كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
إستناداً إلى أطباء أمراض الجهاز الهضمي، فإنّ الغازات عبارة عن مزيج من الهواء الذي يتم ابتلاعه عند الأكل بسرعة على سبيل المثال، وأنواع الأطعمة المستهلكة. فهل تعلمون ما هي المواد الغذائية المسؤولة عن تعرّضكم لهذه المشكلة في أسوأ لحظات ممكنة؟
إصدار الغازات المعوية أمر طبيعي وصحّي، لكنه حتماً غير مُريح وبعض الأطعمة يؤثر فيه أكثر من الأنواع الأخرى. يرجع السبب إلى أنّ كل شخص يأوي بكتيريا مختلفة في أمعائه، تكون حتماً مسؤولة عن الغازات التي ينتجها.
تعرّفوا اليوم إلى المأكولات الأكثر ارتباطاً بتحفيز الغازات المِعوية:
البروكلي والقرنبيط
الخضار الكرنبية، كالبروكلي والقرنبيط والملفوف، تحتوي جرعة عالية من الألياف التي لا يستطيع الجسم هضمها. وعلى عكس معظم مركّبات المأكولات، فإنّ الألياف تصل كاملة إلى الأمعاء الغليظة. غالبية البكتيريا في الجهاز الهضمي تعيش في الأمعاء الغليظة، وهي تملك القدرة على استخدام الألياف للطاقة، غير أنّ النتيجة الثانوية لأيضها تكون الغازات.
الشوفان وخبز القمح الكامل
على غرار الخضار الكرنبية، فإنّ الحبوب الكاملة تدفعكم إلى إفراز الغازات بسبب غناها بالألياف. بالتأكيد لا يجب التوقف عن تناول هذه المادة، خصوصاً أنها مفيدة للقلب والهضم والوزن. المطلوب منكم ببساطة زيادة كميتها ببطء من خلال الاكتفاء بحصّة يومية واحدة إضافية من الطعام العالي بالألياف حتى تعتاد الأمعاء عليها من دون أي انزعاج.
كذلك، فإنّ شرب كمية جيدة من المياه خلال هذا الإجراء يساعد على تهدئة الغازات، ما يعني أنه لكل 5 غ من الألياف المُضافة يجب الحصول على كوب من المياه.
الحليب واللبن والجبنة
تحتوي منتجات الألبان نوعاً من السكر يُعرف بالـ«Lactose»، لكنّ العديد من الأشخاص يشكون من اضطراب في هضمه لافتقارهم إلى الكميات المطلوبة من أنزيم «Lactase»، ما يعرّضهم للنفخة والغازات وحتى الإمساك.
لكن هذا لا يعني بالضرورة أنكم تعجزون نهائياً عن هضم اللاكتوز أو أنّ لديكم حساسية، إنما الجسم يكون ببساطة حساساً تجاه هذه المادة. يمكن شرب الحليب المخفّض اللاكتوز أو أخذ مكمّلات اللاكتاز ومراقبة ما إذا كانت مشكلات المعدة ستتقلّص. وفي حال التعرّض لألم مِعوي شديد، يجب استشارة طبيب أمراض الجهاز الهضمي لاحتمال وجود مشكلة صحّية جدّية.
التفاح والموز والدرّاق
في حال تعرّض المعدة لقليل من «القرقرة» بعد تناول التفاحة، قد تكون الألياف هي المتّهمة. من جهة أخرى، تحتوي الفاكهة نسبة عالية من سكر الفروكتوز الطبيعي. يواجه بعض الأشخاص الغازات والنفخة من الفاكهة لأنّ جهازهم الهضمي يعجز عن تفكيك كل السكريات الموجودة في هذه المنتجات الطبيعية بشكل صحيح. عندها، تصل هذه الكربوهيدرات إلى الأمعاء الغليظة وتُقدّم كطعام للبكتيريا، وتنتج الغازات.
إستناداً إلى «International Foundation for Functional Gastrointestinal Disorders»، يُعتبر التفاح، والدرّاق، والعنب، والموز، والمشمش، وعصير الخوخ، والإجاص، من أبرز أنواع الفاكهة المُسبّبة لهذه المشكلة.
الفاصولياء
وفق دراسة نُشرت في «Nutritional Journal»، فإنّ غالبية البقوليات، كالفاصولياء والعدس والبازلاء وحتى المكسرات، تكون غنيّة بالألياف جنباً إلى السكريات، كالـ«Raffinose» والـ«Stachyose»، التي لا يستطيع الجسم هضمها بشكل صحيح. البكتيريا في الأمعاء تفكّك هذه السكريات، مسبّبةً كل أنواع الغازات كالـ«Hydrogen» والـ«Methane» والـ«Sulfur». إشارة إلى أنّ غسل الفاصولياء المعلّبة وتجفيفها يساعد على خفض خصائصها المسبّبة للغازات.
الصودا والمياه الفوّارة
المشروبات الغازية تحفّز إنتاج الغازات لأنها تدفعكم إلى ابتلاع كمية هواء إضافية تُحاصَر في الجهاز الهضمي. وللتحرّر من هذا الهواء، فإنّ الطريقة الوحيدة تكون على شكل غازات. في حال الإصرار على شرب هذه السوائل، يُنصح بتفضيل المياه الفوّارة الخالية من السكر. أنواع عدة من الصودا تحتوي مُحلّ صناعي معروف بالـ«Sorbitol» الذي لا يمتصّه الجسم كلّياً إنما تُخمّره البكتيريا، ما يؤدي إلى إصدار غازات إضافية.
ما العمل؟
إذا تحوّل إنتاج الغازات إلى مشكلة ثابتة، يمكن تناول مع الوجبات الغذائية عقاقير تحتوي أنزيماً يُسهّل القدرة على هضم المأكولات المُحفّزة للغازات. من المهمّ أيضاً تدوين الأطعمة المستهلكة خلال اليوم لبضعة أسابيع من أجل مراقبة تفاعلات الجسم ورصد الأنواع المسؤولة، وعلى أساس ذلك يحدّد لكم خبير التغذية النظام المُلائم لتقليص الغازات.
لا بدّ أيضاً من الانتباه إلى أعراض أخرى مزعجة، كالإمساك أو الحرقة أو ألم المعدة أو الغثيان، كي يستطيع الطبيب تشخيص اضطرابات أخرى في الجهاز الهضمي، كمتلازمة القولون العصبي.