترة الراهنة، وذلك انطلاقاً من التركيز على فتح صفحة جديدة من العلاقات السياسية، وإنما من دون الوصول، وبشكل سريع، إلى ترميم الجسور وتحديد موعد للقاء وشيك يجمع الرئيس الحريري والدكتور جعجع.
وفي هذا الإطار، أكد مصدر نيابي مطّلع، أنه لا يزال من المبكر لأوانه إطلاق توقّعات مسبقة، علماً أن نتائج تحرّك وزير الإعلام ملحم رياشي، تندرج في سياق إيجابي، إذ نجح في تحقيق تقدّم لافت على صعيد «المصارحة» حول «غيمة الصيف» التي ظلّلت العلاقة على محور معراب ـ بيت الوسط منذ تشرين الثاني الماضي.
وقال المصدر النيابي المطّلع، أن محور الحراك الحالي، هو استعادة مناخ الثقة بشكل كلي بعد جولات من التشكيك المتبادل والحملات الإعلامية والسياسية. وفي الوقت الذي اعتبر فيه أن ما من مواعيد مرسومة لأية لقاءات قمة بين الطرفين، وجد أن الفريقين يعتبران أن إصلاح الضرر الذي حصل أخيراً يتطلّب مقاربة شاملة لكل العناوين التي انقسم حولها كل من تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، تبدأ من الواقع السياسي الداخلي وصولاً إلى التحالفات الحديثة التي ارتبط بها تيار «المستقبل» مع أطراف سياسية أخرى، وذلك في سياق منعزل عن اتجاهات «القوات اللبنانية» السياسية الداخلية في الدرجة الأولى، كما بالعلاقات ما بين مكوّنات فريق الرابع عشر من آذار السابقة، وفي طليعتها «المستقبل» و«القوات» مع المملكة العربية السعودية، ومع عدة بلدان خليجية، إضافة إلى عواصم القرار الغربية.
وفيما رفض المصدر النيابي نفسه، الكشف عن جوانب الإختلاف الفعلي، والتي ما زالت تؤخّر إعلان نتائج الحوار غير المباشر، أشار إلى أن البحث لا يتناول فقط الإشكال الأخير بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، بل يطال كل التباينات في المسار منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتكريس تحالف كامل ما بين «التيار الأزرق» و«التيار الوطني الحر» داخل مجلس الوزراء، والتناغم ما بين الطرفين على المستويين السياسي، كما الإقتصادي.
أما على صعيد البحث الإنتخابي، فإن أي تحالف لم يتم التطرّق إليه بعد سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، وذلك على حدّ قول المصدر النيابي ذاته، لكنه استدرك موضحاً، أن التعاون هو حتمي بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، وبالتالي، فإن العنوان الأساسي في اللقاء المرتقب بين الطرفين، سيكون الاستحقاق الانتخابي النيابي، والتوافق على التحالف في المعركة النيابية، وذلك في مجمل الدوائر الانتخابية.