أكد المدير التنفيذي لـ”مؤسسة رينه معوّض” ميشال معوض على أهمية تعليم الشباب، وتدريبهم مهنيًا، وبناء القدرات والمهارات الحياتية لديهم، وتعزيز التوعية الإجتماعية وروح المبادرة والمشاركة عندهم، ليتمكّنوا من تحدّي قدر الحرمان والتهميش المفروض عليهم ومنحهم فرصة تمكّنهم من الاعتماد على انفسهم، وبالتالي بناء مجتمع سليم ينخرطون فيه من موقع قوة.
معوّض، وفي كلمة ألقاها خلال حفل تخريج أقيم في قاعة Terra Nova Village Club في كفرزينا – زغرتا لأكثر من 650 شابًا وشابة استفادوا من دورات تدريب مهني وتقني معجّل ضمن مشروع “دعم الشباب من خلال التعليم، بناء القدرات والتوظيف في الشمال” المدعوم من منظّمة الأمم المتحدة للطفولة – “اليونيسف” والمنفّذ من “مؤسسة رينه معوض”، قال: “اهمية هكذا مشروع تكمن في كونه يمنح الأمل للشباب الذين يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية هشّة ويعطيهم سلاحا يواجهون فيه الحياة، يختلف عن سلاح الرصاص والقتل والتطرّف والإرهاب، انما سلاح المعرفة والعلم والمهارات المهنية والتقنية ويحوّلهم من اشخاصًا على هامش المجتمع، الى اشخاص فاعلين ومنتجين يمكن الاعتماد عليهم”.
واضاف: “هذا المشروع مهم ايضا لأنه يفتح الآفاق أمام هؤلاء الشباب والشابات، ويؤكد لهم أن باستطاعتهم ان يحلموا وان يحققوا أحلامهم بمجهودهم وعلمهم، وأنهم ما عادوا بحاجة للاعتماد على احد سوى على انفسهم، بل الآخرين سوف يعتمدون عليهم”.
معوض تناول حجم التقصير الموجود في الدولة خصوصاً لناحية التسرّب المدرسي الكبير الحاصل نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة وأزمة النزوح السوري، وقال: “علينا ان نعمل جميعا ونبذل جهدا كبيرا من اجل المساعدة قدر الإمكان للحد من هذه الظاهرة”.
واذ أكّد حرص “مؤسسة رينه معوض” على منح المهارات والخبرات المهنية والتقنية للشباب والشابات ايمانا منها بأن هذه الخبرات تفتح للشباب أفقا حقيقية وانطلاقا من حجم النقص الموجود في المجتمع على صعيد المتخصصين في المهن اليدوية وغيرها من المهن، شدد معوّض على ضرورة ان يعي الجميع أن إجرة اليد العاملة المتخصصة والتي لديها خبرة اصبحت اليوم أغلى من أجرة كثيرين من حملة الشهادات العليا.
وختم كلمته متوجّها بالشكر للأمم المتحدة وتحديدا للـUNICEF التي خصّصت أكثر من 1,055,000 دولار للمشروع، وقال: “اننا في لبنان، وخصوصا في المناطق والمجتمعات المحرومة والمهمّشة بحاجة ماسّة لمثل هذه البرامج، وبإمكاننا تحقيق الكثير اذا تأمّنت لنا القدرات”.
وأكد ممثل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة المهندس جورج قالوش بدوره، ان الشمال قدّم الكثير للتعليم العام والمهني والتقني ولكل لبنان، وشكر “مؤسسة رينه معوض” على جهودها، قائلا: “في المدرسة والمعهد يبدأ البحث عن الحقيقة التي وحدها تبني الأوطان”.
وكانت كلمة شكر من مدير مكتب “اليونيسف” في طرابلس الأستاذ مشاري دمسقس لـ”مؤسسة رينه معوض” على تنفيذها هذا المشروع بنجاح.
وفي الختام سُلّمت الشهادات الى الخرّيجين مرفقة بمجموعة أدوات تسهّل دخولهم الى سوق العمل، من ثم اقيم حفل كوكتيل في القاعة.
يُذكر ان 2277 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عامًا موزّعين ضمن نطاق مناطق المنية الضنية زغرتا وطرابلس، استفادوا من هذا المشروع.
كما أعطى هذا المشروع الفرصة لأكثر من 650 شابا وشابة لبنانيين وغير لبنانيين للإنخراط في مجال التدريب التقني والمهني وبرامج بناء المهارات الابتكارية ما مكنّهم بالتالي من الانخراط المهني وأعطاهم الأفضلية للحصول على فرص عمل.