كتب خالد عرار في صحيفة “الديار”:
تتأرجح الاستعدادات للانتخابات النيابية في دائرة البقاع الغربي بين هداس ونعاس أي استرخاء وغفوة ما قبل الصحو وهداس أي القلق حول حتمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد والأيام القليلة المقبلة كفيلة بتبديد هذه الهواجس لدى المواطنين وحسم الأمور باتجاهين إما الذهاب نحو مواجهة عنيفة لا سيما على المقلعد السنية في هذه الدائرة وإما باتجاه تأجيل الانتخابات لأنها دخلت في دائرة الاهتمام الديبلوماسي الغربي والعربي خصوصا بعد التقارير التي تصلها بأن قوى الثامن من آذار ستحقق أرجحية واضحة في هذه الانتخابات وهذا الأمر لا ترغب الولايات المتحدة الأميريكية ومعها بعض العرب برؤية هذه النتائج. وفي ضوء ذلك بدأت تهديدات وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات على كل مرشحي قوى الثامن من آذار.
وبالعودة إلى دائرة البقاع الغربي تشير أوساط سياسية الى أن المرشح عن المقعد الشيعي قد يفوز بالتزكية لأن لا نية لدى التيار الوطني الحر والمستقبل بترشيح شيعي على لائحتيهما. فإن الثنائي الشيعي والوزير مراد قد يقدمون على مبادرة شبيهة بمبادرة التيار الوطني الحر والمستقبل.
ولفتت الأوساط الى ان النائب وائل أبو فاعور سيكون في عداد اللائحة التي تضم تياري الوطني الحر والمستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي إلا أن النائب وليد جنبلاط ميال للتحالف مع الثنائي الشيعي في البقاع الغربي والوزير السابق عبد الرحيم مراد، الذي استطاع أن يكسب على تيار المستقبل ليس بالنقاط فحسب بل على صعيد الخدمات وقد يحقق تحولاً في الشارع السني نتيجة بعض الخدمات التي يؤمنها من خلال مؤسساته، وهنا تعتبر الأوساط أن الرئيس سعد الحريري ارنكب خطأ عندما رفض أن يتبنى ترشيح حسن مراد نجل الوزير مراد، ولو تبنى هذا الترشيح لكان استطاع قطع الطريق على أحلام الوزير مراد بالوصول إلى رئاسة الحكومة، لكن وحسب المصادر أن مستوى الأسى للرئيس الحريري على مراد عال جدا. وكان قد أوقف التناغم بين مراد والجماعة الإسلامية في البقاع الغربي التي تتجه نحو التفكير في تشكيل لائحة وسيكون على متنها العميد السابق مروان زاكي ورئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ سابقا ليترشح على المقعد الدرزي في هذه الدائرة ونشير الى أن الجماعة الإسلامية تجري مفاوضات مع القوات اللبنانية في منطقة صيدا والسؤال : هل إذا نجح هذا الاتفاق بين الطرفين في منطقة صيدا سينسحب على منطقة البقاع الغربي؟
وأشارت الأوساط الى أن تيار المستقبل يعمل في المسافة الفاصلة بين الهداس والنعاس بتأن لاختيار مرشحيه على المقعدين السنيين في هذه الدائرة لأنه يسعى للفوز في هذه المنطقة التي تشكل فيها الكتلة السنية الناخبة الكبرى بين الكتل الأخرى لكن بشرط أن يتكفل هؤلاء المرشحون كامل نفقات العملية الانتخابية في هذه الدائرة وهذا ما أكد عليه النائب محمد قباني بأن على كل مرشح على لوائح تيار المستقبل في كل لبنان أن يحضر (كيسه) معه.